الغردقة بين البيكيني والبوركيني ..
هل يجتمع الضدان علي أرض واحدة ..؟
هل البوركيني نزل إلى الساحة متحديا كل أحجام البيكيني وألوانه ..؟
أم هل حدث التآخي بين أهل البوركيني وأهل البيكيني كما يحدث تآخي بين المدن ..؟
عائد لتوي من الإجازة الصيفية في مدينة الغردقه مُهجه البحر الأحمر وقلبه النابض .. عده سنوات لم أزر خلالها الغردقه ولكن هالني ما رأيت فيها من إتساع عمراني كبير وما صاحبه من إختلاف في نوعيات السياح الوافدين الي المدينه ..
فمن قبل كانت الغردقه حكرا علي السائح الأجنبي بنسبه لا تقل عن 90% أما الآن فقد تبدلت الصوره أعداد المصريين تضاعفت كثيرا بالإضافه الي السائح العربي بدءا من العراق شمالا وحتي اليمن جنوبا وتكتظ المدينه بسيارات الدفع الرباعي التي جائوا بها من ميناء سفاجه القريب ..
وسوف أرسم لكم عده لوحات شاهدتها بعيني في الغردقه ..
اللوحه الأولي :-
الرحله البحريه الي جزيره الجفتون الجميله حيث وصل القارب الذي كنت علي متنه في طليعه المراكب والتي لم أكن أتخيل أن تصل الي هذا العدد الكبير .. وبمجرد وصولنا إفترشنا الرمال إستعدادا للسباحه في المياه الجميله الصافيه وتوافد وصول المراكب تباعا ..
وصل مركب يحمل رجال ونساء من "الفرنجه" شبه عراه الا من ورقه توت تستر بيت العفه .. فشعرنا بأن هناك غزو للجزيره من بيكيني الفرنجه إستشعرنا أثناءه بمدي ضعف النفس البشريه وعدم قدرتها عن التحكم في العيون التي جحظت من تتبع الموجات الهادره من الأجساد المتناسقه العاريه أثناء وثبهن وثبات الواثقات الهادرات وكل منهن تحتل حيزا من الجزيره ..
وفجأه وعلي حين غره جاء المدد العربي .. دفعه من القوارب تحمل مصريات وعربيات وثبن الي الشاطئ يحملن بين جنوبهن العزه والإباء والشمم فيهن من ترتدي النقاب وفيهن من ترتدي البوركيني وهو "لباس البحر الشرعي" وهو يشبه ملابس الغطس الي حد كبير وفيهن من ترتدي الحجاب وفيهن أيضا الكاسيات العاريات مما دفعنا دفعا لتذكر غض البصر فاغضضنا أبصارنا .. فقط عن إخواتنا العربيات ..
واللائي كان من خلفهن بعولتهن من الرجال المصريين والعرب الأشماء ما بين ملتحي ونصف ملتحي وحتي حليق الذقن وسيماهم علي وجوههم من إثر السجود ..
وما هي الا دقائق معدوده حتي إختلط الحابل بالنابل .. ظننت وبعض الظن إثم ان الآزفه قد أزفت .. تخيلت صوت التكبير ثم صليل السيوف وهي تنسل من أغمادها .. تخيلت أيضا تلك السيوف وهي تعمل في رقاب الفرنجه الغزاه والشقراوات الجميلات وقلت في نفسي لماذا لا نغنمهن ويصرن ملك لأيماننا ونحن كثره كالسيل وكلنا داكني البشره وهن الشقراوات ..
ولكن فتحت عيني وتلفت الي الميمنه والي الميسره فلم أجد سيوفا ولا هم يحزنون ولم أجد حصارا للفرنجه ولكن وجدت بانوراما رائعه لم تشهدها البشريه من قبل ..
تآخي وحسن جوار بين الجميع لا فرق بين عربي وأعجمي ولا حتي بالتقوي .. فالنساء سابحات عائمات لا تفصل بينهن مسافات ولا تفرقهن حدود بالرغم من عدم تفهم أي منهن للغه الأخري هذه تسبح بالبكيني وتلك سابحه بالبوركيني وثالثه سابحه بكامل ملابسها وحجابها ورابعه سابحه كاسيه عاريه وخامسه سابحه بنقابها ..
أما الأطفال فالطفل المؤمن يلهو بجوار الطفل الكافر وبين الفينه والفينه يلفت أنظارهم إختلاف لون العيون والبشره ولكن الطفوله التي لا دين لها تغلب عليهم جميعا ..
أما الرجال فشكلوا معا ملحمه فرجال العرب تغلبوا علي رجال الفرنجه بكروشهم البارزه وأجسامهم التي تفتقر الي التناسق وعدم مقدرتهم علي السباحه برشاقه كما يفعل الفرنجه ولكن تميزوا بالفحوله الباديه من شواربهم التي تقف عليها صقور قريش ونسورها ..
بانوراما يحار المرء حيالها أردت تصنيف الغردقه .. هل هي دار إيمان أم دار كفر ..؟
فالمؤمن يسبح بجوار الكافر بلا غضاضه ولا تكليف والمنقبه تفترش الرمال بجوار العاريه ..
كم رائعه أنتي يا غردقه جمعتي كل أطياف البشر علي رمالك وغسلت مياهك كل غضاضه في النفوس ولم أجد أحدا يتلو دعاء ركوب البحر أو دعاء العوم في البحر لا عرب ولا فرنجه ..
فما رأيكم في هذه اللوحه ..؟؟؟؟
الي اللقاء التالي في اللوحه الثانيه …
مجدي المصري
التعليقات (0)