في ليلة قيظ حارة من صيف لاهب، وقف شيطان على جرف عال يمتد كذراع من جهنم فوق القرية الوادعة، فتح الشيطان كشكوله ومد فيه يدا غليظة مستطيلة ملتوية ألأصابع كالثعابين، على رأس كل منها أظفره مشرشرة معوجة كأنها مناجل أو رجل جراد عملاق .
اغترف الشيطان من كشكوله ما وسعت يده، وأخرجها ببطء قاتل طال واستطال كأنه وقع مصيبة،ثم نظر باتجاه القرية وبخبث شديد نثر ما بيده .
جرفت الريح الشمالي اللاهب كأنه زفر جهنم أو فحيح ألف أفعى سامة ما نثره الشيطان باتجاه القرية الوادعة ، سمع له في بهيم الليل صوت مثل طنين الزلازل، تململ ألأطفال في فراشهم، وأجفلت ألأمهات وبحركة لا إرادية راحت تحمي أطفالها بأجسادها، دخل ما نثره الشيطان كل بيوت القرية، ضرب ألأولاد أجسامهم, ولطمت الصبايا وجوههن، وهرشت العجائز أرجلهن, وحك الرجال ما بان من أجسامهم , وساد الهرج والمرج في البيوت، وعلا صراخ الرضع واحمرت ألأبدان، وظهر عليها الطفح ، لا مكان للاختباء، نعم إنه الجنون.
رفع شيخ كان ينام في فناء الدار رأسه وقال: ـ مالكم أنه الناموس....!
التعليقات (0)