الغربـــــــــــــــــــــــاء - 1 -
إلى روح ناجي العلي
البشير عبيد
وحدك الآن تمسك فوضاك
و فتيان الحي العتيق هنا
على خاصرة الدهشة قابعون
يدخنون السجائر
و يستلذون بقتل أحلامهم على ضفاف
الصمت
كأني بأحفادهم لا يعرفون الهوان
أتهرب عن يدك عنقود السقوط؟
حين ارتوى الطقس بماء الانتباه
و الفتاة التي خفية غازلتك
تمتد جسرا لعبور الظلال
و الفتى المسكون بالصحوة الهادئة
يستضيء بشمع الكلام الأنيق
يكتب شهادته الأخيرة
و يحتسي قهوته على عشب المدى
هل يمنحني ضلعه المستميت
لأشهر صمتي في وجوه الذين لم يعلنوا عشقهم
لصدى الأغنيات
هل بإمكان الفتى أن يكحل عيون النساء؟
قبل الغروب ..
حيث تلامس ضحكتي الهازئه
ورق العنب
و يجيء الولد مجهشا بالأرق
فتيان الضواحي جاؤوا هذا الصباح
ذاهلين لمرأى انكسار العواصم
و الجسد المهشم في جهة ما......
يومئ الجنين القابع في خلاياي :
صبايا الحي ارتحلن
و لم تبق غير بيروت تمعن النظر في وجوه
الآتين من هناك ...
ليس الحرير على مقاس الجسد
و لا أثر لأقدام الفاتحين
على أرض " الخليل"
و هذا الطريق الطويل يسلكه الأولاد
مثلما سلكته الشاحنات
دفاعا عن الموت المغاير
وحده دائما يفاجئهم بالكبرياء
و كان اندهاش الورد ممزقا بين الضلوع
و خلف خيوط النهوض
اعتلى الهمس زوايا الأمكنة
- أين أصدقاء الطفوله؟
- ذهبوا إلى حانة بلا قوارير ...
هو ذا الولد الذي أدهشته الأغاني
و الثالث من يناير
لم يختف حينما رأى عطش الأقاليم
كم شردته الكلمات
و أغمضت جفنيها على ركبتيه فتاة الضاحيه
الصحف أعلنت عن موت
العناقيد
بالأمس قال لي : لن تعبث الأغصان بالغد الآتي
الماء دليل الطيور
و الضوء نقيض المقصله
هنا كانوا .. قاب ذراعين من الزهر
و الجثث العائده
أين اختفى صوت " ناجي"
و تلك الرسوم التي كانت تصيح !
غدا تأتي أم المعارك
و جاءت سريعا
كأننا لم نكن نودع قبل حين "حنظلة "
- إلى أين الرحيل؟
- إلى حيفا، حيث تمددت على خصرها قبعات الجنود الآتين
من خيام الظلال
دمها مسكوب على صدرها
و صمتها ذائع الصيت
للنوارس دموعا مثل تيه المحارب
و القبائل المقطوعة الحناجر لم تضيع أسراها
و لا قتلاها، لنمدح
الحبر
و البحر
و الحرب القادمة
نحتسي كؤوس الشاي قبل انهزام الروم
و انسحاب الذكرى من الذاكرة
التعليقات (0)