مواضيع اليوم

الغضب ليوم واحد مصيدة لصالح الطاغية مبارك


أوسلو في 30 مارس 2009

يوم واحد للغضب احتجاجاً على سبعة وعشرين عاماً من الذل والمهانة والاستبداد والطغيان والدموية الأمنية!

يوم واحد للغضب في مقابل ربع مليون مصري مرّوا على سجون ومعتقلات أكثر الطغاة قسوة ووحشية ودراكيولية!

شباب مصر بقيادة شباب 6 ابريل مطالَيون بالتنفيس عن عجز الكبار، فيغضبون ليوم واحد، ثم يتم اصطيادهم واحداً تلو الآخر في الأيام التالية!

الغضب ليوم واحد مصيدة ينبغي أن لا يقع فيها شبابنا، فأجهزة القمع ستفرح لتوسعة قائمة الذين ستتولى تأديبهم لصالح مجرم مصر الهارب في ثكنة شرم الشيخ حتى يرث ابنه عرش مصر.

جرائم مبارك لا ينافسه فيها أي فرعون آخر في تاريخ أرض الكنانة، فهو مسؤول عن ملايين العاطلين عن العمل، والأزمة الاقتصادية، والغلاء المفترس، وسلوكيات الفهلوة، وعالم المخدرات، والأمية، والأمراض الوبائية، والتلوث، وحوادث القتل الجماعي (اهمالاً أو فساداً)، وانعدام الأمن والأمان، وانحدار دور مصر الاقتصادي والسياسي والعروبي والقومي والتعليمي والثقافي والفكري والفني...

مبارك مسؤول عن الاغتصاب في أقسام الشرطة، واعتقال عشرات الآلاف، وخوف المصريين من قمع أجهزته الأمنية، وتراجع مصر في كل المجالات، وهروب ملايين المصريين من الجحيم في ظل حكمه إلى المهانة في أي مكان في العالم ..

مبارك كاذب لا يوثق به، ومخادع محتال، وهو في ولايته الخامسة يثبت لنا أنه يحتقرنا بعدما وعد بولايتين فقط، وهو يحمي الفاشلين واللصوص ومسببي الكوارث ومهربي الأموال.

وهو في أشد لحظات ازدرائه للشعب المصري يغلق كل الأبواب لمن يأتي بعده، ويترك باباً واحداً يمرق منه ابنه جمال رغم معارضة المصريين.

مَنّ مِنّا لم تدمع عيناه وهو يقرأ عن ابن بلده الذي اعتبرته أجهزة القمع يقاومهم لأن المسكين كان يضم فخذيه بقوة وهم يضعون العصا في دبره؟

من منا لم تدمع عيناه وهو يرى ابن بلده خارجا من بيته وأمام أهله وجيرانه بمهانة مع شرطة القهر وقد ألبسوه ثياباً نسائية لترمز لرجال مصر في عيني مبارك؟

من منا لم تدمع عيناه وهو يتابع مشهد مصريين ينتظرون على أبواب المستشفيات وكليات الطب لتأجير أجسادهم للطلاب في مقابل جنيه واحد يدفعه كل طالب ليمارس الاختبارات على الجسد الملقى؟

من منا لم يلعن مبارك في كل كارثة اهمال يلقي فيها عشرات من أبناء بلده حتفهم غرقا في البحر أو احتراقا في مسرح أو قطار أو دفنا تحت أنقاض بنايات انتهى عمرها الافتراضي؟

آلاف الحكايات على مدى سبعة وعشرين عاما، ثم نطالب شباب المستقبل بالغضب ليوم واحد!

إن أيام الغضب تنتهي فقط عندما يهرب مبارك وأسرته أو يتم القبض عليهم ومحاكمتهم، أما أقل من ذلك فعبث بالحقائق، واحتقار لشعبنا العظيم

إننا نرفض التضحية بشبابنا .. امل المستقبل، فيوم واحد للغضب سيكون لصالح الطاغية، ولن يمر وقت طويل حتى تقوم أجهزة حمايته بتصفيتهم أو اعتقالهم واحدا وراء الآخر.

الغضب يبدأ في 6 ابريل، وإذا استمر يومين فقط فإن المترددين سينضمون إلى الشباب الثائر، وإذا استمر أربعة أو خمسة أيام فلابد أن ينضم إليهم آلاف من رجال الأمن والضباط المقهورين والمحبطين وأيضا العاشقين لوطنهم.

وهنا لن يقف جيشنا متفرجاً، فإما أن يطهره حب مصر فينحاز إلى الثورة الشبابية أو يقوم بحماية الطاغية وينحاز لأعداء الشعب ويصبح امتدادا للجيش الاسرائيلي وحامياً له، لا قدر الله.

خطر واحد يمكن أن يُفرّق الغاضبين وهؤلاء هم القبضايات والمجرمون والقتلة واللصوص الذين تستعين بهم الشرطة، وتتولى تسليمهم عصى مطاطية وتحمي ظهورهم، إنهم من المسجلين خطرين وهم قساة، غلاظ، وكلاب مفترسة، ولا رحمة في قلوبهم، وليس أمام الشباب الثائر إلا الاندفاع جماعات كلما شاهدوا أياً منهم يستفرد بشاب.

كثيرون منهم يلعبون مصارعة وكاراتيه وهم لا يحاورون، ولديهم أوامر بالضرب بغلظة في مقابل تبييض صفحات ملفاتهم السوداء في أقسام الشرطة.

كل أنواع وصنوف العنف مرفوضة في أيام الغضب باستثناء حالة واحدة وهي التعامل مع المسجلين خطرين، ويجب أن يكون الاندفاع نحو كل واحد منهم بعشرين شاباً لتخليص المتظاهر من يديه.

تذكروا أنْ ليس كل شاب متابعاً للفيس بوك أو الانترنيت، وهناك ملايين في القرى والنجوع وأيضا من يمنعهم أهلهم من التعامل مع هموم الوطن خوفاً عليهم. وهناك شباب ينتظرون أوامر قيادية في الحزب أو الجماعة أو الطائفة أو التجمع وغيرها ..

الاحتمالان الواردان أيام الغضب هما:

تفجير ارهابي يقوم به رجال المجرم مبارك ، ثم يصرخ طالباً مساعدات أمريكية وإسرائيلية وغربية ضد الارهاب المزعوم.

تعطيل شبكات الانترنيت والمحمول.

لذا يجب عدم الانتظار لآخر لحظة فالتنسيق الآن ضروري والمواعيد وتنظيم المظاهرات، وأنا أرى أن الحل السحري والذي سيربك الطاغية هو التوجه ناحية أقرب قسم شرطة .. أفراداً، عشرات، ثم مئات، ثم آلاف، وفي هذه الحالة سيضطر ضباط ورجال الأمن للانضمام إليهم خشية احتلال الغاضبين لأقسام الشرطة واخراج الموقوفين ومعرفة وكالات الأنباء ما يدور بداخلها.

كما ذكرت من قبل فإن المكوث في البيت أو الجامعة أو المسجد أو الكنيسة لا يمثل إلا خسارة لشاب كان يمكن أن يصبح قوة دفع جديدة لو أنه في الشارع.

الثورة الشبابية في الطريق الصحيح وهي بخير طالما ظلت في إطار الانتماء للوطن، ومن أراد إفشالها، ولو عن حسن نية، فليرفع شعار الدين أو العقيدة أو المذهب أو الطائفة أو الجماعة أو التجمع أو الفئة أو الحزب.

شباب 6 ابريل يقودون الوطن نحو الحرية بعدما انزوى الكبار، وتصارع الحزبيون، واختفى ممثلو العدالة.

لا تعتمدوا كثيرا على الفضائيات فكل واحدة لها أجندة خاصة ويعرف النظام الفاجر للارهابي مبارك كيفية تخويفها وابعادها عن رصد انتصار شعبنا ضد نظامه العفن.

يقولون لكم بأن الثورة ستحمل معها الفوضى، والحقيقة أن الفوضى هي الوضع القائم الآن، ومصر التي كانت آمنة لم تعد أي فتاة أو شاب أو ركاب ميكروباس أو سائر ليلاً أو شاهد في قسم الشرطة يشعر إلا أنه يعيش في ظل قانون الغاب.

التجمع في الميادين الكبرى ربما يفشل لمعرفة أجهزة القمع بتكتيك المداخل والمنافذ، أما التجمع والتجمهر والتظاهر حول أقسام الشرطة فسيعجل في اسقاط نظام مبارك، وسيضطر الضباط إلى الخروج والانضمام إليكم خشية اتهامهم بأنهم يمارسون التعذيب والاغتصاب. وسيرتبك النظام، ولن يحتاج الشباب إلى قطع مسافات طويلة للميادين الكبرى، ويمكن لاحقا انضمام العائلات والزوجات والأمهات والأطفال وتلاميذ المدارس. ثم إنها ثورة ضد القمع، وأقسام الشرطة رمز للجحيم الذي عاشته مصر تحت حكم الارهابي مبارك.

يوم واحد للغضب اهانة لشعبنا، وتبرئة للمجرم، وصكّ عفو عن النظام الجائر، ويوم جديد للغضب في العام القادم سيكون حتما ضد جمال مبارك بعد استيلائه على الحكم، لذا ليس أمام مصر إلا هذه الأيام الطاهرة ، أيام عيد التحرير من أعتى الفراعنة وأكثرهم جورا وفسقا ووحشية.

شباب 6 ابريل على موعد مع فجر تاريخ مشرق. من كان خائفاً فليخرج إلى الشارع في مكان ليس بعيدا عن أي قسم للشرطة حتى تمنحه صيحات الغضب من الآلاف من زملائه أبناء وطنه الشجاعة الكافية للانضمام إليهم.

من كان يظن أن دينه أو عقيدته أو مذهبه أو أيديولوجية حزبه أو توجيهات قائده أو المسجد أو الكنيسة أو الجماعة أو خوفه من استيلاء خصومه على السلطة يمنعه من مساندة ثورة الشباب قدر استطاعته، حتى لو اصطحب عائلته كلها وخرج بحجة التنزه قريبا من قسم الشرطة، فإن خسارة أيام الغضب تزداد بعدد المترددين والرافضين.

من كان يظن أن مصر تستطيع أن تصمد عاماً آخر في ظل مبارك ولا تنهار فهو مشارك، من حيث لا يدري، في هذا الانهيار .. ونهاية وطن لم يحافظ عليه أهله وتركوه في أيدي قتلة عابثين ولصوصا ونهابين وفاسدين ومزوري أوراق الوطن.
أيام الغضب تبدأ في 6 ابريل حول أقسام الشرطة في مصر كلها، ومن كان لديه أمل في توبة الشيطان فهو أكثر تفاؤلا ممن لديه أمل في نظام مبارك.
الاستعدادات تجري على قدم وساق لعمل مسرحية صعود جمال مبارك، وطيّ صفحة جرائم أبيه، وبدء عهد من الاذلال والقهر والكوارث سيجعل فيه أصدقاء الرئييس الشاب مصر في ذيل أمم الأرض كلها، ولن يجد ملايين المصريين لقمة العيش ولو في صناديق القمامة.
من لا يزال جهازه العصبي في متابعة المشهد المصري هادئا فلا حاجة لمصر به.
إنها أهم رسالة حب يكتبها المصريون لأم الدنيا، ومن أراد التوقيع عليها دون تردد فعليه بانتفاضة أيام الغضب التي تبدأ في 6 ابريل وتنتهي مع تسليم مبارك نفسه أو الهروب مع أسرته أو القبض عليهم لمحاكمتهم.
من لا يزال يظن أن مصر ليست بلده، وأن الجائعين والمشردين والمرضى والمستضعفين من النساء والأطفال والمسنين ليسوا أهله فلينضم لمبارك ضد الثورة الشبابية.
الثورات الكبرى لا يصنعها غير الشارع، أما المكوث في البيت فهو دعم للنظام باستثناء من لا تسمح لهم ظروفهم بالخروج ودعم أيام الغضب.
أيام الغضب حلم انتظرناه طويلا، وقد آن الوقت أن تتنفس مصر بدون هذه الأسرة الجاحدة لأفضال المصريين عليها.
لا يزال مبارك يظن أن المصريين لن يغضبوا، أما الآن فربما تكون المفاجأة قاصمة لظهره وعهده وزبانيته.
إن الله تعالى يراقب المصريين في تلك الأيام الطاهرة، فإما أن نستحق نفخة الروح فينا أو يسلط علينا مباركاً جديدا إذا رفضنا العيش بكرامة وبين أيدينا خيرات وطننا ورزق الله لنا.
مرة أخرى ..
أقسام الشرطة والتجمهر حولها، والتظاهر أمامها، وكلما تجمع عدة آلاف يمكن الدخول إليها، وسينضم حتما ضباطها ورجال الأمن إلى ثورة شبابية بيضاء ليست فيها نقطة دم واحدة أو تكسير واجهة محل أو القاء زجاجة ، فالتحضر هو المقدمة الأولى لانتصار ثورتكم.
وأخيرا ...
إذا عاد الغاضبون إلى بيوتهم وقد غاب شاب واحد فقط عن أهله فالمسؤولية جماعية، لهذا فإن اقتحام أقسام الشرطة بهدوء وسلامة واحترام لمن فيها سيمنع النظام الوقح من اعتقال أي متظاهر.
وفقكم الله أيها الأبطال الجدد .. شباب مصر الفتية .. أمل مستقبلنا ونور عيوننا.

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
Taeralshmal@gmail.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات