كيمبرلي داون نيومان
ترجمة إبراهيم قعدوني
مسحة ماكرة على اليدّ، ابتسامة جذّابة، نظرة مفعمة بالغواية....
ما إن يبلغ المرء عتبة النصف قرن من العمر حتى يصبح عارفاً لكافة الحيل الغزلية التقليدية، على أنّه من المهم جداً لمن بلغوا هذه السنّ أن يدركوا بأن حيلهم التي استخدموها في العشرينات ( مثل مداعبة خصلة شعر) قد لا تأتي بنفس المفعول في أيامهم هذه.
ثمّة أصول للغزل الخمسيني الناجح
إليك هذه القواعد المستخلصة من خبرات جهابذة الغزل والتي قد تساعدك في اكتساب المعرفة التي تمكنك من أن تحظى بالانتباه الذي تتوق إليه وتجعلك تبدو في سنٍّ مناسبة دوماً.
• القاعدةالأولى: الإلماح بدلاً من الإفصاح
يمكن القول إنَّ الزّائد كالنّاقص حين يتعلق الأمر بالغزل ونحن في الخمسين، فقد ولّت أيام الدوافع الصريحة والإلماحات الجنسية المباشرة. “ لا فائدة كبيرة ترتجى من تقصير التنورة في هذا السن” تقول سوزان روبن في كتابها المعنون “كيف تجذب اهتمام أياً كان في أي زمان ومكان” و في معرض حديثها عن أفضل أسلوب للغزل تضيف سوزان : “ يتكرر الأمر في النزوع لارتداء الملابس الشفيفة أو تلك الضيقة جداً أو ما ينحو نحو ذلك من الإشارات الجنسية الجليَّة ،، ما يعني أيها السادة أنَ نكاتكم وتورياتكم الجنسية لن تفيد في الأمر كثيراً، و في الحد الأدنى سيبدو المرء سخيفاً بدلاً من استحواذه على انتباه الشريك.
عليكم بالإشارة فهي الرهان الأفضل ؟!
على سبيل المثال تقترح سوزان رابين بأنه بدلاً من التباهي السافر بفتحة الصدر الواطئة، يمكن للمـرأة أن تكون أكثر ذكاءً بأن تعلّق قلادةً أطول من المعتاد بحيث تستقر بين نهديها حيث تقول سوزان: “ سيكون لها أن تجذب انتباه الرجل لصدرها، ما يمكن اعتباره مثار بهجة للرجل البصري النموذجي . لكنها تفعل ذلك دون الحاجة لتوجيه رسالة صارخة مفادها: “ أنظر إلى صدري” .
جوهر المسألة أنه بإمكانكِ أن تحافظي على جاذبيتك بعد الخمسين ولكن دون أن تجعلي نفسك تبدين كمن تشقى لإظهار هذه الجاذبية.
أمّا الرّجال فبإمكانهم التوقف عن سرد نكاتهم وإيحاءاتهم والتصرف باحترام وشهامة؛ “ تبدين رائعة هذه الليلة “ تأكد بأن توددك سيتكفل بتوصيل الرسالة التي ترغب بها دون الحاجة إلى إلماحات مبتذلة.
• القاعدة الثانية: استثمر الإتيكيت الرسمي لمصلحتك
يمكن للسلوك الجيد في هذه المرحلة من العمر أن يفي بالغرض ليكون أحد أشكال المغازلة الذكية دون أن يقع في مطبّ الابتذال، مثلاً بإمكان أي رجل في خمسيناتِه أَنْ يلفّ ذراعه حول امرأة، يَجذب كرسيها نحوه قليلاً، أَويبادر بدفع الحساب، كما بإمكان أي امرأة في هذا السن تقبُّل هذه البوادر وبإمكانها أيضاً أن تبادر على طريقتها متأبّطةً ذراع رجلها بينما يهمّان بالسير.
وباعتبار أن كلاكما قد نشأ في زمن تغلب عليه المسحة التقليدية فإن الأمر سيكون أكثر متعة وقريباً من أسلوب الأيام الخوالي.
• القاعدة الثالثة: عليك بالصدق في التعامل
إحذر العبارات الجاهزة فإنها عديمة النفع، فغالباً ما يترتب على استخدام العبارات النمطية الجاهزة لإغواء أحدهم/ إحداهنّ في هذه المرحلة من العمر نتائج سلبية وهدّامة.
إنّ عبارة من قبيل “ أخشى أّنك متعب/ة من الركض في مخيّلتي “ “نادراً ما تؤتي أُكُلََها ونحن على مشارف الخمسينات من العمر” تقول رابين التي تقترح اصطحاب دعامة للحديث ( كتاب ) على سبيل المثال أو الإستهلال بالتعليق على ما يرتديه الطرف الآخر وذلك كفاتحة للحديث.
يقول عرّاب التودّدْ ديفيد ويغانت، مؤلف كتاب “ تحدث إلى الغرباء أنَّى شئت”:” لاشك بأنك في غاية الأمان وأنت في هذا السنّ مع الشخص الذي ترغب به دون حاجتك لفاتحة حديث سحرية، خذ بما هو أبسط دوماً لا تحتاج لأكثر من نظرة طافحة بالاهتمام مشفوعة بالتحية، ثم انتظر أن يجري الحديث، ما إن يحدث ذلك، سيكون بإمكانك دعوة الشريك لفنجان قهوة”
• القاعدة الرابعة : عليك أن تأخذ بـ “النظرة “و” الابتسامة”
لا بد من أن نأتي على ذكر النظرة الخاطفة حين نتحدث عن صقل موهبة المغازلة لديك، إنّ النظرة الصحيحة والخاطفة، تلك المصحوبة بابتسامة عريضة لها وقع مؤثر في مجمل الأمر، ناهيك عن كونها تصلح لكافة الأعمار، إن أكثر ما يهم هنا هو التناغم بين النظرة والابتسامة، فلتحرص على ذلك.
عليك أن تستدرج عيني الشخص الذي ترغب بأن ترسم له شركاً ولا يفوتك أن تنظر في عينيه لمدة لا تتجاوز الخمس ثواني، سيكون ذلك كفيلاً بإرتجال التحية المرفقة بتلويحة “ مرحباً .. أراك هنا “
عليك معاودة النظر باتجاه الأرض و انتظر ثانيتين قبل أن تنظر للأعلى ولكن مع ابتسامة عريضة هذه المرة بينما تقبض على نظرة هدفك ( يمكنك المضي أبعد من ذلك بتكرار الإمالة الطفيفة في العنق بينما تحدّق في عينيّ هدفك).
مرة أخرى حاول النظر إلى هدفك و لا بأس من تكرار العملية في حال شعرت بضرورتها، إن من شأن ذلك أن يعطي إشارة قوية للشخص الذي تريده بالقدوم إليك بالتأكيد في حال وجدت لديه الرغبة كما تقول رابين.
• القاعدة الخامسة : استخدم إيحاء جسدك ببراءة
إن انتقاءك للغة جسدك في التعبير عن رسالة مضمونها “ اقترب منّي “ يفيد بلا شك في حرق مراحل طويلة في تحضير المشهد.
تتضمن الإيحاءات الجسدية المفيدة بهذا الصدد أن يداعب المرء خصلات شعره بهدوء ولطف أو أن يميل الرأس بخفة نحو اليمين أو اليسار مع الانتباه لضرورة أن يظل الجسم مشدوداً للأمام ، كما أنّ تدوير كأس الشراب باليد قد يكون من إحدى أكثر الحركات جذباً وحذاقةً ناهيك عن أهمية محاكاة التعبير الجسدي للشخص المرغوب ، فبحسب رابيبن إن “ المحاكاة هي أبلغ أساليب التودّد” حيث تستشهد بدراسات الجاذبية الحيوية لإثبات فكرتها حول أهمية المحاكاة في العلاقة بين الجنسين، “ لا بأس من أن تصالب ركبتيك في حال صالبت ركبتيها، كما يمكن لكل من الطرفين أن يتكئ بطريقة مشابهة للطرف المقابل، ودون أن يشعر المرء سيجد نفسه في رقصة لا شعورية دونما حاجة لللحركة أو لسماع إيقاع، سيكون بإمكانك أن تسمع خطوات كل منكما، تقول راببن” .
• القاعدة السادسة: لتكن لديك الشهية للتحدث إلى الآخرين دوماً
توجّه دوماً إلى حلقة الدردشة “ لأنك ببساطة تعتبر صاحب خبرة بالنظر إلى سنّك “ على حد تعبير سوزان رابين التي تسرد بعض المهارات التي يتمتع بها من هم في الخمسين من العمر مثل الإصغاء بمهارة بالإضافة إلى مهارة التحدث إلى الآخرين في أماكن التسوّق أو في طوابير مقاهي الخدمة السريعة وهنا تقترح تطبيق خطة التدخل السريع في هذه الأماكن ما إن تلوح فرصة ملائمة للتودّد حيث يمكن الركون إلى أسئلة مفتوحة الإجابات مثل سؤال الطرف المقابل فيما لو شاهد فيلماً سينمائياً ( يكون السؤال موجّهاً ولغاية ما ) أو الإدلاء بتنويه يتعلق بالمكان مثل : “ لا أعرف إن كانت هذه اللوحة تبدو مناسبة كخلفية لهذا المطعم “ وفيما لو سنحت الفرصة فإن إضافة إطراء من قبيل “ يا له من حذاء جميل “ قد يخدم المسألة فيما لو تمت مراعاة العفوية في ذلك.
• القاعدة السابعة: انتبه لأهمية الدلالات الشخصية التي تتلقاها من الطرف الآخر
في العموم يمكن القول بأن الناس يتواصلون عبر إشارات مرئية ومسموعة، وبحسب رابين فإنه من بالغ الأهمية الانتباه إلى ما يفضله الطرف المقابل من هذه الإشارات أو ما يميل للانجذاب نحوه. على سبيل المثال يمكن تصنيف البشر الذين يكررون عبارات من قبيل “ إنني أرى أنَّ “ على أنهم أناسٌ يميلون إلى تبنّي النموذج البصري في التواصل بينما يفضّل أولئك الذين يستخدمون تعابير مثل “ لقد سمعت “ أو “ أصغِ إليّ “ بشكل متكرر إلى كونهم يفضّلون الأسلوب السماعي في التواصل أي أنهم يفضلون الإصغاء على المشاهدة أو الملاحظة لحركة الطرف المقابل.
النمط الآخر من الناس هم أولئك الذين يحرصون على استخدام تعابير حسيّة مثل “ أشعر بأنّ “ ويمكن تصنيفهم بالحسيّين.
خلاصة القول: إنّ النجاح في فرز الطرف المقابل و تصنيفه ضمن هذه النماذج التي ذكرناها يخدم موضوعة التواصل ويعتبر بمثابة كنز في هذا السياق، فلو تبيّن أن الشريك المقابل هو شخص بصريّ يمكن بسهولة التركيز على النظر عيناً بعين وعكس أسلوبه في الحديث ( محاكاته و تبنّيه )، والنتيجة المتوقعة لذلك هي شعورنا بالاستحواذ على انتباه الطرف المقابل دون أن نعرف لماذا بالضبط وهنا تكمن لذة هذه اللعبة.
• القاعدة الثامنة: اكتشف اللمسة الخاطفة أو “ما يشبه اللّمس”
يصبح الناس في الخمسينات من العمر أقل ميلاً إلى التعبير عن العواطف بشكل صريح وقد قيل بأنّ للَّمسة نتائجها السحرية شريطة أن تجعلها تأتي وكأنها عرَضيّة، أمَّا ( للنساء بشكل خاص ) “حاولي تعديل ربطة عنقه أو أزيلي خيطاً عالقاً بجاكيته بمنتهى اللطف ولا مانع حتى من أن ترخي رأسك على كتفه بينما تحضران عرضاً سينمائياً “ تضيف رابين.
بإمكان الرجل أن يلامس ذراع امرأة بخفة حاذقة بينما يعبران الشّارع، إنّ لهذه اللمسات الناعمة والمدغدغة مردوداً طيباً يتعدّى ما قد نحصل عليه بالتعاطي الجسدي المباشر والذي قد يبدو غير محبّب في البداية.
• القاعدة التاسعة: تذكّر أن المغازلة قد تتحول إلى ضرب من ضروب المرح!
إن أجمل مافي الغزل في سن الخمسين هو أنه بإمكانك أن تغازل لمجرد المغازلة! “ يمكنني تعريف المغازلة في هذه السن بأنها ممارسة الإغواء دونما نيّة حقيقية لذلك”. “تقُولُ رابين: “ لايكون الناس في هذه السن بحاجة ماسّة للحصول على شريك بقصد الجنس أو الزواج أو الإنجاب، إن اللعبة هنا غالباً ما تبحث عن نهاية مختلفة حيث يُكتَفَى منها بمتعة أن يختبر الناس فطنتهم ويمارسوا غوايتهم وألاعيبهم الذكية، وإنّه من اللّطيف دوماً أَنْ نحرص على تقديم عروض غزلية مدهشة ولائقة، حيث أنَّ “ الغزل طريقة رائعة لتذكير المرء بأنه ما يزال قادر على الحصول على الحب “ تقول رابين.
____________________________________________________________________________
كيمبيرلي داون نيومان: كاتبة مستقلة مقيمة في نيويورك، ظهرت أعمالها في منشورات عالمية مثل ماري كلير وريد بوك وغالباً ما تنشر في و www.happenmag.com
التعليقات (0)