مواضيع اليوم

الغرب: شكرا القذافي

ماءالعينين بوية

2011-03-20 15:37:31

0

 لبى الغرب نداء مصالحه، و ضغط المجتمع الدولي و المدني عليه، ليقوم بضرب قواعد النظام في ليبيا و كتائبه الزاحفة نحو مدن ليبيا مصراة و بنغازي و زنتان...، نحن أمام تدخل أجنبي ضد دولة عربية شقيقة، هكذا قرأها البعض، حرب جديدة ضد بلد عربي، كما حدث في العراق و الصومال و السودان في سالف الأيام، قصة اليوم التي كتب معمر  عناونيها الكبيرة، ترد بنا الذكرى لمراجعة الأحداث و المواقف إبان حربي الخليج و تصرفات النطام العراقي أثناءها، مبررات هجومه، خطاباته إعلامه تراجعاته........ما أشبه البارحة باليوم، مع فارق بسيط أن صدام كان لديه من الشعبية ما تغطي على بعض من تصرفاته، و كانت نهايته أشرف من بعض قراراته و إجراءاته، على خلاف زعيم الزعماء و مليك الملوك و  سيد الثوار و ملهم الجماهيريات و فرعون هذا العصر بامتياز، لم يترك القذافي لنفسه شعبية يرد بها غزو الغرب على نظامه، و يحرك المشاعر ضد الهجوم الصليبي على ليبيا و على الإسلام كما قال، لم تخرج المظاهرات المؤيدة له في القاهرة و لا في عمان و لا في دمشق كما كانت تخرج أيام حرب الخليج و غزو العراق. اليوم  اختفى القذافي و ابنه و لم نسمع منه غير الخطابات الصوتية، ما زال يهدد بالجمر و النار و الخزي و العار لغرب متخلف بربري. عجبا لهذه الأنطمة هي سبب الداء، فهل نلوم دولا تبحث عن مصالحها؟ أم نلوم من قال بصريح العبارة أن الغرب قدم له فرصة تاريخية ليكون سيد ثورة شعبية؟ و أي ثورة شعبية، تمكين الغرب من نفط و مقدرات ليبيا.

المسئولية الآن على عاتق المعارضة إن استلمت الحكم، كي تظهر أن نفط ليبيا للشعب الليبي، و أنها لن تمكن الغرب من بسط اليد على ثروات هذا الشعب، فالريبة الآن من أن  يتم المساومة على المعرضة من أجل القبول بمساومات، يكون من نتائجها إسقاط القذافي مقابل إمتيازات للدول المشاركة في التدخل  الجوي، و رغم أن الملس العسكري أظهر معارضته لأي تدخل أجنبي بري، و أبدى رفضه لأي مشاركة برية من أجل لإسقاط القذافي لأن ذلك على حسب قوله الظاهر مسئولية الثورة التي بدأت ليبية و عليها أن تنتهي ليبية خالصة. هذا إن فرضنا جدلا أن الأمور ستنتهي سراعا نحو إسقاط النطام و استسلام معمر أ و هروبه أو سجنه أو قتله......لأن هذا الأخير له من الإصرار على مواصة القتال  وعدم الإنصياع هو و أبناءه ما قد يديم الفوضى في البلاد إلى وقت غير معلوم. هنا نتساءل؟ متى و كيف ستنتهي الأمور؟ و ماهي خطوات المجلس الإنتقالي و الثوار؟ حديث القنوات الإخبارية يفيد بأن الثوار نحو اجدابيا سائرون،و أنهم لرد المدن الشرقية عازمون كالبريقة و راس نواف، إنه الزحف نحو سرت فطرابلس، قد يساعدهم في ذلك تشرذم كتائب القذافي و تفتت أركان نظامه حسب ما أورده شهود عيان.

هو خليط من الإرتياح و الخوف و التأسف على حال ليبيا، إرتياح على نجاة مدن الشرق من مجازر كانت سترتكب، و تقليم مخالب نظام باب العزيزية، خوف على مصير مجهول استنادا لكلام القذافي و تدويل الأزمة، وتأسف على الإستنجاد بالغرب و هو أمر الحلول، وهنا أستغرب لموقف الجامعة العربية و الإتحاد الإفريقي المندد بالهجمات، كيف التنديد بخطوات باركها الجمع من عرب و أفارقة أمس السبت في باريس؟ على كل حال ما وحدث لليبيا لم يكن ليقع لولا تجبر الطاغية و عنفه الشديد ضد شعبه، ما جعل الكل يستنجد بغرب لحماية المدنيين، مع المستنجد يعي تماما أن هذه الحماية ( حملية المدنيين و بقراءة أخرى حماية المصالح) لن تمر بدون  مقابل. و هنا يمكن للغرب أن يقول شكرا القذافي كما سيقول الثوار شكرا لفرنسا.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات