الغيبوبة المعنوية
لا يختلف إثنان على أن إنسان القرن الحادي والعشرين يعيش تحت وطأة تداعياتٍ كثيرة تقوده إلى الإنهيار، وإذا تمالك نفسه واستطاع الصمود بالتحرك هاهنا وهاهناك ، فهو لن يستطيع الصمود معنويا.فكم من أصحاء الجسد يعيشون غيبوبة معنوية تجعلهم تماما كؤلئك الذين يستلقون في المستشفيات دونما حراك ، مع فارق بسيط هو أن الذي يعيش في غيبوبة طبية يفقد معظم حسه بالعالم الخارجي ، وهذا أفضل حالا مِن ذاك الذي إنهار داخليا فأصبح في حالة شبيهة بالنزيف الداخلي الذي لا يتنبه له أحد حتى يفوت الأوان.
هكذا أصبح حال الإنسان العربي تحديدا ، لأنه يعيش وسط تيارات عديدة تتجاذبه من هنا و من هناك ، فيستلقي بينها في حالة إحباط تجعله يتخبط دونما إرادة للتطور أو حتى إرادة للمحاولة.
فمجتمعاتنا مقابر يُدفن فيها فكرالمفكرين ، وثقافة المثقفين ، والأدهى من ذلك أنها مقابر تدفن فيها معنوياتنا بالحياة.
تاج الديــــــن : 2009
التعليقات (0)