المَسْرَدُ
فِي مَدِيحِ (الأَنَا) .. فِي هِجَاءِ (العَالَمِ)
(خَمْسُونَ سَبَبًا لِتَبْرِيرِ الاِشْمِئْزَازِ
خَمْسُونَ نَقِيضًا لِتَعْلِيلِ الْصَّمْتِ)
مَرَّتِ اللَّيْلَةُ ثَقِيلَةً عَلَيْهِ ؛ فَالْرُّوحُ العَرِيقُ مَا زَالَ عَلَى اِقْتِدَارِهِ غَيْرِ المُتَحَوِّلِ ، فِيمَا النَّبْضُ .. النَّبْضُ أَصَابَتْهُ الغِلْظَةُ وَ قَلِيلٌ مِنَ الاِسْتِكَانَةِ إِلَى المَجْهُولِ .. وَ الَّتِي لاَ تُحْمَدُ وَ فِيهَا قَوْلٌ كَثِيرٌ . شَاخِصًا إِلَى الغَيْبِ ؛ ظَلَّ يَهْجِسُ بِالْرِّفْقِ ، بِالْنَّفْسِ الرَّشِيقَةِ ، بِالْعَذْبِ الأَلِيفِ ، بِصَيَّادِ الخَافِتِ وَ النَّجْوَى ، بِهِمْ جَمِيعًا أَنْ العَجَلْ . فِيمَا كَانُوا كَمُهْرٍ بِسَبِيبٍ مِنْ نَارٍ يَعْدُو تَحْتَ جِلْدهِ .. يَعْدُو صَاهِلاً بِأَلْسِنَتِهِمْ : مَعَاذَ الحَنَانِ أَنْ نَفْعَلَ .. مَعَاذَ الحَنَانِ . وَ إِذَا بِهِ ؛ وَ بِإِجْلاَلٍ رَفِيعٍ ، وَ اِنْتِفَاضَةِ لَذَّةٍ لاَ يَسْتَشْعِرُهَا إِلاَّ وَاثِقُ الوِدَادِ .. يُغَنِّي :
إِلَيْكُمْ ؛ عُرَاةَ الحُلُمِ ، جُبَاةَ النَّارِ ، نَاشِرِي الرَّهَافَةِ لاَ الاِزْدِرَاءِ . إِلَى الصَّابِرِينَ عَلَى المَآلاَتِ الصَّعْبَةِ ، وَ مُثِيرِي الحَاسَّةِ وَ التَّوْقِ إِلَى الأَبْعَدِ وَ الأَشَدِّ ، وَ كُلِّ الأَوْغَادِ السُّعَدَاءِ ، وَ كُلِّ النَّاجِينَ مِنْ مِحْنَةِ القَدَرِ .. وَ غَبَاءِ الاِنْتِظَارِ المَرِيرِ . إِلَى كُلِّ الأَصْدِقَاءِ الوَدُودِينَ سِوَى مُعْتَادِي الشِّعْرِ الفُحُولِيِّ لاَ الهَزَائِمِ ، وَ كُلِّ الشُّعَرَاءِ المُؤْمِنِينَ بِأَنَّ القَصِيدَةَ لَنْ تُغَيِّرَ الكَوْنَ عَلَى أَهَمِّيَّتِهَا .. إِنَّمَا هِيَ كَلِمَاتٌ وَ حَسْبُ .. إِلَيْكُمْ شَهَادَةَ (الأَنَا) 1 عَلَى فَضِيلَتِهَا ؛ وَ عَلَى فَسَادِ (العَالَمِ) بِكُلِّ اِمْتِيَازَاتِهِ . (العَالَمُ) الَّذِي يَمْتَهِنُ الرَّذِيلَةَ مِنْ أَجْلِ الوُصُولِ إِلَى الشَّاهِقِ . (العَالَمُ) الَّذِي يَكْرِزُ بِالْسُّؤْدَدِ دُونَ أَنْ يَمُرَّ بِالْهِمَّةِ القُصْوَى .. بِتَجْرِبَةِ الفَقْدِ و التَّضْحِيَةِ بِالأَنْفَسِ .
هَذِهِ كِتَابَةٌ تَجْهَشُ : أُرِيدُ شَيْئًا جَدِيدًا أَوْ سَأُجَنُّ . إِنَّهَا كِتَابَةٌ تُحَدِّدُ مَعْنَى التَّقَزُّزِ .. تُتَرْجِمُ الشُّعُورَ الأَخْلَصَ بِالاِسْتِيَاءِ ، وَ تَكْشِفُ لِلآخَرِينَ – العُقَلاَءِ مِنْهُمْ – أَنَّ إِمْكَانِيَّةَ الاِسْتِمْرَارِ فِي عَمَلِيَّةِ اِسْتِدْرَارِ الأَبْيَضِ – المَزْعُومِ - مَعَ كُلِّ هَذَا المَحْمُولِ مِنَ الضَّغَائِنِ البَشَرِيَّةِ ؛ لَهُوَ أَمْرٌ مُسْتَبْعَدٌ .. وَ مُثِيرٌ لِلْفُكَاهَةِ .
فِي الوَاقِعِ .. هَذَا نَصٌّ دَامِغٌ ؛ سَيَحْمِلُ كُلَّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْمِلَهُ فَمٌ نَظِيفٌ يُرِيدُ أَنْ يَشْتُمَ بِأَكْثَرَ العِبَارَاتِ تَأَدُّبًا وَ تَرْوِيعًا فِي آنٍ . نَصُّ إِدَانَةِ الكَائِنَاتِ الأَرْفَعِ حِسًّا ؛ وَ فِي ذَاتِ الوَقْتِ تَبْرِيرِ شُعُورِهَا بِخَجَلٍ يَنْمُو كُلَّمَا تَفَكَّرَتْ فِي كَمِيَّةِ الاِدِّعَاءَاتِ الوَاجِبَةِ لِتَنْظِيفِ كَعْبِ حِذَاءِ (أَنَاهَا) مِنْ هَذَا العُبُورِ السَّرِيعِ عَلَى (العَالَمِ) المُتَّسِخِ .
إِنَّهَا فَلْسَفَةُ النَّقَائِضِ ؛ حَيْثُ تَقِفُ (الأَنَا) نَافِرَةَ الكَرَامَةِ عَلَى قَرْنِ الدَّهْرِ ، تُجَابِهُ بِمُفْرَدِهَا كُلَّ هَذِهِ السَّخَافَةِ بِنَخْوَةٍ تَكْفِي كَيْ نَحْتَرِمَهَا ، حَتَّى وَ إِنْ وَصَلَتْ – وَ هِيَ السَّامِيَةُ وَ المَعْجُونَةُ بِالْرِّفْعَةِ - إِلَى الرَّغْبَةِ الكَامِلَةِ فِي أَنْ تَكُونَ نَقِيضَ أَيِّ سَائِدٍ أَخْلاَقِيٍّ أَوْ فِكْرِيٍّ . حَتَّى لَوْ كَلَّفَهَا هَذَا أَنْ تَكُونَ دُودَةً أَوْ يَرَقَةً أَوْ ضِفْدِعًا .
هَذَا نَصٌّ يُمْكِنُ أَنْ يُقْرَأَ عَلَى أَنَّهُ مِعْمَارُ البَيَانِ الَّذِي سَيُصِيبُ المُتَشَاعِرَ وَ المُلَوَّثَ بِالْكَآبَةِ .. قَامُوسٌ فِي العَبَثِ الحُلْوِ وَ النَّاجِزِ .. مُعْجَمٌ فِي قَوْلِ الصَّارِمِ .. مَسْرَدٌ فِي المَدِيحِ وَ الهِجَاءِ .. فِهْرِسٌ لُغَوِيٌّ بَعِيدُ الشَّأْوِ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُدْرِكَهُ إِثْنَانِ : الدَّعِيُّ وَ المُغَفَّلُ .
دَوَّنَهُ (الرَّائِي) .. تَمَامًا .
العَالَمُ (سَافَانَا) 2 ؛
وَ أَنَا دَمٌ لاَهِثُ الكِبْرِيَاءِ ..
كَقَطِيعِ بَقَرِ الوَحْشِ فِي فَصْلٍ جَافٍّ .
العَالَمُ حِذَاءٌ صَيْفِيٌّ ؛
وَ أَنَا قَدَمٌ أَتْلَفَتْهَا الوُحُولُ ..
وَ الأَلْغَامُ الأَرْضِيَّةُ .
العَالَمُ دَنِيْءٌ بِمَا يَكْفِي ؛
وَ أَنَا سَلِيلُ الخَجَلِ ..
الخَجَلِ الَّذِي يَفْتَقِرُ إِلَيْهِ المُنْحَطُّونَ .
العَالَمُ إِيمَانٌ ؛
وَ أَنَا مَصَحٌّ لِلإِقْلاَعِ - وَ بِشَكْلٍ نِهَائِيٍّ - عَنْ تَعَاطِي (الخَشْخَاشِ) 3 .
أَنَا خُصُومَةٌ - لَنْ تَنْتَهِي - مَعَ السَّمَاءِ 4 .
العَالَمُ عَاهِرَةٌ ؛
وَ أَنَا فَتَىً مُفْلِسٌ ..
بَعِيدًا عَنْ أَبَاطِيلَ العِفَّةِ وَ مَا إِلَى ذَلِكْ .
العَالَمُ وَقِحٌ ..
كَرِجَالِ السِّيَاسَةِ أَوْ مَا شَابَهَ ؛
وَ أَنَا يَدٌ نَظِيفَةٌ فِي زُقَاقِ الخَرَابِ ،
أَنَا عَرَقٌ عَلَى مَسَامِّ الفَارِّ مِنْ عَيْنَيْ الدَّائِنْ .
العَالَمُ إِرَادَةٌ ؛
وَ أَنَا أَبْصُقُ عَلَى (شُوبِنْهَاوَرْ) 5 الَّذِي أُحِبُّهُ .
أَنَا غَيْرُ مَعْنِيٍّ بِكُلِّ هَذَا .
العَالَمُ شَفَقَةُ المَهْزُومِينَ ؛
وَ أَنَا هُوَ (النِّيتْشَوِيُّ) 6 الأَمْجَدُ ،
الوَغْدُ الكَامِلُ .
العَالَمُ أَمِيرٌ مَشْرِقِيٌّ ؛
وَ أَنَا أَقُولُ أَشْيَاءَ غَيْرَ مَفْهُومَةٍ ..
مِنْ قَبِيلِ : شَرَفٌ ، كَرَامَةٌ .
العَالَمُ لُوطِيٌّ ؛
وَ أَنَا فَتَاةٌ وَحِيدَةٌ .. وَ خَائِفَةْ .
العَالَمُ شِعْرٌ ؛
وَ أَنَا خَصِيمُ شُعَرَاءِ الوَجَبَاتِ السَّرِيعَةِ ..
شُعَرَاءِ الأَحْذِيَةِ الرِّيَاضِيَّةِ .
أَنَا خَصِيمُ الشَّوَاعِرِ مِنْ ذَوَاتِ المُؤَخِّرَاتِ العَادِيَّةِ ،
وَ حِينَ أَقُولُ (عَادِيَّةْ) فَقَطْعًا أَعْنِي (عَادِيَّةْ) .. لاَ أَكْثَرَ .
العَالَمُ تَرَفٌ ؛
وَ أَنَا شَاعِرٌ .. بِمَكَائِدَ وَ عَدَاوَاتٍ ،
بِجُرُوحٍ مَفْتُوحَةٍ ،
بِنُبُوَّةٍ وَ لَوْ كَانَتْ زَائِفَةً .
العَالَمُ قَصِيدَةُ نَثْرٍ ؛
وَ أَنَا (مُسْتَفْعِلُنْ) 7 تُبَاعِدُ بَيْنَ فَخْذَيْهَا ..
شَهِيَّةً ، سَعِيدَةً ، رَطِبَةً .. وَ رَاضِيَةْ .
العَالَمُ قَصِيدَةُ تَفْعِيلَةٍ ؛
وَ أَنَا (غُرْفَةٌ بِمَلاَيِينِ الجُدْرَانِ) 8 .. تَمَامًا ،
أَنَا جُحْرٌ أَسْوَدُ تَحْتَ سَرِيرِ مُصَابٍ بِرُهَابِ العَنَاكِبِ .
العَالَمُ لَفِيفُ نُبَلاَءَ ؛
وَ أَنَا سَائِسٌ يَعْمَلُ فِي زَرَائِبِ الإِسْطَبْلِ .
سَائِسٌ يَبْدُو سَعِيدًا .
العَالَمُ عَارٌ ؛
وَ أَنَا بَرِّيُّ الشَّهَامَةِ ..
لَمْ أَقْرَأْ كِتَابَ (الأَمِيرِ) 9 يَوْمًا ،
أَعْنِي لَمْ أُتْقِنِ الوَضَاعَةَ بَعْدُ .
العَالَمُ غَايَةٌ ؛
وَ أَنَا مُوْلَعٌ بِنَظَافَةِ الوَسَائِلِ .. بِنَزَاهَةِ المَمَرِّ ،
أَنَا غَبِيٌّ لَنْ يَصِلَ أَبَدًا .
العَالَمُ فِرْدَوْسٌ ؛
وَ أَنَا صُعْلُوكٌ يَنْفِرُ مِنَ التَّمَرُّغِ فَوْقَ أَرِيكَةِ الكَسَلِ .
العَالَمُ مُوسِيقَى ؛
وَ أَنَا أَصَمٌّ نَابِهٌ .
العَالَمُ كَذْبَةٌ ؛
وَ أَنَا خَيْبَةُ رَاهِبٍ (كَاثُولِيكِيٍّ) مُسِنٍّ ،
لاَ وَقْتَ عِنْدَهُ كَيْ يَبْدَأَ مِنْ جَدِيدٍ ..
كَيْ يُصَوِّبَ الزَّلَّةَ .. كَيْ يُمَارِسَ النَّدَمَ .
العَالَمُ (كِلْيُوبَاتْرَا) 10 ؛
وَ أَنَا لاَ أُجِيدُ الاِتِّضَاعَ .. أَنَا حَيَاءٌ وَ خَفَرٌ .
العَالَمُ (مَسِيحٌ) 11 ؛
وَ أَنَا (سَنْهَدْرِيمٌ) 12 يَغَصُّ بِاللَّعْنِ .
لاَ لاَ ؛
أَنَا رَجُلٌ لَدَيْهِ مَا يَشْغَلُهُ حَقًّا .
هَكَذَا أَفْضَلُ .
العَالَمُ بَهْجَةٌ ؛
وَ أَنَا شَقِيٌّ ، بَاكٍ ، مَالِحٌ .
أَنَا نَوَافِلُ العَارِفِ بِمَا يَجْرِي .
العَالَمُ سَاهٍ ؛
وَ أَنَا لَوْعَةُ الأَرْمَلَةِ الشَّابَّةِ .. أَنَا عَاشِقَةٌ تَنْتَظِرُ ،
أَنَا الضَّمِيرُ .. وَ سَارِيَةُ العَلَمِ اليَقْظَانِ .
العَالَمُ كُتُبٌ دِينِيَّةٌ ؛
وَ أَنَا أَتَحَدَّثُ عَنْ الحُبِّ ،
نَعَمْ : الحُبُّ .
العَالَمُ مُتَفَرِّجٌ ؛
وَ أَنَا جَرَّبْتُ الأَلَمَ ، جَرَّبْتُ الحَنِينَ ..
جَرَّبْتُ قَلْعَ أَرْبَعِ أَسْنَانٍ دُفْعَةً وَاحِدَةً .
العَالَمُ طُمَأْنِينَةُ السُّذَّجِ ؛
وَ أَنَا رِوَايَةٌ رُوسِيَّةٌ .. (الأَبْلَهُ) 13 تَحْدِيدًا .
العَالَمُ (تَرْنِرْ) 14 ؛
وَ أَنَا (بَشَّارُ بِنُ بُرْدٍ) 15 .. وَ يَالَفَظَاعَةِ المَشْهَدِ .
العَالَمُ كَآبَةٌ ؛
وَ أَنَا رَجُلٌ (مَعْقُولٌ) 16 ،
رَجُلٌ يُحِبُّ الحَيَاةَ .
العَالَمُ لاَ يَسْتَحِي ؛
و أَنَا (سِيوْرَانُ) 17 الَّذِي لاَ يَنْسَى وَاجِبَهُ الصَّبَاحِيَّ .
العَالَمُ رِهَانٌ ؛
وَ أَنَا لَيْسَ لَدَيَّ مَا أُقَامِرُ بِهِ فِي هَذِهِ الحَفْلَةِ المَاجِنَةِ ،
مُحَايدٌ ؛ كَذِرَاعٍ مَبْتُورَةِ اليَدِ .. لاَ يَعْنِيهَا القُفَّازُ قَطُّ .
العَالَمُ بَدَاهَةٌ ؛
وَ أَنَا اِبْنُ اِثْنَيْنِ :
أَبِي الشَّكُّ وَ أُمِّي الرِّيبَةُ .
العَالَمُ بَلاَدَةٌ ؛
وَ أَنَا مُسْتَغْرِقٌ فِي الوَعْيِ .
لاَ ؛ فِي الوَاقِعِ أَنَا أُسْهِبُ فِي الحَدِيثِ عَنِ الوَعْيِ .
العَالَمُ كَمَائِنُ ؛
وَ أَنَا عِزَّةُ الذِّئْبِ ، وَ مَهَابَةُ الوَشَقِ .
بِعِبَارَةٍ أُخْرَى : أَنَا الحَذَرُ .
العَالَمُ رَتَابَةٌ ؛
وَ أَنَا الأَنِينُ المَحْضُ ،
أَنَا الحَشَائِشُ النَّامِيَةُ عَلَى قَلْبِ (يُوجِيفْ) 18 ،
أَنَا حَلَمَتَانِ فِي مَتْجَرٍ لِلْكَلاَلِيبِ وَ الأَشْوَاكِ وَ المَعْدَنْ .
العَالَمُ رَحَّالَةٌ ؛
وَ أَنَا زَوْجَتُهُ .
نَعَمْ ؛ زَوْجَتُهُ الَّتِي سَتَخُونُهُ مَعَ الطَّاهِي هَذَا المَسَاءْ .
العَالَمُ أُمْنِيَةٌ ؛
وَ أَنَا أَشْعُرُ باِلإِحْبَاطِ ، ثُمَّ بِالتَّقَيُّحِ كُلَّمَا قَرَأْتُ :
(مَا أَضْيَقَ العَيْشَ لَوْلاَ فُسْحَةُ الأَمَلِ) 19 .
العَالَمُ جَرِيدَةٌ ؛
وَ أَنَا هُوَ (الأُمِّيُّ) 20 الَّذِي يُجِيدُ الحِسَابَ لِغَايَةِ ثَلاَثَةْ ،
لِغَايَةِ عَدَدِ أَبْنَائِهِ الَّذِينَ اِبْتَلَعَهُمْ حُبُّ الوَطَنِ .
العَالَمُ شَيْخٌ مُلْتَحٍ وَ مُرَاءٍ ؛
وَ أَنَا قَصَاصُهُ الأَشَدُّ ..
أَنَا حَسْنَاءُ – عَمْيَاءُ - تَتَعَرَّى .
العَالَمُ وَطَنٌ ؛
وَ أَنَا لَدَيَّ مُشْكِلَةٌ وَاحِدَةٌ ..
أَهْفُو إِلَى فَهْمِ مَعْنَى : (وَطَنْ) 21 .
العَالَمُ فَيْلَسُوفٌ فَاشِلٌ ؛
وَ أَنَا أَعْرِفُ بِأَنَّ تَكَوُّرَ نَهْدِ حَبِيبَتِي بِهَذَا الشَّكْلِ المُلْفِتِ ..
سَبَّبَتْهُ كَفِّي الشَّيِّقَةُ .
العَالَمُ فَانٍ ؛
وَ أَنَا الفَوَّاحٌ بِالْخُلُودِ ، أَنَا :
رَحِيقُ فَخْذَيْ اِمْرَأَةٍ نَاضِجَةٍ ..
أَفَاوِيهُ مُوسِيقَى وَتَرِيَّةٍ ..
تَوَابِلُ طَعْنَةٍ نِيْئَةٍ وَ حَمِيمَةْ .
العَالَمُ نَزَّاءٌ ؛
وَ أَنَا السَّيَّالُ بِالْعَفَافِ عَلَى ثَوْبِ الأَبَدْ .
العَالَمُ رِضًا ؛
وَ أَنَا سَجِيَّةُ المُرْتَابِ ،
فِيمَا أَسْلاَفِي سُلاَلَةُ النَّدَمِ الشَّقِيَّةُ .
العَالَمُ أَمْجَادٌ ؛
وَ أَنَا أَتَبَوَّلُ عَلَى كُلِّ مَا يُعَكِّرُ صَفْوَ عِلاَقَتِي بـِ (النِّيسْكَافَيهْ) 22 .
العَالَمُ (دِيْ سَادْ) 23 ؛
وَ أَنَا مُحْصَنَةٌ تَشْتَهِي الفُحْشَ ..
دُونَ أَنْ يَشْغَفَهَا خَدِينٌ .
العَالَمُ رَعَاعٌ ؛
وَ أَنَا مَخْفُورٌ بِحَمَلَةِ الأَبْوَاقِ ،
بِكِلاَبِ الصَّيْدِ ، بِالْهُتَافِ ، بِالْمُنَافِقِينَ أَحْيَانًا .
العَالَمُ رَصِيفٌ ؛
وَ أَنَا لَمْ أَكُنْ بَصْقَةً يَوْمًا ..
أَنَا الفَمُ .
العَالَمُ مِثَالِيٌّ ؛
وَ أَنَا نِصْفُ مَجْنُونٍ ،
بِمَعْنَى أَنِّيَ أَقَلُّ بَلاَهَةً مِنَ المِثَالِيِّ ..
مِنْ (العَاشِقِ العُذْرِيِّ) عَلَى سَبِيلِ التَّشْبِيهِ .
العَالَمُ دَمِي ؛
وَ أَنَا بَعُوضَةٌ تَعْتَاشُ عَلَى دَمِي ..
دَمِي لاَهِثِ الكِبْرِيَاءِ ،
كَقَطِيعِ بَقَرِ الوَحْشِ فِي ... إِلَخْ .
هَوَامِشْ :
1 : الأَنَا : هِيَ ذَاتُ (الرَّائِي) ؛ مُجَرَّدَةٌ بِاِعْتِدَالٍ قَرِيبٍ مِنَ (الفُرُويْدِيَّةِ) ، تَتَأَرْجَحُ بَيْنَ مَنْزِلَتَيْ : (الغُلُوُّ) فِي الرَّغَائِبِ ، وَ (العُلُوُّ) عَلَى الشَّهْوَةِ . قَنُوعَةٌ بِالْنَّظَافَةِ وَ أَسْبَابِهَا ، جَمُوحَةٌ فِي الفُحْشِ وَ أَحَابِيلِهِ . هِيَ تِلْكَ الَّتِي لَيْسَتْ بِالْضَّرُورَةِ مَا يُؤْمِنُ المُجْتَمَعُ بِصَوَابِهِ أَوْ حَتَّى بِجَوَازِهِ . هَيَ تِلْكَ الَّتِي نُقَدِّسُهَا .. وَ نَخْجَلُ مِنْهَا إِذَا لَزِمَ الأَمْرُ .
2 : السَّافَانَا : إِقْلِيمُ الحَشَائِشِ الكَثِيفَةِ فِي مِنْطَقَةِ الغَابَاتِ البَرِّيَّةِ المَدَارِيَّةِ وَ غَيْرِهَا .
3 : الخَشْخَاشُ : نَبْتَةٌ صَغِيرَةٌ بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ ؛ تُسْتَخْرَجُ مِنْ جَوْزَتِهَا مَادَّةُ الأَفْيُونِ وَ غَيْرَهَا .
4 : لَعَلَّهُ التَّمَاهِي مَعَ الخَالَدِ أَمَلْ دُنْقُْل [1940 – 1983] فِي (مَرَاثِي اليَمَامَةِ) مِنْ عَمَلِهِ الشَّهِيرِ (أَقْوَالٌ جَدِيدَةٌ عَنْ حَرْبِ البَسُوسِ) : خُصُومَةُ قَلْبِي مَعَ اللهِ ؛ لَيْسَ سِوَاهْ .
5 : شُوبِنْهَاوَرْ : فَيْلَسُوفٌ أَلْمَانِيٌّ [1788 – 1860] يُعَدُّ مَرْجَعِيَّةَ التَّشَاؤُمِ فِي الفَلْسَفَةِ العَصْرِيَّةِ . مُؤَلِّفُ كِتَابِ (العَالَمُ فِكْرَةٌ وَ إِرَادَةٌ) الشَّهِيرِ وَ اللَّطِيفِ أَيْضًا .
6 : نِيتْشَهْ : فَيْلَسُوفٌ وَ شَاعِرٌ وَ مُوسِيقِيٌّ وَ لُغَوِيٌّ وَعَالِمُ نَفْسٍ أَلْمَانِيٌّ [1844 – 1900] . قَالَ بِالإِنْسَانِ القَوِيِّ وَ الكَامِلِ ، وَ اِنْتَقَدَ بِضَرَاوَةٍ مَفْهُومَيْ الشَّفَقَةِ وَ الرَّأْفَةِ .
7 : مُسْتَفْعِلُنْ : وَاحِدَةٌ مِنْ (التَّفَاعِيلِ العَشْرِ) المَشْهُورَةِ الاِسْتِخْدَامِ فِي (النَّصِّ الشِّعْرِيِّ المَوْزُونِ) . اِخْتَرْتُهَا لأَنَّهَا تُعْجِبُنِي .. وَهَذَا يَكْفِي .
8 : غُرْفَةٌ بِمَلاَيِينِ الجُدْرَانِ : عُنْوَانُ دِيوَانٍ شِعْرِيٍّ صَدَرَ فِي عَامِ 1960 لِلْشَّاعِرِ الرَّاحِلِ مُحَمَّدْ المَاغُوطْ [1934 – 2006] . هُوَ أَقْرَبُ أَعْمَالِهِ الشِّعْرِيَّةِ إِلَى نَفْسِيْ .
9 : الأَمَيرُ : كِتَابٌ فِي الفِقْهِ السِّيَاسِيِّ وَ أُسْلُوبِ الحُكْمِ . كَتَبَهُ المُفَكِّرُ الإِيطَالِيُّ نِيقُولاَ مِيكَيافِيللِّيْ [1469 – 1527] فِي عَامِ 1513 . هُوَ كِتَابٌ يُعَلِّمُ الحَاكِمَ كَيْفَ يَكُونُ مُنَافِقًا وَ وَضِيعًا ؛ دُونَ أَنْ يَبْدُوَ عَلَيْهِ ذَلِكَ أَمَامَ الرَّعِيَّةِ الَّتِي سَتَبْقَى تُؤْمِنُ بِأَنَّهُ يَمْتَلِكُ حَمِيدَ الفَضَائِلِ فِعْلاً . يُمْكِنُ مُشَاهَدَةُ تَأْثِيرَاتِ الكِتَابِ حَيَّةً فِي أَرْوَاحِ وَ سُلُوكِيَّاتِ كُلِّ رِجَالِ الحُكْمِ وَ السِّيَاسَةِ حَوْلَ العَالَمِ .
10 : كِيلْيُوبَاتْرَا السَّابِعَةُ : مَلِكَةٌ مِصْرِيَّةٌ [69 – 30 قـ . مـ] . آخِرُ مُلُوكِ البَطَالِمَةِ ، وَ وَاحِدَةٌ مِنَ الأَمْثِلَةِ الصَّرِيحَةِ – فِي رَأْيِي - عَلَى البَهِيمِيَّةِ الجِنْسِيَّةِ المُقْتَرِنَةِ بِالْسُّلْطَةِ .
11 : المَسِيحُ : شَخْصِيَّةٌ مِحْوَرِيَّةٌ فِي الأَدْيَانِ الإِبْرَاهِيمِيَّةِ [4 قـ . مـ – 29 مـ] . مَا زَالَ اليَهُودُ بِاِنْتِظَارِهِ . وَ المَسِيحِيُّونَ يَقُولُونَ أَنَّهُ اِبْنُ اَللهِ شَخْصِيًّا وَ سَيَعُودُ (سَرِيعًا) . فِيمَا المُسْلِمُونَ يَقُولُونَ أَنَّهُ نَبِيٌّ تَمَّ رَفْعُهُ إِلَى الأَعْلَى إِذْ تَمَّتِ التَّضْحِيَةُ بِأَحَدِ أَشْبَاهِهِ حِينَذَاكْ .
12 : سَنْهَدْرِيمْ أَوْ سَنْهَدْرِينْ : كَلِمَةٌ عِبْرِيَّةٌ مَعْنَاهَا مَجْلِسُ القَضَاءِ اليَهُودِيُّ . وَ هُوَ المُمَثِّلُ لِلْيَهُودِ أَمَامَ الإِمْبِرَاطُورِيَّةِ الرُّوَمَانِيَّةِ . مَثُلَ (المَسِيحُ) أَمَامَهُ وَ تَمَّتْ إِهَانَتُهُ بِفَجَاجَةٍ وَقْتَذَاكْ .
13 : الأَبْلَهُ : رِوَايَةٌ لـِ دَويْسْتُفِسكِيْ [1821 – 1881] . كَتَبَهَا فِي عَامِ 1868 . هِيَ خَلِيطٌ مِنَ المَصَائِرِ القَلِقَةِ وَ الرَّذَالَةِ الاِجْتِمَاعِيَّةِ وَ بُرُودَةِ الطَّقْسِ وَ بَلاَهَةِ أَمِيرٍ شَابٍّ . رِوَايَةٌ كَئِيبَةٌ وَ هَامَّةٌ فِي نَفْسِ الوَقْتِ .
14 : جُوزِيفْ تَرْنِرْ : رَسَّامٌ اِنْجِلِيزِيٌّ [1775 – 1851] . مِنْ أَبَاطِرَةِ الاِنْطِبَاعِيَّةِ ، وَ أَهَمِّ رَسَّامِي الطَّبِيعَةِ عَلَى الإِطْلاَقِ . لَوْحَاتُهُ ثَرِيَّةٌ بَصَرِيًّا ؛ غَنِيَّةٌ بِالأَلْوَانِ وَ ضَرَبَاتِ الضَّوْءِ المَاهِرَةِ .
15 : بَشَّارُ بِنُ بُرْدٍ : شَاعِرٌ مَكْفُوفٌ [714 – 784] . مِنْ فُحُولِ العَصْرِ العَبَّاسِيِّ ؛ اِتُّهِمَ بِالْشُّعُوبِيَّةِ وَ الزَّنْدَقَةِ ثُمَّ الإِلْحَادْ . كَانَ خَلِيعًا فَاحِشًا هَجَّاءً بَذِيئًا لاَ يَخْلُو مِنْ فَلْسَفَةٍ أَحْيَانًا . وَ فِي المُقَابِلِ لَهُ غَزَلٌ رَقِيقٌ وَ شِعْرٌ فَاخِرٌ .
16 : أَزْعُمُ بِأَنَّهَا الـْ (مَعْقُولُ) الوَحِيدَةُ الَّتِي يَجِبُ أَنْ يُفَاخِرَ بِهَا المَرْءُ .
17 : إِمِيلْ سِيُورَانْ : فَيْلَسُوفٌ وَ أَدِيبٌ رُومَانِيٌّ [1911 – 1995] . فَلْسَفَتُهُ خَلِيطٌ مِنَ اليَأْسِ وَ البُؤْسِ وَ التَّشَاؤُمِ وَ الأَلَمِ . وَ لاَ يَخْلُو مِنْ الوَاقِعِيَّةِ بِالْطَّبْعِ . هُوَ القَائِلُ : الوَاجِبُ الأَوَّلُ عِنْدَ الاِسْتِيقَاظِ مِنَ النَّوْمِ هُوَ الخَجَلُ مِنَ الذَّاتِ .
18 : أَتِيلاَ يُوجِيفْ : شَاعِرٌ وَ ثَوْرِيٌّ مَجَرَيٌّ [1905 – 1937] . مِنْ أَهَمِّ الأَصْوَاتِ الشِّعْرِيَّةِ المَجَرِيَّةِ الحَدِيثَةِ ، عَاشَ حَيَاةً بَائِسَةً وَ مَاتَ مُنْتَحِرًا . أَمَّا الحَشَائِشُ فِي النَّصِّ أَعْلاَهُ فَتُشِيرُ إِلَى أُمْنِيَاتِهِ المُرْعِبَةِ الجَمِيلَةِ فِي نَصِّهِ الفَذِّ (بِقَلْبٍ نَقِيٍّ) .
19 : عَجْزُ البَيْتِ الشِّعْرِيِّ الشَّهِيرِ مِنْ قَصِيدَةِ (لاَمِيَّةُ العَجَمِ) لـِ الطَّغُرَّائِيِّ [1063 – 1120] .
20 : الأُمِّيُّ : شَخْصِيَّةٌ وَاقِعِيَّةٌ تَعَرَّفْتُ إِلَيْهِ بِبَغْدَادَ فِي عَامِ 1996 . فَقَدَ وَلَدَيْنِ فِي (حَرْبِ الخَلِيجِ الثَّانِيَةِ) 1991 وَ الثَّالِثَ فِي (الاِنْتِفَاضَةِ) الَّتِي أَعْقَبَتْهَا .
21 : وَطَنٌ : بَحَثْتُ عَنِ التَّعْرِيفِ حَتَّى وَجَدْتُهُ بِصُعُوبَةٍ فِي مَوْقِعِ (وَيْكِيبِيدْيَا) [اِضْغَطْ هُنَا] . (الرَّائِي) يَعْتَذِرُ مِنَ القُرَّاءِ ؛ لَقَدْ عَرَفَ مَعْنَى (وَطَنْ) أَخِيرًا .
22 : إِسْقَاطٌ يَخُصُّنِي شَخْصِيًّا ؛ أَقْحَمْتُهُ عَلَى هَوَى (الرَّائِي) . وَ هُوَ تَلْمِيحٌ لأَحَدِ أَصْحَابِ الفِكْرِ المُرَاهِقِ إِذْ اِرْتَعَشَ وَ لاَمَنِي – بِعَجْرَفَةٍ - فِي عَامِ 2005 يَوْمَ قُلْتُ : (طَرِيقَةُ تَحْضِيرِ النِّيسْكَافِيهْ أَهَمُّ لَدَيَّ مِنْ أَلْوَاحِ التَّارِيخِ البَشَرِيِّ) .
23 : المَارْكِيزُ دِيْ سَادْ : فَيْلَسُوفٌ وَ رِوَائِيُّ وَ ثَوْرِيٌّ فَرَنْسِيٌّ [1740 – 1814] . أَحَدُ أَهَمِّ مُرُوِّجِي الاِنْحِطَاطِ الخُلُقِيِّ وَ الحَيَوَانِيَّةِ الجِنْسِيَّةِ فِي تَارِيخِ التَّدْوِينِ الأَدَبِيِّ . تَمَّ اِشْتِقَاقُ مُصْطَلَحِ (السَّادِيَّةِ) مِنْ اِسْمِهِ .
سَعْد اليَاسِري
السُّوَيْدْ
صَيْفْ | 2009
المَوْقِعُ الشَّخْصِيُّ
التعليقات (0)