الغلو بالطبائع المقدسة ........

 في صراعه من أجل الحريه, فهم الإنسان المعاصر هذا الصراع على مرحلتين أساسيتين, المرحله الأولى وهي مرحلة الثورات السياسيه والتغير في أوروبا, حيث فهمت الحريه في هذه المرحله كإسقاط لإستبداد الحاكم خليفة الله على الأرض أو الملك بالدوله والمجتمع والأفراد, أما المرحله الثانيه في الصراع وهي المرحله الأهم حقيقة وهي تلك التي دشنها أو إفتتحها جون ستيورات ميل فيلسوف الحريه في كتابه "بخصوص الحريه"  ولقد فهمت الحريه في هذه المرحله الثانيه و الأهم من تاريخ هذا الصراع الإنساني من أجل الحريه كثوره على إستبداد الدوله والمجتمع بالفرد, ففي حالات كثيره وحتى أن كانت الدوله ديمقراطيه ومنتخبه من الناس فإنها قد تستبد بأبنائها, فقد أعتبر ميل أنه ومن خلال مفاهيم وقيم وتقاليد معينه ( لها طابع مقدس غالبا) تفرض سطوتها على التفكير العام في المجتمع فإن هذا المجتمع قد يضطهد أحيانا أطيافا من أبنائه (ما يحصل الآن في مصر مع الأقباط وفي تونس مع الملحدين نموذجا جيدا هنا)  وقد إقترح جون ستيوارت ميل في كتابه كمخرج لهذا الإستبداد الإجتماعي بالأفراد أولا أن تكون حرية الرأي حريه مطلقه بحيث يمكننا من خلال إطلاق حرية التفكير والتعبير بشكل مطلق أن نعري تلك الأفكار ذات الطابع الدوغمائي أو المقدس والتي تستبد بالمجتمع وأفراده الخارجين عنها وثانيا أن تقيم الدوله حدودا أو جدران قانونيه بين أطياف المجتمع المختلفه للحمايه, حيث يستطيع الناس من خلال هذه الحدود أن يمارسوا حرياتهم بدون أن يطغى طيف على طيف آخر في المجتمع وبدون أن تسود نمطية تفكير معينه على نمطية أخرى