مواضيع اليوم

الغلاء عدو ...والفقر هزيمة ...ولقمة العيش حق

ماهر حسين .

2012-01-19 06:16:15

0

 ماهر حسين.

 بعيدا" عن أجواء الثورة السورية التي تفرض نفسها على كل متابع للشأن العربي وبعيدا" عن سوء أداء المراقبين العرب وتضارب مواقف (الدابي) وبعيدا" عن فوز الأخوان المسلمين في تونس ومصر وقيام الأسد بشتمهم و اعتبارهم (إخوان الشياطين ) وبعيدا" عن تصريحات هنية عن أجهزته الأمنية التي تربت على موائد القران فمارست القتل باسم الدين ومارست التعذيب باسم الدين وقامت بكل أفعالها بعد التوكل على الله وقول (بسم الله الرحمن الرحيم ) فقوات امن هنيه التي تربت على موائد القران سجدت لله شكرا" عندما اقتحمت مقرات الأمن الوقائي  الفلسطيني ونكلت بضباط الأمن الفلسطيني  وها هي الآن تحرس الهدنة وتمنع مطلقي الصواريخ  باعتبارهــــا خيانة وطنية كما قال الزهــــار فما الفرق بين رفضنا للصواريخ الكرتونية  التي تم إطلاقها من غزة فتسببت بقلتنا أو تحريمهم لإطلاق الصواريخ من غزة الآن!!!!! ...كلاهما هدنة أو تهدئة ...إحداهما من اجل المصلحة الوطنية وحفاظا" على أهل غزة الكرام  والأخرى واجبه شرعا للحفاظ على انقلاب حمــــاس على الشرعية !!!!!!!وهنا نقول ... ألا تعتقد حماس بأن شعبنا مل التفسير الديني لمواقفهم حيث يتلاعبوا بالدين بين الواجب الشرعي وبين الرفض لنفس الفعــــــل ..فرجال أمن هنيه الذين لا يملك أي سيطرة عليهم ....من تربوا على موائد القرآن الكريم  ..مارسوا القتل باسم الدين فقتلوا مخالفيهم ...ومارسوا التعذيب باسم الدين فعذبوا معارضيهم ...ومارسوا الحماية لقوات الاحتلال المرابطة على حدود غزة ومعابرها  كذلك باسم الدين ...

القتل والتعذيب والتهريب والبيع والشراء والأنفاق  ...في غزة كلها تتم  باسم الدين ...فكم سيحتمل هذا الدين  العظيم السمِح من أفعال هنيه وأتباعه !!! وكم ستحتمل موائد القران من قتل وتعذيب باسمهـــــــــــا ...ولا نرد على تصريحات هنيه سوى بــــــ:

لا حول ولا قوة الا بالله وحسبي الله ونعم الوكيل .

بعيدا" عن كل ذلك ...وبعيدا" عن كل المفروض علينا  للتعامل معه مما سبق فإنني لاحظت بالفترة الأخيرة تصاعد الاستياء الشعبي من ظاهرة الغلاء التي يعيشها المواطن الفلسطيني ...وبكل صدق  فإن الغلاء ظاهره عالمية فهو  موجود بكل دول العالم ومن الطبيعي أن نكون جزء من هذا العالم  ولكن هل نحن كباقي الدول وهل نحن قادرين على التعامل مع الغلاء ...وما هي أسباب الغلاء لدينا ..هل هو غلاء طارئ  أم دائم وهل هذه الظاهرة مرتبطة بالحكومة أم بالنظام الاقتصادي الفلسطيني أم بالظرف الدولي  ....أسئلة وأسئلة تدور بأذهان المتابعين للشأن العام في فلسطين ...فمنهم من يبرر الغلاء وكما أشرت باعتباره ظاهره كونيه  و على سبيل المثال ..إسرائيل تعاني من الغلاء والأردن ومصر كذلك  وبالطبع لا داعي للحديث عن الغلاء في لبنان ...هذه هي الدول المحيطة بنا وهذه هي الدول التي تتشابه معنــــــــا بالغالب بطيعة الموارد ...وبالتالي فالغلاء في فلسطين ليس بفعل حكومة فياض أو غيرها ولكن الغلاء مرتبط بالمنطقة وهذا رأي مقبـــــــــــول نسبيا"  وبالمقابل هل الغلاء  يؤثر علينا كما هو الحال لدى الجيران أم هناك تأثير مختلف للغلاء علينــــــــــــا !!!!!.

بالنسبة لي وبوضوح يجب أن نؤكد أولا" على أن الغلاء عدو يجب القضاء عليه فالغلاء هو  حليف الفقر حيث كلما زاد الغلاء زاد الفقر ...والغلاء عدو الموظف الذي يتقاضى راتب محدود وهو كذلك عدو الأسر المتعففة وعدو الفلاح والعامل وبالتالي فان الغلاء عدو  المواطن والفقر عدو الشعب الفلسطيني كله  ....وهذا العدو يجب علينا أن نحاربه ونزيل أسبابه ونعمل على معاقبة كل من يساهم بزيادة الغلاء   لتحقيق المصالح الذاتية البعيدة عن مصلحة المواطن أما الفقر ذلك الحليف البائس للغلاء فهو أساس من أسس الانحراف الاجتماعي وأساس من أسس ضرب الصمود للمواطن على أرضه وأساس من أسس  التطرف ببعض الأحيان والتطرف هنــــا ليس مرتبطا" بالفقر باعتباره العنصر الوحيد فسلوك الاحتلال وعصابات المستوطنين هو اكبر أسباب التطرف وغياب الامل بالتسوية هو سبب للتطرف   ولكن الفقر  عامل هام يدفع المتطرفين للتعاطي مع حاجة المواطن لتنفيذ برامج خاصة بهم  وكما انه الدافع الأكبر للانحراف عن الانتماء الوطني عبر  فتح بوابة العمالة والتعامل مع العدو وخيانة الوطن والقضية والشعب  وبكل الأحوال فالفقر له تداعيات شديدة وكبيرة على المجتمع المٌستقر فكيف تكون هذه التداعيات على مجتمع يتعرض إلى هجمة تحاول أن تستوطن أرضه وتقضي على تاريخه وتقتلع  وجوده وسنكتفي بالحديث عن الفقر بان نقول  بان المؤثرات عن الفقر وصعوبة حيـــاة الفقراء وضرورة محاربته لا تنتهي وأهمها القول المأثور عن الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه حيث قــــــــال : لو كان الفقر رجلا" لقتلته .

أما لقمة العيش فهي حق وحاجة أساسية من حاجات الإنسان ولقمة العيش أساس الرضا  حيث يتميز الفلسطيني بقدرته على الصمود بلقمة العيش الكريمــــة  فهذا الشعب تجاوز الكثير من المصاعب راضيا" بما قسمه الله عز وجل ومحافظا" على وجوده وصموده وهويته بلقمة العيش فلسنا طلاب القصور الزائلة ولا  طلاب المال بأنواعه وإنما نحن شعب الرضا الطامح لمستقبل أفضل على أرض دولته المستقلة ... لنعيش بسلام على ارض السلام...... فلسطين  ولنصلي في عاصمة الإيمان الموحدة وعاصمة الديانات  الثلاث ... عاصمتنا الفلسطينية....  القدس ...ومن هنا فإن لقمة العيش الكريمة للمواطن يجب أن لا تٌمس بسوء وعلى الحكومة وكل الجهات أن تتعاون لتحقيق ذلك ....ومن هنا ولتحقيق هذه الأهداف وللحفاظ على الصمود الفلسطيني  وعلى قدرتنا على تحقيق الأهداف الوطنية  فإننا مطالبين جميعا" بمحاربة الغلاء والقضاء على الفقر وتوفير لقمة العيش الكريمة للمواطن الصـــــــــــامد ...علينا أن نتعاون لنتجاوز الفكر الاستهلاكي للفكر الإنتاجي وعلينا أن نتعاون ليكون الموظف فاعلا" ومؤثرا" منتجا" للوطن  وعلينا دوما" أن نطالب بان تكون الضريبة معقولة ...وعلينا أن ندعم الفلاح فهو المٌنتج لما نأكل وعلينا أن نحفظ كرامة العامل الساعي لرزقه كما علينا أن نحفظ حقوقه  ونوفر له فرصة العمل الكريمة بأرضنا وبمشاريعنا الوطنيـــة  علينا  كذلك ان ندعم الاستثمار وندعم المستثمرين وعلينا أن نحارب الفســـــــــــــاد ...فالفســــــاد مُفسد الاستثمار ومٌفسد البلاد والعِبـــــــاد  وفرصة لضعاف النفوس لتحقيق الغناء الفاحش ...علينا وعلينا وعلينا ....ويجب أن نتحرك جميعا" بهذا الشأن في الوطن وخارجه وفي القيادة والحكومة والمعارضة ...علينا أن ندعم الاقتصاد الوطني وان نتجاوز أثار أي مٌعيقات لتحقيق هذا النمو الاقتصادي ...

لنحارب الغلاء والفقر ولنسعى لتامين لقمة العيش للمواطن ..ولنتعاون لتحقيق ذلك ...ليكن المواطن هو همٌنـــــا والغلاء عدونا ولنقضي على الفقر ولنسعى لتامين لقمة العيش فهذا هو السبيل لتعزيز صمود المواطن ولتحقيق أهداف شعبنا  ...

قلت وما زلت أقول بأن الديمقراطية هي الحل ...ولكن أُضيف  الآن بان الديمقراطية تتطلب الحرية في الاختيار وليمتلك المواطن القدرة على الاختيار يجب أن يكون و بالحد الأدنى قادرا" على تأمين قوتٍه ولقمُة عيشـــهِ فلا يكون الصوت الانتخابي  بٌمقابل ولا يكون الصوت بناء" على وعود بمـــــــــال حلال قادم من هنا أو مساعدات قادمة من هنـــــــــــــــــاك ...وستبقى الديمقراطية هي الحـــل .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !