الـصـمت الـنـاطـق ..!!

 

بحزن عميق أصبح يغلف حياتي .. أسأل قلمي :
لماذا تخذلني كلما احتجت إليك ؟
لماذا يجف نبعك عند العطش ؟
كيف تتغير عطاياك؟ وأنت كنزي الذي الجأ إليه كلما ضاق بي وقتي ،
 وأنت فرحني الذي يسعدني كلما حل لي عيد .
كيف أصبحت تستقي من جروحي ، تلك المحبرة التي تلون بها لياليك ؟

لماذا لم تعد تقبل برأسي على كتفك وأنا متعب ؟
متى وكيف.. أصبحنا أعداء ؟

من عاشر صفحاتك الطويلة , وغير مبادئك ؟
وأنت الذي تسير حياتك بمبدأي العظيم ..!

لما تتراقص على آهاتي الباردة ؟
ولما تطبل لغنائي ونغماتي المبكية ؟
من سرقك ؟ من خانني فيك ؟ ومن أراحك في كفه ؟
 ومن طغى على شرعيتي وحقوقي بك ؟

لم تعتذر .. !! ولم تعد تبكي ..!!
لم تحتفل .. ولم تعد تريد ..!!
تعصى حروفي .. وتكتبها طلاسم ..
أين أنهار الأشعار ..؟
أين كلمات الحب الحانية ..؟
ورسومات الأرواح الدافئة ..؟
تركتني وحيداً .. أنوح .. تلطمني تلك الأمواج القاسية ..
 أبتسم كذباً .. و أمضي خجلاً .. وأنحني مجبراً .. 
ليس لي تعبير .. سوى أنني موجود .. ولكن لا أدري أين ..؟

أصبحت مهراً بلا خيال ..
وملك دون مملكة ..
و عاشقاً ماتت عشيقته ..

صنماً دون عباد .. وجرحاً دون ضماد ..وبلا رحمة من العباد ..!
لست أدري أين ومن أنا له .. 

أنت الذي .. لم تعد تذكر الحبيب ..
ولم تعد .. ترسم عينيه ..
ولم تعد تشكل وشماً على كتفيه ..

يا قلمي .. أنسيت أنني عبدك المطيع ..
وأنيسك الحنون .. و دواء جرحك والمتون ..

أنا محتاج إليك ..
أريد أن أكتب عن نفسي المنكسرة ..
وعن أمــي الغائبة ..
وعن وطني المحتل ..
وعن عبيري الجاف ..
وعن هديلي الصامت ..
وعن ماضيَ العريق ..
وعن أملي المتعثر ..
وشمسي الغائبة ..

يا قلمي ..
وطني جريح .
وعروقي للدنيا تنادي ..أرجوك ارحميني ..
و حياتي تحتضر .. وتبكي حظي العاثر ..
وصوتي بح .. من صراخي في وسع الصحراء ..
ورجلي تدمي .. من جرح الأشواك في طريقي ..
وعيناي تشخص في السماء .. بعد أن جفت عروقي .. 
وذبلت شراييني ..وأنت لا تحرك ساكناً ..!!

يا قلمي أرجوك عـد إلي ..
وسأكون أمك الحنون ..
وأبوك الرحيم ..
وأخوك الناصح ..
وصديقك الصدوق ..

سأكون لك ساهراً في الليالي ..
ومنصفاً لك في الأيام ..
سأكون معطفك الذي يضفيك ..
و لباسك الذي يزينك ..
ودمعة الفرح الذي تسقط مخمورة ..
وقطرة الدم .. الفاسدة التي تخرج من جسدك ..

يا قلمي .. يا قلمي ..
قلي ولو كذباً أنك لي ..
وسأجعلك حقاُ لي .. و له .. و لها .. و لهم .. و لهن ..
دون ميل أو خداع ..
فأرجوك عد كما عهدتك منذ النون .. القلم المجنون ..!!
فأنا بعدك ورقه بيضاء ..
لم يكتب فيها شيء .. سوى نقوش،لم ولن يستطع الزمن محوها ..!!

 ـــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ 

حقيقه :

الظاهر إن أسباب فرقاي أنا و أنت . . دعوة كريم وصادفت وقت إجابه .