مواضيع اليوم

الغرب وربيع العرب

mos sam

2011-07-28 22:59:35

0


                                    
نحن في العالم العربي عرفنا إستعمار الدول الأوربية وخاصة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا  وأخيرا الأستعمار المقنع الأمريكي .لقد إستعمرتنا الدول الغربية الأوربية وأحتلت بلداننا بعد ضعف الأمبرطورية العثمانية وزوالها النهائي بعد الحرب العالمية الأولى . وقد قاسينا ويلات الأستعمارالغربي كما قاسى بقية العالم الثالت رغم قصر فترة إستعمار الغرب للمنطقة العربية . كان الأستعمار الغربي فضا كريها عدواني النيات والاعمال , حول أراضينا الزراعية ومناجمنا المعدنية ومنطقتنا الأستراتيجية كما حصل مع  باقي دول العالم الثالت في أفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتنية لخدمة الصناعة الغربية  وتعمير وبناء أوربا . وجعلنا عبيدا بأدنى الأجور وبالسخرة . وبأنتهاء الحرب العالمية  الثانية وسيطرة الولايات المتحدة على العالم الغربي وتطبيق مبادئ الرئيس الأمريكي ويلسون بحق تقرير المصير وبعد الحرب العالمية الثانية وصدور ميثاق الأمم المتحدة وإعلان حقوق الأنسان إضطرت الدول الغربية إلى إعطاء الأستقلال  للدول العربية . وشجعت الحكام التقليديين على التمسك بالحكم وأنشأت حكومات في الدول العربية التي إستقلت ظاهرها ديمقراطي غربي وباطنها طبقي وقبلي , وعروشا موالية لها لتستمر في سياتها الأستعمارية الرامية إلى إستغلال موارد المنطقة ووضعها الجغرافي الأستراتيجي في قلب العالم وممراته البحرية والجوية  . ولكن تململ الشعوب العربية ضد تدخل الأستعمار الغربي في شئون الحكم , وعدم رضاها بالأنظمة التي تولت الأمور بعد الأستعمار الغربي , وإحتلال القضية الفلسطنية صدارة الأحداث في المنطقة , وفشل الأنظمة التقليدية في حماية حقوق  الشعب الفلسطيني شجع ضباط الجيوش العربية على الأنقلاب على الحكام بدعم الشعوب العربية الغاضبة على حكامها . وكما يقول المثل الليبي( يا هارب من الغوله طحت في سلال القلوب ).  وقد إستطاع الحكام العسكر التخلص من الوجود العسكري الأجنبي للأنفراد بالسلطة , والأستفادة من إنقسام العالم إلى معسكرين أثناء الحرب الباردة  وتنافسهما على الحصول على نفوذ ومصالح في الدول العربية وصداقة حكامها العسكر دون الأهتمام بحرية الشعوب العربية وحقوقها ورفاهيتها .وبدلا من أن يستغل الحكام العسكر الذين جاءوا للحكم على أكتاف الشعب موارد المنطقة وإستراجيتها وعلاقاتهم مع الدول الصناعية في صالح تنمية المواطن العربي ورفاهيته وحريته إنقلبوا إلى حكام دكتاتوريين سخروا كل موارد بلادهم وإمكانياتها لخدمة أغراضهم الشخصية وعائلاتهم وعصاباتهم التي سلحوها لقمع الشعب وحرمانه من أن يعيش حياة كريمة كغيره من الشعوب .  ولم يحرك هذا الوضع المأساوي للشعوب العربية ضمير وأهتمام الدول الغربية بل عملت هذه الدول على تقوية التعاون مع هؤلاء الحكام الدكتاتوريين ومكنوهم من إحكاك السيطرة على شعوبهم بتزريدهم بأحدث الأسلحة ومعدات تعذيب المواطنين وخاصة بعد إعلان الحرب على الأرهاب  . وفجأء تفاجأ الغرب بالثورة التونسية وهروب بن علي  والثورة المصرية ورحيل مبارك . لقد كان المسئولون الغربيين مترددين في أول أيام الثورتين المصرية والتونسية وفكروا في نصرة بن علي ومبارك ولكن الحسم السريع للثوار في مصر وتونس فرض على الحكومات الغربية التجاوب مع مطالب الثوار .  وجاءت الثورة الليبية فهبت الدول الغربية من أول إنطلاقها  لتأييدها بل قامت بمساعدة الثوار بالتدخل العسكري . وكذلك أعلنت تضامنها مع شعوب اليمن وسوريا والبحرين . وهذا تغيير في السياسة الغربية 180 درجة .  وهذه السياسة لم تكن مؤقتة من أجل إمتصاص الغضب الغربي كما كنا نتوقع بل أصبحت سياسة رسمية للدول الغربية  في دعمها للشعوب العربية  وتتخوف الدول الغربية اليوم من فشل ربيع العرب كما أطلقت على الثورات العربية .فقد أورت جريدة التايمس اللندنية اليوم 28 يوليو مخاوف المستر هيج وزير خارجية بريطانيا (بان المكاسب الديمقراطية لربيع العرب تتعرض اليوم لمخاطر الصراع الطائفي والكفاح الأقتصادي والثورة المضادة  .فالثورة الشابة التي إنبعتت من قوى الشعب في العالم العربي قد تتعرض للضعف وتعجز عن التعامل مع المشاكل وجدورها العميقة التي تواجهها . ويتوقع المستر هيج حدوث مشاكل قد يصعب علاجها في الوطن العربي وعبر بالخصوص عن قلقه على مصر . وطالب الزعماء الأوربيين للمساعدة الاقتصادية  للتأكد بأن صراع  القوى في القاهرة لن  يؤدي إلى  فشل الربيع العربي المصري الحيوي لكل المنطقة ....) الخ . هذا ولا شك تغيير هام وشامل في السياسة الغربية نحو الشعوب العربية وبدافع نبيل لا غبار عليه وهو مناصرة الشعوب وحرياتها بدلا من التعاون مع الحكام الدكتاتوريين الذين قدموا للدول الغربية كل شئ للحفاظ على صداقتها وتاييدها.  فبن علي كان عميلا للمخابرات الأمريكية ومبارك ينفذ السياسة الأمريكية في المنطقة وحماية إسرائيل على حساب حقوق الفلسطنيين  . والقذافي قدم لامريكا والغرب كل شئ النفط وعقود الامتياز وإنشاء المصانع والمواني والعمارات والأستتمارات والأمتيازات وسمح لأمريكا بأنشاء القواعد العسكرية في بلاده وإستغلال الأجواء الليبية.  وتنازل عن كل أسلحته الأستراتيجية الذرية والغازات السامة . وتعهد بحماية أوربا من المهاجرين الأفريقيين . وماذا يريد الغرب أكثر من ذلك ؟. إنه درس للحكام العرب في المستقبل بأن ضمان البقاء في الحكم لا يتم بالتحالف مع القوى الخارجية بل مع الشعب الذي يحكمون بأسمه وبه ومن أجله . بشير إبراهيم    <http://bashiribrahim.elaphblog.com>  
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !