لوحظ في الآونة الأخيرة وداخل المجتمع السعودي تحديداً ، لوحظ دخول المرأة سوق العمل السعودي ، وبقوة وبنجاح تام ، فاق نجاحات المرأة الغربية تارةً ، ونجاحات الرجل السعودي تارات أخرى .
وهذا قد يحسب أولاً لهذه المرأة نفسها ، وللمجتمع السعودي كافة لتقبّله وجودها ، وأهميتها في نجاح العمل بكافة جوانبه ، وكذلك إسهامها في دائرة حركة الاقتصاد والإدارة داخل مجتمع كالمجتمع السعودي .
وقد سجل هذا التطور نمواً ملحوظاً في المجال الأكاديمي والاقتصادي ، وفي الدور الاجتماعي عامةً ، خارج نطاق الأسرة .
ومن الملفت لهذا المسار ، وجود المرأة في الإدارة العامة ، سواء الإدارة الأكاديمية أو الاقتصادية ، أو في الإدارة التربوية .
وهذا يعد من أبسط الحقوق التي كفلها لها الحق العام والخاص ، في النظام الديني والتشريعي داخل البلاد .
ولكن من المؤسف - والمؤسف جداً - في هذا الوجود للمرأة هو التسلط الإداري السلبي ، الذي يغشى على تلك الإدارة الناعمة ، سواء كان حقيقياً أو وهمياً أو إدعاء ، بوجوده في النفس أو في ميدان العمل ، وهذا قد يحسب على وجودها على كرسي الإدارة ، الذي طالما يحمل معه الأسى والظلم للكثيرين ممن هم تحت مظلة هذا الكرسي ، وقد يتبين هذا الأمر من خلال الغوص في أعماق هذه العائقة ، والتي تحول وتحد من وجود الحرية العملية ، وتحول دون الكثير من الإبداع العملي ، وحتى الطموح المرجو لدى الكثير ممن سقطوا ظلماً في أعماق اللون الوردي القاتم ، والذي لا يعرف سوى الأمر بالمنكر واستخدام الأظافر الحادة للحصول على ترويحة للنفس ، مع وجود التعنت بمستوى الكرسي الذي طالما ظل هو السبب في هموم صغار العمل النسائي .
والأسف الأكبر يكمن في أن كل من أستلم زمام الإدارة الوردية الظالمة لا يجد رادعاً من نفسه ، عندما يشعر بقمع الآخرين ، ولا حتى ممن مهّدوا الطريق للوصول إلى درب الإدارة الحرة ، وبحجه دائمة مستديمة " أن المدير دائماً على حق " !! ، وأنه هو من يقول ويعمل الأفضل والأكمل ، وعلى هذا النحو نستشف أن غالبية المنتمين للكرسي الوردي لا يعرفون مدى أهميته في تطوير وتمكن عالم الجنس الناعم .
و من هذا المنطلق، فإن من الأجدر والأحق أن نجعل كل القيادات ذكورية ، ولسبب بسيط جداً هو انعدام التسلط الجهنمي لدى الرجل ، وإن كان موجوداً ، فقد تغلب العاطفة أحياناً على كل هذا التسلط ، وإن لم تغب فقد يغلب الفكر العال الذي يتمتع به الذكور .
والحكمة موطنها الرجل ، و به تسير قافلة أي عمل بكل ما فيه من أمل النجاح ، والتطور ، وكما قيل في المثل العربي القديم : " ما فاز قوم تسيدتهم امرأة " ..!!
أتمنى كما يتمنى الكثير غيري ، أن أرى أو أسمع أو على الأقل أن أحلم بسلطة نسائية أنثوية ، تحمل الصفات نفسها التي تحملها خارج نطاق الإدارة .
الجدير ذكره في هذا الموضوع ، أن الشجن النفسي لدى الكثير ممن يحملون تاج الإدارة هو أساس النتائج التي تترتب على نتائج الشجن الخارجي نفسه .
ضوء :
شكوت وما الشكوى لمثلي عادة ..
ولكن تفيض العين عند أمتلائها ..!!
التعليقات (0)