مواضيع اليوم

الغناء العربي

Riyad .

2015-09-05 19:01:41

0

الغناء العربي

من بركب الحنتور إلى آه يا دنيا هذه هي أغاني الأفلام بالسينما المصرية وتلك حالة طبيعية ووجود الأغنية ضمن الفيلم ليس طارئاً بل كل الأفلام تحتوي على أغنيات شعبية تٌصنف ضمن الأدب الشعبي الغنائي الذي هو امتداد للثقافة الشعبية بمختلف أنواعها , الأغنية العربية الشعبية والكلاسيكية ليست كالماضي فالماضي أجمل ويتجلى ذلك الجمال في محاولات اتجاه الفنان /ة العربي إلى مختلف الأسواق بحثاً عن جماهير تستمع وتشتري وتوثق ولعل السوق الخليجي من أشهر الأسواق في حقبة الثمانينات والتسعينات الميلادية والتي رغم زحف الصحوة "الغفوة " بقيت صامدة حتى دخول الوسائط الالكترونية السوق المحلية فانتهى الكاسيت إلى غير رجعة وماتت الذائقة بشكل كامل بعد أن كانت ميتة دماغياً!.

الوسائط الالكترونية انتهكت الحقوق الفكرية للمنتج والفنان والمسوق لكنها قدمت مع ذلك الانتهاك للمستمع خيارات بتكاليف أقل  , الغناء الخليجي النابع من الثقافة الشعبية كالغناء العربي أجمع ينبع من الثقافة ويستهدف الذائقة البشرية فالغناء يولد حالة من الطرب والهيجان السمعي إذا كانت الكلمات منسجمة مع الذات ومع المشاعر ومداعبة للحواس البصرية والسمعية , يعاني الغناء العربي والخليجي من ضعف ورداءة النصوص الشعرية التي هي أساس الأغنية وأصلها الثابت فالنصوص الشعرية مشوهه في الغالب والعلة دخلاء يحسبون أنفسهم مبدعون وهم غير ذلك , سبب انتشار تلك الكلمات الركيكة يعود إلى سهولة الإنتاج وظهور جيل يدعي الفن فيغني الكلمات بدراهم معدودة ويستشيط الشاعر أو بالأصح المستشعر فرحاً بذلك العمل الذي لا يمكن لعاقل أن يٌطلق عليه أغنية .

عمالقة كبار شعراً وفناً رحلوا وبقيت أعمالهم في الذاكرة لم تزول ولن تزول فالذائقة الفنية القديمة أعظم من ذائقة أجيال حقبة الصحوة وما بعدها والسبب فكري تربوي تعليمي وغزارة في الإنتاج الركيك الذي دمر ذائقة جيل وأجيال قادمة  ؟

الأغنية الشعبية والغير شعبية أذواق ولكل شخص ذوقه لكن لو قارنا بين القديم والجديد لوجدنا القديم متميزاً في الكلمات والألحان والأداء فالغناء عند الأوائل ذوق وموهبة ووسيلة طاهرة أما عند الجيل الصاعد تجارة وشهرة وتمضية وقت لا أكثر وفيديو كليب مٌثير في الأجساد الراقصة .

الذوق الفني حلقة مفقودة في مؤسسات التربية والتعليم والإنتاج الأدبي والمعرفي والتربية الأسرية والاجتماعية والعلة في ذلك أسبابٌ فكرية وتخلي المؤسسات عن دورها الحقيقي , في القدم كانت مصر تصدر كل شيء للعالم العربي حتى الذوق تصدره وتعلمه الآخرين أما اليوم فمصر تقوقعت على ذاتها منذ زمن يقارب الـ "30عام" وتلك حالة تسبب فيها المد الصحوي الحركي وتفاعله مع الحركية الإسلامية بمصر واللعبة السياسية والانشغال بالذات وإهمال التواصل الخارجي المعرفي والثقافي والحضاري , المستمع العربي والخليجي يٌريد العودة إلى الزمن الماضي الجميل إلى زمن الأغنية التي تٌحرك دماء القلوب الجامدة والمشاعر الراكدة فقد سئم من الركاكة وسئم من التقوقع على الذات فنياً وأدبياً فمتى يعود ذلك الزمن الجميل ومتى تقوم المؤسسات بدورها في نشر ثقافة التذوق والحس الفني القيمة المفقودة بالخليج خاصة والتي بدأت تضمحل في بقية بدان العالم العربي جراء عدة عوامل   ؟  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات