الغُربة آلآم وشجون !!!

صدقوني حينما سمعت الفنان السودان يقول في أحد أغانيه الخالدة ( .. الغريب عن وطنه مهما طال غيابه له يوم يرجع لأهله واصحابه ينسى آلامه شجونه ينسى حرمانه عذابه..) غلبتني الدموع علي غير عادتي وكم هو قاسي أنْ يُعاكس الانسان طبيعته وكم هو مؤلم أن يصل الانسان الي مستوى التأسف عن حاله بسبب الغُربة وأحزانها وآلآمها وشجونها فأنا كأحد المواطنيين الارترييين فقد كتب الله عليّ أن أعيش غريباً عن وطني بعيداً عن أهلي متنقلاً بين العواصم مكتوباً على بطاقتي لاجئ وعلى جبيني غريب ولا تفارق عيني دمعة ولا قلبي آهات ولافكري هموم .
ودائماً أقول يا ترى الى متى سأظل هاكذا؟! هل تتخيلون إنسان لم يرى أمه ولا أخوانه عشرين عاماً حتى إمتسحت صورة أمي من ذاكرتي ولا أستطيع رسم ملامحها في ذهني دائماً أُحاول عبثاُ أن اجد صورة أمي في تلافيفي ذاكرتي دون جدوى وأن رجلي لم تلامس تراب وطني منذ الاستقلال وأعرف أنها أستقلت وفرحت كغيري من المواطنيين وأجبت بنعم لاستقلالها وبعدها خُطفت وأستخذموها كفندق ملك لمجوعة معينة لا يحق للاخرين السكن فيه ومن سوء حظي لم اكن من أبناء تلك المجموعة وفُرض علي ّ الرحيل والعيش غريباً و أظنكم تستغربون لكن لا تستغربوا صدقوني هذا الشخص أنا ادريس حسن يعيدي بشحمي ولحمي وبهمومي وآهاتي واحزاني وآلآمي !!!