ـــ منذ عام أو أكثر وقبل أن تتضح المعوقات وتنكشف الصعوبات أمام الثورة المصرية ، وقبل أن تظهر حقيقة الثورة المضادة ، و حقيقة جميع الأطراف المشاركة والفعالة في محاربة الثورة المصرية لوقفها وإجهادها أو تعطيل مسيرتها أو إجهاضها قبل تحقيق مطالبها الأساسية في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية ، بدأت الحرب المضادة بافتعال أحداث متكررة لإشعال فتنة طائفية بين الأقباط والمسلمين وبدأ هذا مبكرا جدا في أطفيح ، وامبابة ، وموضوع كاميليا وعبير ، وقد ناضل السلفيون بحشد مليونيات للمطالبة بحرية الأخت كاميليا التي اتضح أصلا أنها لم تشهر إسلامها وأن المسألة كانت فيلم هندي أمني له أهداف مرحلية وقتية مقصودة ومدروسة ومحددة ، وحين تلاشى تأثيره ظهر فيلم جديد ، وكان يقوم بدور البطولة في هذا الفيلم نجوم الدعوة السلفية والدليل القاطع أنه كان فيلما هنديا أن الموضوع انتهى من الأذهان وحلّ محله موضوع آخر هو موضوع عبير وتتوالى المواضيع تلو المواضيع من هذا النوع ودائما ما يقوم بدور البطولة قيادات الدعوة السلفية سواء في عقد جلسات الصلح لتحويل مصر لدولة اللاقانون ، أو لحشد مليونيات للمطالبة بالحرية لأخت ليست من الأخوات حسب فهمهم ، كما كان دورهم المتكرر في حشد ملايين الناس للمطالبة بالحرية لأختنا عبير أو أختنا كاميليا ، على الرغم أن أخواتنا عبير وكاميليا لم يمسسهما أحد بسوء ، ولم يجبرهم أحد على تعرية أجسادهما لفحص العضو التناسلي ، ورغم ذلك وقف السلفيون يطالبون بالحرية لكاميليا وعبير بدون وجه حق ضمن مؤامرة للضحك على المصريين وادعاء الخوف على الدين ، وفي المقابل لم يحرك فيهم ساكنا الحكم ببراءة من قام بكشف العذرية على بنات مصر بدون وجه حق ، وتقبلوا الحكم بصدر رحب وانعدمت فيهم النخوة والرجولة والشهامة والإنسانية على الرغم أنهم يقولون أن صوت و جسد المرأة عورة وليس من حقها بل يحرم عليها التحدث أو كشف وجهها أمام الأجانب (الأغراب) ، فهل السكوت وتغطية الوجه واجب شرعي على المرأة وكشف العذرية وفحص عضوها التناسلي واجب شرعي أيضا.؟. لعنة الله عليكم أيها السلفيون.
ـــ المرأة المصرية التي ناضلت وساهمت بشكل واضح ومؤثر في استمرار الثورة المصرية لم تحصد إلى الانكسار والظلم والذل والتعرية وكشف العذرية والإقصاء من البرلمان الذي يفترض أنه برلمان ما بعد الثورة ــ الثورة التي كان أكثر من نصف المشاركين فيها من النساء والبنات ، وخصوصا في جميع المليونيات التي اختفى فيها تماما التواجد السلفي والأخواني لأنهم تركوا نساء مصر وشبابها يقتلون في الشوارع والميادين وانشغلوا بحصد المكاسب وعقد الصفقات في الحجرات المغلقة والموائد المستديرة ، وكانت النتيجة تمثيل مخزي وغير منصف وظالم للمرأة في برلمان ما بعد الثورة ، ولا يعبر إطلاقا عن الدور الذي لعبته المرأة المصرية في هذه الثورة التي لم يتحقق أي مطلب من مطالبها على الرغم أنها أخرجت معظم المصريين من حالة الخوف وكسرت داخلهم حاجز الرهبة والاستكانة والخنوع والخضوع والانبطاح ، إلا قلة قليلة أدمنت الانبطاح أمام السلطة والانكفاء تحت أقدام الحاكم ومعظمهم من التيارات الدينية التي ساهمت بشكل كبير جدا في تعطيل الثورة ، حتى لو كان على حساب الاعتداء على شرف بنات مصر ونسائها.
أخيرا ::
الفكر السلفي الوهابي يُحرم الاختلاط بين الرجال والنساء في العمل والدراسة ويُحرم جلوس البنت بجوار الولد في مدرج الدراسة أو على سلم الكلية، ويُحرم أي نوع من العلاقات الإنسانية البريئة والشريفة بين الذكر والأنثى ، الوهابية تحرم النظر للمرأة وسفر المرأة بدون محرم ، الوهابية تحرم الخلوة بين رجل وامرأة لأن الشيطان سيكون ثالثهما ، لكن رغم كل هذا وافقوا وخضعـوا وركعوا وانبطحوا أمام جريمة كشف العذرية على حرائر مصر ، طالما الجريمة تخدم مصالحهم العليا فالسكوت واجب شرعي.
التعليقات (0)