التغـــــريـــــب
تعريف الغزو الثقافي : هي الهجمات الثقافية التي يشنها أعداء الامة الاسلامية لفرض ثقافتهم عن طريق التنصير والاستشراق والتغريب .
وأردت أن أكتب في هذا الموضوع لانه مطابق توقيته لما نعيشه اليوم
تعريف التغريب:
هو صبغ المجتمعات الاسلامية بالصبغة الغربية في كل جوانب الفكر والسلوك ، وبهذا يصبح المسلم يفكر ويعيش كما يفكر ويعيش الغربيون ، فلا يبقى له من الاسلام الا الاسم ، وهذه هي نهاية المطاف في الغزو الثقافي .
وقد حرص الاستعمار على أن يكون التغريب حركة شاملة ، سخر لها كل وسائل الاعلام والتعليم ، ورسم لانجاحها مخططا شاملا مرحليا ، بدأ الاستعمار بتنفيذه أثناء وجوده ، ثم أوكل إكمال المهمة التغريبية إلى وكلائه من بعده .
وقد أتخذ هذا التغريب في العالم الاسلامي مظاهر متنوعة منها الفكري والاجتماعي والسلوكي على النحو التالي :
1. ففي الجانب السياسي :ظهرت أنظمة الحكم المقلدة للانظمة الغربية ، والتي أصبحت تنظر ألى النظام الديمقراطي الغربي وحقوق الانسان حسب المفهوم الغربي على انه الاصوب والارقى ، وحوربت الاتجاهات والحركات الاسلامية ، وتم إعلاء شأن العلمانيين ، وايصالهم الى مواقع صنع القرار لكي ياخذوا دورهم في الترويج للفكر الغربي وأنماط الحياة الغربية .
2. وفي المجال الاجتماعي :اجتاحت المنطقة حالة هستيريا التقليد الاعمى ، الذي ظهر على حياة الناس في مأكلهم ومشربهم وملبسهم وكافة انماط معيشتهم ، فبدأنا نرى المرأة في العالم الاسلامي تقلد المرأة الغربية تماما ، وبدأنا نسمع بتحرير المرأة وكأن المرأة كانت تعاني من العبودية في ظل الاسلام ، فجأت الحضارة الغربية لتحررها !!! والهدف هو ابعاد المسلمين عن الاسلام ، باعتباره الخطر الكامن كما يتصور الغرب ، وكانت الاشارة الى هذا الهدف تحت اصطلاحات اكثر تهذيبا مثل التغريب او التغيير الاجتماعي .
3. وفي التعليم :أصبحت الافكار الغربية تدرس في مدارسنا وجامعاتنا ، لا لتناقش وتنقد بل لتؤخذ على أنها مسلمات بها . ( لا يوجد بديل )
4. وفي القوانيين :أصبحت كل قوانين العالم الاسلامي تقريبا غربية ، وذلك بعد أن جاء الاستعمار الحديث فألغى قوانين الشريعة الاسلامية التي كانت سائدة .
وهكذا فإن برامج التغريب تحاول ان تخدم هدفا وهو هدم القيم الثقافية الحضارية الاسلامية وضعف الرابطة الدينية التي تجمع المسلمين .
وبعد هيمنة الولايات المتحدة الامريكية على العالم أصبح للتغريب لون خاص ، فقد غلب عليه الطابع الامريكي ، ولذلك فأن ما يجري الان يصح ان يسمى الامركة ، التي تستهدف اول ما تستهدف العالم الاسلامي باعتباره الوحيد الذي يملك رصيدا ثقافيا وحضاريا ينافس الغرب ، ويمكن في المستقبل أن يكون البديل للحضارة الغربية ، ولكن الامركة الان تصبغ اوربا ايضا بالصبغة الامريكية الخاصة ، وهذا ما يجعل الاوربيين يشعرون بالضيق ، ويحاولون الحفاظ على خصوصيتهم الثقافية .
التعليقات (0)