بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر مسألة الغزو الثقافي والإعلامي من أولى المسائل التي واجهت وتواجه الأمة الإسلامية والوطن العربي تحديدا فقد وعت الدول الغربية العظمى إلى خطر يهدد قوتها وأستمرار سيطرتها على العالم، وهذا ما لا يروق لها بل ويقض مضاجعها فبدأت بوضع وتكريس كافة إمكانياتها للوقوف في وجه هذا التهديد وتنبهت للطرق الأسهل والأسرع فتوجهت للفكر العربي من خلال إعلام صنعته لغرض تغريب هذا الفكر وجعله أسيرا لما يراه ويشاهده.
فمما لا شك فيه أن الإعلام بكل أنواعه وتقنياته قد أحرز نجاحاً باهراً في جميع المجالات وهو من أقوى وسائل الإقناع الذاتي في أتباع الأسلوب الهادئ والرزين دون اللجوء الى العنف. لكنه في نفس الوقت أنفذ الى القلوب من السهام وأشد وقعاً على النفوس، إذ له ظاهر أنيق ومنظر جذاب وهيكل أخاذ إضافة الى مجموعات الإثارة الكاملة والمواد الغزيرة والمعلومات المتدفقة الى ما لا نهاية، من التصوير والإضاءة وما شابه. فلا بد من تأثيره الفعال ونفاذه الى الأعماق بصورة سريعة ومباشرة، والغرب من حيث طول الباع لديه في هذا المجال واهتمامه التام في تطويره قد قطع شوطاً مهماً في سبيل ذلك.
ولكن هل نصدق كل مايقوله الإعلام الغربي عن الإسلام والمسلمين وأنه من نتائج(صدام الحضارات) الذي يدعو إليه ساسة الغرب ومفكروه، وأن الحملات الإعلامية المتعاقبة التي لا يكاد ينجو منها بلد مسلم ليست إلا وجهاً من وجوه حرب الإساءة والتشويه التي اعتمدتها سلاحاً ماضياً في صراعها؟
. إنه قوة هائلة لا قبل لنا بها كاسحة في التأثير تغطي القارات الخمس بلا منازع لتزرع في أذهان الشعوب ما تشاء من الصور، لا تبالي في ما تتناوله من أحداث العالم بالعرض والتحليل إلا ما تراه يخدم مصالحها وينجح في إيصال ما تريد وترغب وقد لعبت ثورة الإتصالات دورا كبيرا في نجاح هذا الإعلام وجعلت منه قوة تفوق قوة السلاح فبعد أن كان توزيع الصحيفة لا يتجاوز البلد الذي تصدر به جاءت وسائل الأتصال الحديثة من أقمار صناعية وأنترنت لتلغي حدود الدول وتوصل المعلومة للقارئ أينما كان، فشعوب العالم لا تعرف في معظم الأحوال عن الإسلام وقضاياه إلا من خلال ما تتلقاه من الإعلام الغربي مع كثير من التحريف والتضليل والإساءة ، وحذرت دراسة علمية من ظاهرة الغزو الإعلامي الأجنبي في وسائل الإعلام العربية، وبالذات البرامج الواقعيّة المعربة من البرامج العالمية، واظهرت الدراسة (الغزو الإعلامي والانحراف الاجتماعي: دراسة تحليليّة لبرامج الفضائيات العربية) التي اعدها الدكتور ياس خضير البياتي الأستاذ في كلية المعلومات والإعلام والعلاقات العامة بشبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا،أظهرت ان وسائل الاعلام العربية شاركت في تعميق الغزو الإعلامي الاجنبي، من خلال ما تعرضه من البرامج الغربية،وبالأخص ما يسمى ببرامج (تلفزيون الواقع) من دون أن تضع تلك الفضائيات بالحسبان قيم المجتمع العربي وتقاليده وانماطه الاجتماعية فمنذ متى تعرض الفضائيات العربية برنامج تقوم فكرته على عرض فتيات للزواج ومرافقة الكاميرا لهن حتى في غرف النوم وهذا ما تقوم عليه فكرة برنامج (على الهوا سوا )الذي بثته إحدى القنوات الفضائية ولاحظت الدراسة من خلال الاحصائيات العلمية الجديدة، بأن برامج القنوات الفضائية العربية تقتصر على المادة الترفيهية وافلام الجريمة والعنف والرعب والجنس، اي ان ثقافة الصورة تطغى عليها اكثر من ظاهرة سلبية تتمثل بالأغتراب، القلق، اثارة الغريزة، الفردية، العدوانية، دافعيّة الأنحراف، وكلها مفردات تتأسس في ادراك الشباب وسلوكهم ومعارفهم بحيث تتحول من مجرد صورة ذهنية الى نشاط عملي عن طريق المحاكاة والتقليد وعمليات التطبيع الاجتماعي.
وأن الاطفال والمراهقين والشباب يتأثرون بنتائج هذه الثقافة الإعلامية، ومن المحتمل ان تخلق برامج الفضائيات العربية الأضطراب الاجتماعي، وعدم الاستقرار في العلاقات العامة الاجتماعية، وتنمية الفردية والروح الاستهلاكيّة، والهروب من التصدي لواقع الحياة، والاستسلام له، والانبهار بالموديل الأجنبي على حساب الهوية الثقافية، وكذلك تراجع الأنتماء للهوية وازدياد اليأس والاحباط.
ووجدت الدراسة ان القنوات الفضائية العربية،وبالذات الخاصة، بدأت تتسابق علي ارضاء الجمهور العربي، وخاصة الشباب، واجتذابها لهم بأي صورة من خلال المواد الترفيهية التي تتعارض مع التنشئة الاجتماعية العربية ومقوماتها، خاصة في اشاعة النماذج الغربية من البرامج المستنسخة التي تحفل بانواع فنون الاثارة الجسدية والغريزية وبمواصفات قد لا نجدها حتي في القنوات الفضائية الاجنبية فمثلا أصبحنا نرى على الفضائيات الأغنية المصورة أو مايسمى ب(الفيديو كليب) وما يرافقها من مشاهد خلاعية تجعلنا ننسى أننا نتابع أغنية ذات مضمون ومعنى، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل أصبحنا نلمس في مجتمعاتنا العربية التقليد الأعمى لهذا المضمون الهابط فمثلا أصبحت الفتاة تقوم بحركات المغنية الفلانية أو تختار ملابس شبيهة بملابس الفنانة الفلانية وكأنهن أتخذن تلك الفنانات قدوة لهن في كل شيء واشارت الدراسة الى ضرورة الانتباه الي هذه الظاهرة على انها قد تحمل توجهات سياسية وفكرية ملغومة تريد تدمير الواقع العربي وثقافة المجتمع وقيمه.
وخرجت الدراسة بعدد من التوصيات ابرزها ضرورة الاعتراف بان انفجار المعلومات والمنجزات التقنية في زمن العولمة لا يلغي الحقيقة بأن الثورة الحضارية ينبغي استيعابها وتقبلها بوعي حضاري واستيعاب ذكي، بما يجعلنا قادرين علي الاستفادة منها، بمعنى اقتناء المفيد من المعلومات والبرامج وأخذ ما يتناسب مع واقعنا العربي واهمية تعميق وعي الشباب العربي وثقافته وممارسته للديمقراطية وتعويده على التعامل الحضاري مع المعلومة بايجابياتها وسلبياتها، اضافة الي اهمية وضع خطة اعلامية من قبل الدول العربية تاخذ مسارين:
-خطة اعلامية لمواجهة الغزو الاعلامي والثقافي.
-خطة اعلامية لتحصين الشباب.
بمعنى ان مواجهة الغزو لابد ان تستند على خطة تتعلق بالطرق والوسائل الكفيلة للتقليل من طوفان المادة الاعلامية الاجنبية في التلفزيون العربي، ومحاولة منع ظاهرة البرامج الواقعية التي لا ترتبط بقيم المجتمع وثقافته، وتطوير وسائل الاعلام الوطني ومضامينه، كذلك تأتي مسألة الغزو الثقافي للمجتمع الإسلامي من أولى المسائل التي أخذت الحيز الكبير لدى الباحثين نتيجة الأثر الواضح الذي خلفه هذا الغزو في البلادالعربية والإسلامية والذي قامت على نشره وترويجه مؤسسات ومنظمات ومراكز متعددة منها الصهيونية والتبشير والاستعمار والأيديولوجيات المعادية للإسلام كالديموقراطية الليبرالية والشيوعية والقومية والفلسفات الهدامة فنتيجة الصحوة الإسلامية المعاصرة تفاقمت نزعة العداء نحو الإسلام من قبل أعدائه، وبالتالي ازدادت جهودهم لتوسيع المفاهيم الخاطئة عن الإسلام في أذهان الغربيين من جهة، وتصعيد عمليات الغزو الثقافي للعرب من جهة أخرى، والمؤسف أن بعض المفكرين يرفضون مصطلح الغزو الثقافي أو الفكري لأن (الغزو) مصطلح عسكري، ويطالبون بأن نتحدث عن (استيراد) فكري أو إيديولوجي بمعنى التفاعل مع الغرب، ولهذا فإن الحديث عن (الغزو الفكري) في رأيهم يعني الانغلاق على الهوية، وهو ما يجب أن يتحاشاه المسلمون، ولكي نوضح أن ما يحدث هو غزو وليس تبادلاً فكرياً نورد بعض أشكال وأساليب هذا الغزو حيث نجد أن أهم ما يلجأ إليه الغرب في حربه ضد المسلمين والإسلام هو عرضه الخبيث للفارق بين واقع المسلم وواقع المواطن الغربي من جميع النواحي، فهم يصورون الغربي على حالة من الرفاهية والنعيم التي يصعب على المسلم أن يصل اليها، ويصورونه في حالة من الحرية والرخاء وحرية القول والعمل، بينما المسلم مكبوت مضطهد لا يستطيع أن يتصرف أو يتكلم بحرية!!
وبعد أن يرسخ أعداء الإسلام هذه المفاهيم في الأذهان وكأنها أمر واقع لا سبيل إلى تغييره يمضون في بث الشعارات والمفاهيم المغرضة، ولنعترف بأن هذه المفاهيم المغلوطة قد تكونت لدى كثير من الأجيال المعاصرة واستطاعت أن تحدد للدين دوره بمعزل عن الحياة وفي زاوية ضيقة يلخصها شعار- فصل الدين عن الدولة -أو تلغي دوره من الحياة أساسا، فهو لا يرتبط بالواقع من خلال المعاني التي تصنع القوة والحركة والتقدم، بل ينظر إليه باعتباره سبب الضعف والجمود والتأخر كما تدل على ذلك شعارات كاذبة مثل " الدين أفيون الشعوب " و " الدين ضد العلم "....!!
ويمكن أن نعدد أيضا من أساليب الغزو الثقافي المحاولات التالية:
- توظيف السينما والتلفزة، فثمة مئات من الأفلام السينمائية الغربية التي تحاول تشويه صورةالعرب والمسلمين، ويومياً تبث الأقنية الفضائية عشرات المسلسلات التلفزيونية التي تكرس فكرة تخلفهم .
- توظيف الكثير من الكتاب والمؤلفين ليكتبوا ما يشوّه صورة الإسلام بأسلوب خبيث ذكي وليتسرب بذلك السم إلى عقولنا .
- تشجيع الخلافات المذهبية بين المسلمين وتعميقها ثم إبرازها عبر الأقنية الإعلامية على أنها تمثل الإسلام
وفي كتاب المنظور الإسلامي للثقافة والتربية، للمؤلف: د. محمد عبدا لعليم مرسي.
يستعرض الكتاب مفهوم الغزو الثقافي وأثره على المجتمعات العربية واصفاً إياه بأنه أحد أشكال الاستعمار الجديد ويسميه «الصليبية الجديدة» التي تعمل على تنصير العالم ومحاولة فرض التغريب على بعض الأقطارعبر النخب الحاكمة والمثقفين المنبهرين بحضارة الغرب ويشير الكاتب إلى أن بعض الدول العربية تأخذ ماهو سطحي وخالي من المضمون من المادة الإعلامية الغربية وتقدمه للمتلقي العربي رغم تعارضه مع مبادئ الدين الإسلامي.
وقد وصل الغزو الثقافي إلى حد إهمال اللغة العربية في الكليات العملية وبالتحديد الطب والصيدلة والهندس، حيث يجرى التدريس فيها باللغة الإنجليزية. ويقارن المؤلف ذلك بموقف اليابان التي رفضت بإصرار شديد، أي تعديل في لغتها من جانب الأمريكيين عند توقيع معاهدة السلام عام 1950م، ونلاحظ في بعض الدول العربية مسألة شيوع اللهجة العامية في بعض القنوات الفضائية والإذاعات منها إذاعة الجنوب اللبنانية التي تلقي معظم برامجها باللهجة العامية و لكن بالحقيقة ماهي إلا محاولة من إسرائيل التي كانت تسيطر على هذه الإذاعة لتشويه اللغة العربية وإفراغها من محتواها وشيوع العامية وقد وجدت إسرائيل ضالتها في تحقيق ذلك من خلال بعض المفكرين والشعراء اللبنانيين أمثال الشاعر( سعيد عقل) الذي دعا إلى التخلص من قيود الفصحى ونشر العامية على أساس أنها لهجة قريبة من المتلقي وأسهل للفهم، إلا أنه أمر بعيد كل البعد عن الحقيقة فالمشاهد أو المستمع الذي يفهم لهجة بلده مثلا ليس بالضرورة يستطيع فهم اللهجات الأخرى وبالتالي تكون الفصحى أكثر فهما لجميع الأقطار العربية .
وللغزو الثقافي جوانب تشمل تقلص حجم العلوم الشرعية ومقررات الهوية الإسلامية في المدارس والجامعات العربية والتوسع في إقامة المدارس الأجنبية النصرانية في بلاد المسلمين، وهنا تأتي أهمية الثقافة في أنها تعمل على تماسك البناء الاجتماعي داخل المجتمع، وتحقيق الطمأنينة للفرد وإشباع حاجته للأمن، وتحفظ للمجتمع تراثه القديم، وما نراه من غزو ثقافي أمريكي تجاه المنطقة في صور التعاون المشترك في مجال البحث العلمي والبحوث المشتركة والذي بدأ يتزايد مع بداية القرن العشرين.
ففي إيران أنشئت 108 مدرسة غربية، وفى تركيا 450 مدرسة، وفى سوريا 95 مدرسة، وفى مصر 200 مدرسة..خير دليل على ذلك غير أن الفترة التالية للحرب العالمية الثانية كانت هي الأخطر؛ حيث برزت برامج تعليمية ناجحة وهادفة، مثل مشروع فولبرايت للتبادل التعليمي عام 1949، ثم مشروع فرانكلين عام 1952، والذي وزع في سنواته العشر الأولى 30 مليون كتاب أمريكي في سعيه لهيمنة الثقافة الأمريكية على الثقافة العربية وجعل القارئ العربي في موضع مقارنة بين الثقافة الأمريكية التي تروجها هذه الكتب والثقافة العربية التي تصفها بالتخلف والبعد عن الواقع، وعلى مدى خمسة وثمانين عاماً، ظلت الجامعة الأمريكية في مصر تدافع علناً عن النظم الاجتماعية الغربية ، وأستحدثت الجامعة قسم الدراسات الممتدة الذي افتتح في عام 1924م للإسهام في فحص المجتمع المصري، وجمع أكبر قدر من المعلومات عنه وبناء تصور لمشكلاته، ومن أهدافه التأثير في الخلفية الاجتماعية لطلاب الجامعة الشرقيين، وفي الأقطار المسلمة (عادات وتقاليد اجتماعية) التي تمثل أكبر عائق أمام تغريب الطلاب، والتأثير في طلاب الجامعة الذين سيناط بهم قيادة المجتمع في المستقبل.
كذلك كلية التربية (1926م) التي تهدف إلى التأثير في التعليم المصري وفي البلاد المجاورة من خلال نقل طرق التعليم الحديث إلى مصر، وكانت الكلية تسعى لتحقيق أهداف الجامعة من خلال تأكيد المنظومة التربوية الغربية عموماً والأمريكية على وجه الخصوص، وقد أصدرت الكلية صحيفة التربية الحديثة والتي كانت من أكبر المؤثرات الثقافية في مصر علاقة الجامعة الأمريكية بالمخابرات المركزية الأمريكية هي علاقة إرسال تقارير عن الأوضاع في القاهرة، واستقبال تعليمات موجهة طبقاً للخطة الموضوعة، فيطلب من الدارسين والطلاب المصريين أثناء تدريس بعض المواد كأبحاث ضمن المناهج التعليمية وهذه الأبحاث تدور حول:
- الأنشطة الطلابية في الجامعات المصرية وبيانات الاتحادات الطلابية وحجم التيار الإسلامي في الجامعات.
- عدد ونشاط الجماعات الإسلامية مع التركيزعلى جماعتي الإخوان المسلمين والجهاد وأعداد المسلمين الذين يقومون بصلاة الفجر في مناطق معينة.
- بحث ظاهرة انتشار الحجاب على جميع المستويات وخاصة في الجامعة وأسباب انتشار هذه الظاهرة.
كما أن معظم القائمين على تدريس التاريخ الإسلامي هم أساتذة مسيحيين أجانب، ويقومون أيضاً بتدريس تاريخ الشرق الأوسط والحركات الإسلامية المعاصرة، حتى المدرسات المسلمات يتم تصعيد المعاديات للإسلام منهن لهذا القسم ومنهن هدى لطفي مدرسة التاريخ الإسلامي، والتي تشكك في القرآن وترفض الحديث من منظورها المعادي للإسلام إضافة إلى الندوات التثقيفية التي تديرها الجامعة لكبار العلمانيين في مصر تدور مثلاً حول تفشي ظاهرة الحجاب كأنها مرض سببه الفقر، أما المتحدثات عن حقوق المرأة فهن أمينة السعيد أو نوال السعداوي أو هدى بدران وما شابه ذلك من شخصيات نسائية منفلتة.. إلى جانب سلسلة الندوات التي كانت عن الصراع العربي الصهيوني،.وغيره من الأمور التي نجحت في ترسيخ ما تريده من أفكار في عقول الطلبة ففى دراسة عن الهوية العربية الإسلامية ودور المؤسسة التعليمية في تشكيلها قام بها د. "أحمد ثابت" أستاذ العلوم السياسية جاءت نتائج عينة الجامعة الأمريكية كما يلي:
71.5% من طلاب الجامعة الأمريكية لا يعرفون لون العلم المصري أو ترتيب ألوانه.
38.5% يرون أن ارتداء الحجاب يعد مظهراً للتخلف ومؤشراً لسلوك الفقراء.
27.5% على شوق جارف للحصول على الجنسية الأمريكية، 19.5 % يرون في تبادل القبلات بين الطلبة والطالبات مسألة حضارية ولا تتنافى مع التقاليد المصرية.
75% يرون أن الوجود الأوروبي الاستعماري في مصر كان تعاوناً وتنويراً ولم يكن استعماراً، وأن مشاكل المجتمع المصري عندهم هي في قلة أماكن اللهو، وضوضاء أماكن العبادة، وعدم وجود أماكن لانتظار السيارات، وسوء فهم المجتمع للاختلاط بين الجنسين وحتى اللهو في هذه المدارس يتميز بالانحلال الأخلاقي، حيث تقام حفلات مختلطة مستمرة على أنغام الديسكو، وتعرض تمثيليات قصصية مترجمة منها ما هو عن المسيح وغيره من الأفكار الغربية المنحلة، وذلك في مناسبات الكريسماس وغيرها من الاحتفالات التي حلت مكان الإحتفالات الدينية كعيد السنة الهجرية وعيد المولد النبوي.
دور المؤسسات التربوية في مكافحة الغزو الثقافي، ويتلخص هذا الدور في الآتي:
- قيام علماء التربية بكشف أهداف المدارس الأجنبية المقامة في البلدان الإسلامية، وتفنيد مناهجها ومقرراتها الدراسية ونشاطاتها وتوضيح مخاطرها على الأمة، واقتراح مناهج ومقررات بديلة، ودراسة آثار خريجي هذه المدارس على المجتمعات المحلية التي ينتمون إليها ويعملون في مؤسساتها.
- أن تعرض البرامج والمواد الإعلامية المستوردة من الخارج على لجان متخصصة من أساتذة التربية والإعلام، لكي يبدوا رأيهم فيها قبل أن تقدم للمجتمع.
- إعداد كوادر للعمل الإعلامي وذلك في مرحلة التعليم الجامعي، مع عدم إغفال البعد التربوي في هذه العملية، ويقتضي ذلك أن يشارك أساتذة التربية في وضع الخطط الدراسية لكليات الإعلام..
- قيام الدعاة وخطباء المساجد بتبصير الناس بمخاطر الغزو الثقافي وأساليب عمل مؤسسات هذا الغزو ، وأن تعتمد الخطب على البيانات والمعلومات الموثوقة..
ومن هنا نرى أن الإعلام والغزو الثقافي الأجنبي أصبح يشكل أكبر تهديد للثقافة العربية والإسلامية، لأنه يكون كوادر موالية للحضارة الغربية، وبالتالي إزالة أي أثر لثقافة الشعوب وحضارتها وهو ماتسعى بكل ما أوتيت به لإكمال سيطرتها على العالم.
. الهوامش :
1- عبد الرحمن حمادي - صورة المسلمين في السينما العالمية - مجلة البيان - العدد171- الكويت - 1997 .
2- سليم علي جواد - نحن والآخر - مجلة الراية - العدد 203 - بيروت - 1988 .
التعليقات (0)