الغيث أم المطر.
بما أننا نعيش أياماً بعد يوم اللغة العربية العالمي وفي بدايات فصل الشتاء الذي تقول عنه اخبار الارصاد الجوية بأنه سيكون أشد برودةً من الاشتية الماضية فأنني وذلك من حقي ألحظ استخدام كلمات ليست صحيحة في التعبير عن حوادث أو مواقف معينة، وذلك أمرُ أراه طبيعياً خصوصاً وأن تاريخنا القديم والحديث والحالي ممتلئ بالاستخدامات الخاطئة للمصطلحات والتطبيق الخاطىء للأفكار، فعلى سبيل المثال لا الحصر يُفسر العربي أو الشخص المُسلم الديموقراطية على أنها رجسُ من عمل الشيطان وليس الإنسان البسيط من يفسر ذلك بل هناك شخصيات توصف بأنها مُفكره وذات فكر مستنير تؤمن بذلك التفسير وتصدره للمشهد، وهي اما تكون جاهلة أو مصابة بالسحر والجنون والعياذ بالله، وأنا اعذر تلك الشخصيات المستنيرة التي تجلس حول الطاولة المستديرة تُنظر وتتحدث كثيراً لأنها وببساطة شخصيات حازت لقب الاستناره بسبب روايات قرأتها أو كتبتها وسط ظلام الليل الدامس..
بعد ذلك المثال البسيط الحصري، يترقب رعاة الغنم والابل والمزارعين هطول الغيث فهذا موسمه خصوصاً في الجزيرة العربية، تلك الفئات المترقبه تؤمن بأن ذلك الغيث ماهو إلا رحمه للعباد والبلاد وبقية المخلوقات وتأخره أو نقصانه لا يكون بسبب ظاهرة جوية بل بأسباب ربانية يعلمها الله ومن فُتحَ عليه، الغيث لم يُذكر في القرآن الكريم إلا رحمةً ولم يأتي بصيغة العذاب بل بالرحمه والبُشارة، أما المطر فهو أتى بصيغة العذاب والعقوبة وكل ذلك موجود في آياتِ مُحكمات في القرآن الكريم..
من يستخدم لفظ المطر إنما يستخدمه استناداً على ما درجت عليه العادة وبالتالي فإن ذلك الاستخدام ليس صحيحاً بمقاييس اللغة العربية وبشواهد القرآن الكريم، ذلك الاستخدام الخاطىء يعود إلى الجهل المركب الذي يعد مرضاً خطيراً فالجهل المركب يشعر صاحبه بأنه عالم فاهم وهو في الحقيقة جاهل وفي أدنى درجات الجهل..
الأمة العربية أمة القرآن والاعجاز لكنها لا تُجيد البيان وإن اجادته فإن بيانها لا يتجاوز فن الهياط الشعري النبطي فالهياط فنُ وماركة عربية وقد اتعب العرب من سيأتي بعدهم في الهياط والتلاعب بالمعاني والالفاظ... يقول بعض المختصين ما هذا نصه "التغيير اللغوي ليس فساداً ومصيبة المصائب بل حتمية يقررها عامل الزمن وتمر به أي لغة حية" وهذا ينسحب على مصطلح ولفظ المطر والغيث والشعر النبطي وقد يقول مثقفو الطاولة المستديرة أن ذلك الانسحاب يشمل وسيشمل مصطلح الديموقراطية، وهذا هياط فاخر مصنوع بشكلِ فاخر.
التعليقات (0)