في لحظة من لحظات هذه الدنيا الفانية وفي يوم من ايام أعمارنا القصيرة وحياتنا الزائلة قد يشعر الأنسان بغربة خانقة في افاق هذه الدنيا المترامية الأطراف حينما يتعرض لموقف من المواقف التي يكون أحوج فيها إلى وقفة الأخ والصديق لكنه لم يجد منهم إلا القليل القليل..
ما أكثر الأصدقاء الذين يتعرف عليهم المرء في هذه الدنيا ويتعاشر معهم ويكون بينهم عقد مشترك ألا وهو عقد الأكل والشرب في إناء واحد أوقل (الزاد والملح). وهذا العقد ليس من السهل خيانته أو عدم الأعتراف به. وعندما يمر هذا الأنسان بنكبة أو يتعرض لجرح من جروح الزمن القاسي لم يجد من احبته غير اللوم والهجران وما اصعبهما على عزيز قوم ذل..
ينادي ألا من مساعد ٍ يساعدني في محنتي ويضمد جرحي النازف فلم يجد سامعاً له وكأن الناس من حوله صم بكم لايتكلمون..فيعيش بجرحه النازف يكابد دموعه غريب في دنياه وتصبح هذه الدنيا الرحبة عنده كفضاء الخاتم في الأصبع لايجد له معينا في محنته إلا الله الكريم جل جلاله..ويتجسد له قول مولى الموحدين الأمام علي عليه السلام حينما قال:
ماأكثر الأخوان حين تعدهم................................لكنهم فب النائبات قليل
في هذه الدنيا الدنية والرخيصة التي هي أدنى العوالم في الوجود يفقد الأنسان أحبته وأعزاؤه واحداً تلو الأخر حتى يأتيه الدور لم تبق منهم إلا الذكريات الجميلة والكلمات الحلوة ..
ترى متى أم كيف يراهم؟؟
أما في هذه الدنيا فلا والف لا هيهات ذلك أن يتحقق بل قد يراهم في الأحلام لان الأرواح تلتقي بعضها ببعض في عالم الأرواح فحينما ينام الأنسان فأن روحه تخرج من جسده وتلتقي مع ارواح أحبته من الأحياء وألآموات ثم أذا أراد هذا ألأنسان أن يستيقظ رجعت روحه إلى بدنه أما باقي الأرواح فأنها سترجع إلى عالم الذر (عالم الأرواح )وهذا العالم لا يعلم بكنهه إلا الله تعالى.. وبعد أن يستوفِ الأنسان أيام عمره يصبح من سكان ذلك العالم الأزلي لياتي ويزور أهله كما في الرواية كل ليلة جمعة... فهل من متعظ؟؟؟؟
التعليقات (0)