المغرب والجزائر من الدول الأكثر إنفاقاً على التسلّح بالعالم
الجزائر جاءت السادسة ضمن 20 دولة فيما الرباط في المركز الثاني عشر
الرباط -حسن الأشرف- العربية نت
21 مارس 2013
أفاد تقرير دولي صدر مؤخراً بأن المغرب والجزائر ضمن قائمة العشرين دولة "الأكثر إنفاقاً" في شراء العتاد العسكري في العالم، حيث احتلت الجزائر المركز السادسة وصرفت 9 مليارات دولار، بينما المغرب جاء في المركز الثاني عشر بإنفاق بلغ 2.8 مليار دولار.
وكشف تقرير معهد "استوكهولم" لأبحاث السلام حول مبيعات السلاح في العالم عن بعض المعطيات التي تخصّ السباق المحموم نحو التسلح بين المغرب والجزائر، من قبيل أن حجم مشتريات الجزائر من السلاح تضاعفت بـ277 مرة، في حين أن مقتنيات المغرب من السلاح ارتفعت بـ 1460%.
لا سلام ولا حرب
وقال الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، الخبير في قضية الصحراء والشأن المغاربي، لـ"العربية.نت" إن سباق التسلح بين المغرب الجزائر تتحكم فيها عدة اعتبارات موضوعية، كونه يتأثر أساساً بالتطورات الإقليمية في جنوب البلدان المغاربية خاصة في منطقة الساحل والصحراء.
وأوضح الفاتحي أن المغرب والجزائر في حاجة إلى قوة عسكرية رادعة لحماية أمنهما القومي، إذ إن تطوير وتحديث التجهيزات العسكرية يُسهم في تكريس قوة الدولة، ومنحها هيبة تمكنها من بسط سيادتها على كامل ترابها من أي تهديد داخلي.
وتابع أن الصراع الإقليمي المستمر بين المغرب والجزائر بسبب نزاع الصحراء، أو بسبب الحدود المغلقة بينهما يعد أحد العوامل المشجعة على سباق التسلح، في وقت تنعدم فيه انفراجات سياسية بين البلدين، ما يجعل حالة "لا سلام ولا حرب" ترخي بظلالها على العلاقات بين البلدين الجارين.
ويتوقع أن يستمر سباق التسلح بين المغرب والجزائر، وذلك بوتيرة سريعة وشديدة لحفظ التوازن العسكري بينهما، حيث إنه من المُرتقب أن يوقع المغرب صفقات جديدة لشراء السلاح في أفق تقليص الفجوة مع الجزائر.
دوافع إقليمية ودولية
وأضاف أن حالات التوتر لا يمكنها أن تخفي عنا الدواعي الإقليمية والدولية للسباق نحو التسلح، والتي تفرض وجود قدرات عسكرية لحماية الأمن الجيوسياسي للمغرب والجزائر؛ منها حاجة المغرب إلى تحديث وتطوير قدراته العسكرية تنفيذاً لالتزاماته تجاه الاستراتيجية الدولية لمحاربة الإرهاب، وفقاً لطبيعة المناورات العسكرية التي يشارك فيها باستمرار، وكذا تطوير قدراته التقنية بما يستجد في مجال التسلح، لاسيما القدرات الجوية والبحرية.
ولاحظ الفاتحي ارتفاعاً في أرقام الميزانيات المخصصة للتسلح في البلدين معاً سنة بعد أخرى ما يُثقل كاهل ميزانيتهما العامة، مع تسجيل تفضيل للجزائر المتوافر على إمكانيات مهمة من عائدة النفط أكثر من المغرب، وهو ما يجعل التوازن العسكري بينهما مختلاً من الناحية الكمية والتقنية لفائدة الجزائر.
وأكد الفاتحي أن الجزائر تسعى من خلال الزيادة من ميزانيتها العسكرية إلى تنفيذ حرب باردة لفرض مزيد من الضغط على المغرب، لينتهي به المطاف إلى محاولة الحفاظ على توازنه العسكري معها دون عائدات مالية وتنموية للمواطنين، ما قد يخلق له ارتباكات اجتماعية وسياسية تفقده فرض السيطرة على أراضيه خاصة في أقاليم الصحراء.
التعليقات (0)