سارا عبر الشاطئ صامتين. يروي للبحر فلسفته في غفلة من حديثها الحاد.كانت الأمواج تهتف في هدوء الظهيرة و تكتب شعرها مع خيوط الشمس العالية.لعله فهم حوار الطبيعة فكان من شعراء الليل.
حبيبته صامتة.تمشي مثل إمبراطور لا يضع بطشه في منزلة الضمير الحي.صامتة مثل سر الحب و هو يؤدي مسرحية الخيانة..
قوة الأمواج توازي قلبه المتدفق في صمت.يحتفظ بجحيمه لنفسه.
لم تكن لتطاوعه الكلمات؛
- لن أقول لك حبيبتي.علاقتنا مقدسة .عواطفي نحوك مبرر على أنني أقولها لك على هامة كل نفس من روحي.
نظرات ملغومة تتأجج من بين ملامحها.
- ليست لدي أية علاقة مع أحد.
- بل ... "قاطعه زفير موجة عاتية" جئنا ليكون البحر شاهدا على الصلح.أما أنا ؛ فلم أكن يوما ضحية للغيرة.
جادلته بقوة و صرخت في وجهه بقوة. كان الشعور بالأسف يهم به .
انحنى و كتب على الرمال :
"اليوم آذتني خطيبتي"
تابعا مسيرهما عبر الصخور.انزلقت رجلاها فهوت في أتون موجة عاتية.
ارتمى؛دفعها إلى الأمان و بقي يصارع الأمواج العاتية.
عويل و بكاء ملآ جنبات البحر.
أنقذ نفسه من رحم الموت.ابتعدا عن لجب الأمواج المتربصة و حدة الصخور؛البحر ليس ملهما للعشاق كما يبدو.
بصوتها المتودد: - لم أقصد أن أكون قاسية.
أمسك حجرا صغيرا و نقش على صخرة: - أنقذت خطيبتي لأني أحبها.
صوب إليها نظرة عميقة : - إذا كنت آذيتني فإن رياح التسامح ستمحو كل شيء.أما حبي لك فهو منقوش في قلبي لا تمحوه الرياح و لا الأمواج. و رغم هذا فإن لحظة من الغضب قد تدفعني إلى هدم كل شيء؛ حبيبتي؛إني أخاف عليك من كبريائي الذي ينبعث من أنقاضه.
التعليقات (0)