مواضيع اليوم

الغدير في المنظور الاسلامي

عبدالاله الصباحين

2011-12-22 10:02:12

0

الغدير ... في منظورها الاسلامي


الكندي 18 ذي الحجة 1432 هـ

مقدمة لابد منها ....

ان الانجراف وراء الحالة التعصبية المتهورة تجاه الاحداث والوقائع لهو غاية المطلوب لدى المستعمر المستبد الذي يسعى لامتلاك العالم حتى يتامر ويتامر عليه لوحده دون منازع ،ولهذا فعلى المسلمين جميعا قطع هذا الدابر وانها ء هذا المشروع وكتم انفاس الشقاق والنفاق في الدعوة الى التآخي والتقارب على شرعة موضوعية صالحة هادفة تتبنى الاهداف والمفاهيم وتتخلى عن عبادة الاشخاص والاسماء والواجهة الفارغة من اي محتوى حتى نكون بحق سالمين من بقايا الجاهلية التي اخذت تتقلب فينا حتى تلونت وتشكلت اصنامها كل جيل بلون وبتركيب وتسمية جديدة . انا اكتب وكلي امل ان الدعوات الصادقة لتذويب الحواجز والموانع تلقى صدورا رحبة وقلوبا مفتوحة واقلاما تمازجت مع فطرتها التي فطر الناس عليها حتى صارت بعد طول جهد وجهاد تعبد الله وحده دون سواه من المربوبين نعم لا شك ان الدعوة الى فهم الامور بموضوعية والتجرد عن موارد الغي والشقاق والنفاق المستمر لا يرضي الكثيرين بل الاكثر ممن تربوا على النفاق والفرقة والشقاق والتآمر والتعالي والتسقيط والانفعال لابسط الامور لكن هذا ما تعلمناه من ديننا وعلمنا عليه علمائنا الاعلام وحفظناه من منابرهم في الدعوة الخالصة الى الله تعالى التي تعني ترشيد الفروع والاصول لكل مسلم الغدير في المنظور الاسلامي اما فيما يخص واقعة الغدير التي كثر فيها الجدل وطال فيها النزاع والتي كلما طالت فيه المناظرة والمحاججة ثبتت امور وتنفت امور على الرغم من الكثير من الاخوة يستغلون النقاش والحوار لا بحثاً عن الحقيقة وانما عزفا على اوتار النزاع والاختلاف من خلال استفزاز المقابل واثارت الفتنة وطرح مواضيع جانبية لا علاقة لها بالموضوع لكنها تنفع في طبخ اعصاب المتابعين ورفع سخونة الموقف حتى تغلي العروق وتنتفخ الوداج ولا يبقى للدليل والموضوعية مكان عند المتلقين الذين يتنكرون ساعتها وبعدها للدليل لشدة العتمة التي يعيشونها من جراء غبار المتحاورين البعيد عن الموضوع في هذا المقال لا اريد ان اكتب لنفسي منزلة او ماثرة او منقبة وانما ابحث عن مسلم مفكر يقرا معي الواقعة كما اقراها انا ولنر بعدها هل في الامر ما يدعو الى الخصام والمقاطعة هل يستحق بعدها المحتفلون بيوم الغدير اي ذم او انتفاد او تقريع ، وهل يستحق الامر كل هذا الحنق واما بالنسبة للكثير من المؤمنين بضرروة وأهمية الحادثة عليهم ان يتأملوا ويفكروا هل الامر مدعاة للتفرقة ام مدعاة للوحدة ، هل هو برنامج اعتزال وتحجم وانطواء ام انه مشروع سلمي فكري عملي يحدد المسار للحاضر والمستقبل فكان المفروض منا ان لا نتعامل معه على اساس يدعو للتعصب والنفرة والتفرقة بل انه مشروع نهضوي تنطوي تحته كل المفاهيم من خلال توظيف الادلة للتوضيح والتنبيه لا للتقاطع ،نعم هناك الكثير ممن لا يتقبل مثل هذا الطرح ويتعصب و ..و... و. ولا ينفع معه الدعوة الى الاسلام وسط اجواء الحوار او التفاهم الذي تمليه مرحلة الامة تحليل الواقعة اليوم هو الثامن عشر من ذي الحجة للسنة الاخيرة من عمر النبي صلوات الله وسلامه عليه والمكان هو غدير ماء اسمه غدير خم والمحل غَديرُ خُم هو : موضع بين مكة و المدينة ، و هو واد عند الجحفة به غدير ، يقع شرق رابغ بما يقرب من (26) كيلاً ، و يسمونه اليوم الغربة ، و خم اسم رجل صباغ نسب إليه الغدير ، والغدير هو : مستنقع من ماء المطر . انظر : معجم البلدان (2/389) و على طريق الهجرة لعاتق البلادي ( ص 61 ) . والكيفية هي عودة الناس من الحج مع النبي صلوات الله وسلامه عليه والعدد يصل المئة الف والذي حصل ان الرسول صلوات الله وسلامه عليه جمع الناس الان فلنسمع الواقعة كما رووها اغلب الذين كتبوا عن الغدير ((..فلمّا قضى مناسكه، وانصرف راجعاً إلى المدينة - ومعه من كان من الجموع المذكورات - ووصل إلى غدير خمّ( ) من الجحفة التي تتشعّب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين، وذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجّة -، نزل إليه جبرئيل الأمين عن اللَّه بقوله: يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الآية، وأمره أن يقيم عليّاً عَلماً للناس، ويبلّغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كلّ أحد. وكان أوائل القوم قريباً من الجحفة، فأمر رسول اللَّه أن يردّ من تقدّم منهم، ويحبس من تأخّر عنهم في ذلك المكان، ونهى عن سَمُرات( ) ... وكان يوماً هاجراً؛ يضع الرجل بعض ردائه على رأسه، وبعضه تحت قدميه من شدّة الرمضاء.وظُلّل لرسول اللَّه بثوب على شجرة سَمُرة من الشمس. فلمّا انصرف(صلى اللّه عليه وآله وسلم) من صلاته قام خطيباً وسط القوم، على أقتاب الإبل، وأسمع الجميع، رافعاً عقيرته، فقال: الحمد للَّه، ونستعينه ونؤمن به، ونتوكّل عليه، ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن ضلّ، ولا مضلّ لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله. أمّا بعد: أيّها الناس قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لم يعمّر نبي إلّا مثل نصف عمر الذي قبله، وإنّي اُوشك أن اُدعى فأجيب( )، وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنّك قد بلّغت ونصحت وجهدت، فجزاك اللَّه خيراً. قال: ألستُم تشهدون أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأنّ جنّته حقّ، وناره حقّ، وأنّ الموت حقّ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ اللَّه يبعث من في القبور!! قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: اللهمّ اشهد. ثمّ قال: أيّها الناس ألا تسمعون! قالوا: نعم. قال: فإنّي فَرَط( ) على الحوض، وأنتم واردون علَيّ الحوض، وإنّ عرضه ما بين صنعاء( ) وبُصرى(25)، فيه أقداح عدد النجوم من فضّة، فانظروا كيف تخلفوني في الثَّقَلين!! فنادى منادٍ: وما الثَّقَلان يا رسول اللَّه؟ قال: الثَّقَل الأكبر: كتاب اللَّه، طرف بيد اللَّه عزّوجلّ، وطرف بأيديكم؛ فتمسّكوا به لا تضلّوا. والآخر الأصغر: عترتي. وإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يتفرّقا حتى يردا علَيّ الحوض، فسألت ذلك لهما ربّي، فلا تَقدَّموهما؛ فتَهلكوا، ولا تُقصّروا عنهما؛ فتَهلكوا. ثمّ أخذ بيد عليّ فرفعها - حتى رؤي بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون - فقال: أيّها الناس، من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: اللَّه ورسوله أعلم! قال: إنّ اللَّه مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم؛ فمن كنت مولاه فعليّ مولاه - يقولها ثلاث مرّات، وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرّات - ثمّ قال: اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحبّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدِر الحقّ معه حيث دار. ألا فليُبلِّغ الشاهد الغايب. ثمّ لم يتفرّقوا حتى نزل أمين وحي اللَّه بقوله: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى(26) الآية، فقال رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : اللَّه أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الربّ برسالتي والولاية لعليّ من بعدي. ثمّ طفِق القوم يهنّئون أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه، وممّن هنّأه في مقدّم الصحابة: الشيخان أبوبكر وعمر، كلٌّ يقول: بَخٍ بَخٍ لك يابن أبي طالب، أصبحتَ وأمسيتَ مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. وقال ابن عبّاس: وجبت واللَّه في أعناق القوم. فقال حسّان: إيذن لي يا رسول اللَّه أن أقول في عليّ أبياتاً تسمعهنّ. فقال: قل على بركة اللَّه. فقام حسّان فقال: يا معشر مَشيخة قريش! أتبعها قولي بشهادة من رسول اللَّه في الولاية ماضية، ثمّ قال: يُناديهمُ يومَ الغدير نبيُّهم بِخُمٍّ فأسمِعْ بالرسولِ مُناديا..) قراءة الواقعة والخطبة معا والان لو اعدنا قراءة النص مرات ومرات سنكتشف اشياء كثيرة نريد ان نمعن النظر فيها وبدقة ونريد ان نتخلص من الموانع والدوافع التي قد تمنعنا من قبول الحقائق او تدفعنا الى ان نتجاوز الحد في تقبل الوقائع فنصل الى حد المغالاة اولا : الحادثة لا تخص الشيعة فحسب فالذين حضروا الواقعة هم المسلمون وبأمر من رسول الله صلوات الله عليه ولم يكن هناك ثمة فاصلة عرقية او مذهبية او طائفية انذاك لان الجميع كانوا منصهرين تحت قيادة الرسول الاكرم صلوات الله عليه، كل ما هنالك ان تفسير الواقعة وتاكيد معانيها تدل على ابراز شخصية علي عليه السلام على غيره وهذا مما جعل المغالي والناصب يعتركان معا على تاويل وتبديد معنى الواقعة . ثانيا : النصوص تتضمن علامات مهمة هي من اعطت الاهمية العظيمة التي يجب ان يحترمها جميع المسلمين ليس الشيعة وحدهم .فهذه الحادثة تمثل اولا : هي اخر الوصايا الجامعة التي صدرت من النبي الكريم ولهذا فهي تعني انها تحمل بين جوانبها الامور الكثيرة المتعلقة بختم الرسالة والنتائج التي سينتهي عندها التبليغ النبوي ثانيا : لانها اخر ما حصل فهي لم يرد في معلوماتها نسخ او حذف كما حصل مع الكثير من النصوص في موروثات المسلمين . ثالثا كونها اخر وصية معناه انها ستحتوي على الجوانب الخفية التي لابد من اطلاع المسلمين عليها واعانتهم على فهمها لانها صارت حصتهم والامور ستكون تحت ريادتهم اي لابد ان يكون لهم دور فيها فكلما كانوا حكماء في تدبر الموقف كانوا اكثر قربا من شريعة الله تعالى وتعاليم سيد المرسلين . رابعا : ان هذه الواقع حملت الكثير من معاني الاهمية ففيها قرائن خارجية وفيها قرائن داخلية . اما القرائن الخارجية فالاستعدادات والظروف التي هيئها الرسول كي يهيء ذهنية ونفسية المسلمين لما سيرد منه • الامر بجمع المسلمين بعد تفرقهم :فأمر رسول اللَّه أن يردّ من تقدّم منهم، ...يحبس من تأخّر عنهم في ذلك المكان، • الامر بتخلية (سمرات مكان عال ) نهى عن سَمُرات • جمع المسلمين رغم الحر :حيث ورد كان يوما يوماً هاجراً؛ يضع الرجل بعض ردائه على رأسه، وبعضه تحت قدميه من شدّة الرمضاء.وظُلّل لرسول اللَّه بثوب على شجرة سَمُرة من الشمس. . طبعا هناك امر الهي تنص عليه الروايات لكننا لو افترضنا انه لم يكن هناك امر الهي بضرورة جمع الناس الذين كان مبلغ همهم هو العودة الى بلدانهم بعد ايام محرقة بحرارتها مخيفة بلحظاتها متوجسة من مستقبلها ،ايام انقضت بتعب وعناء جسدي ونفسي ويحمل الكثير منهم امتعة الى الاهل والعيال وتفصلهم عن اهلهم مسافات بعيدة فجمع الناس بهكذا عدد وبهذه الضخامة وفي يوم حار جدا في ارض لا تكفي ان تكون ظلا ولا مهدا للمسلمين يعني انه امر مهم وخطير لابد ان تحتف به القرائن كي يكون مركوزا في اذهان الحاضرين اما القرائن الداخلية فتشهد بها عبارات الخطبة جميعا فقد نبه النبي صلوات الله عليه ، الى ضرورة ما سيطرح من خلال المقدمة اولا : التنبيه الى قرب رحيل النبي صلوات الله عليه : وإنّي اُوشك أن اُدعى فأجيب( )، وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ وهذا معناه الاستيثاق من اتمام الرسالة ومعرفة موقفهم منه ، ثانيا : طرح ما اداه من الرسالة والتحقق منها قال: ألستُم تشهدون أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأنّ جنّته حقّ، وناره حقّ، وأنّ الموت حقّ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ اللَّه يبعث من في القبور!! قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: اللهمّ اشهد. وبين له موقفهم في الاخرة وهذا بنفس الوقت اشارة اهم اصول اعتقادية لدى كل مسلم اتفقت عليه كل مذاهب المتكلمين وهي العدل والتوحيد والمعاد فقال ((أيّها الناس ألا تسمعون! قالوا: نعم. قال: فإنّي فَرَط( ) على الحوض، وأنتم واردون علَيّ الحوض، وإنّ عرضه ما بين صنعاء( ) وبُصرى(25)، )) فسالهم عن ولايته وحاكميته عليهم فقال الستم تشهدون اني اولى بكم من انفسكم قالوا بلى فرفع يده عاليا حتى بان بياض ابطيه ورفع يد علي وقال (فمن كنت مولاه فعليّ مولاه - يقولها ثلاث مرّات، وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرّات - ثمّ قال: اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحبّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدِر الحقّ معه حيث دار. ألا فليُبلِّغ الشاهد الغايب ) وهذا التاكيد على الموالات اللهم وال والاه وعاد من عاداه جانب اخر من جوانب التاكيد على امر الغدير يضاف الى ذلك كله من القرائن القوية وهو امر النبي صلوات الله عليه والذي يحمل على محمل الالزام والوجوب الا اذا اقترن بما يخفف من ذلك الالزام ولا قرينة هنا بل القرائن اشتدت فيما بعد مؤكدة نفس المعنى الظاهر كما حاول ان يبرر البعض مخالفته للبيعة التي قاموا بها في حياة النبي الخاتم فقالوا انما كانت الولاية والبيعة خاصة في ذلك اليوم ومنهم من قال ان الولاية هي ان يلي شؤون النبي بعد وفاته ومنهم من قال انها تدل على المحبة وغير ذلك لكن هذا كله لا ينسجم مع الاهمية الكبرى التي اولاها القران الكريم للواقعة فلسان الوحي يقول يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته ...) ولاية علي جوهر التبليغ لايمكن لاي مسلم عاقل ان يخالف ما اتفقت عليه كلمة السلمين من خلال تصريحاتهم او تلميحاتهم او مايقتنص من فلتات السنة المتسترين على الحقائق منهم، ان هذا اليوم هو اعلان الولاية لعلي بن ابي طالب عليه السلام وتمت هناك اجراءات رسمية لتاكيد هذا الجوهر وصقله في نفوس الامة وهنا لنا كلمة قبل ان ندخل في تلك الاجراءات • ان الولاية لعلي بن ابي طالب عليه السلام لا تعني رفض الاخرين وتسخيفهم واستقلال اي شان من شؤون المسلمين ساعتئذ بل على المسلمين ان ينظروا الى علي بمنظار المنصف القويم فهو امتلك نواصي الفضائل وشهد له الجميع فاعتناقه المكارم فلا شك انه الاولى ان يكون وليا لرسول الله بغض النظر عن تفسيرنا للولي فالغرابة ان لا يفرح المسلمون بهذا اليوم وهو يوم كملت فيه الرسالة وابتهج فيه الرسول وفرح المؤمنون واستر له الصحابة والراشدون حتى انهم بايعوه فرحا وهم قائلون بخ بخ لك يابن ابي طالب اصبحت وامسيت ولي كل مؤمن ومؤمنة .فلاشك انه يوم وفرح وسرور لعامة المسلمين لانه يوم افرح الرسول وكل المسلمين . • ان الولاية لعلي هو ثمرة النبي التي رآها النبي صلوات الله وسلامه عليه ولا يعترض على النبي في امره وتبليغه الا شاك في الرسالة او شاك في المرسل كما يعبرون وكلاهما سيء لا يقبله المسلمون على اي المعترضين مسالة الامر الهي المستقل عن امر النبي امر حصل لاكثر من مرة في تاريخ المسلمين ولم يعترض عليه فلم يعترض على قوله تعالى : وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى ولم يعترض على تزويج فاطمة من علي ورفض الاخرين لقول النبي ان الله هو امر بزواجها ولم يعترض حينما ارسل النبي خلف احد مراسيله لتبليغ قريش ليقول له لقد امرني الله تعالى ان ارسل عليا بدلا عنك فهذا الامر لم يكن مستغربا ولا مستبعدا فكل المسلمين يعرفون ان محمد مرسل من ربه ما يصدر منه فهو من الله منه مايصدر بنص ومنه مايصدر بتبليغ الوحي دون ان يكون قرانا كريما .ولم تحصل تاويلات لتلك الاحداث المواقف .كما هو الحال في هذه الواقعة مما يعطي اشارات كثيرة لتفسير الرفض والانكار بتفسيرات اخرى بعيدة عن الموضوعية والعلمية الاجراءات العملية بعد الخطبة حصلت بعض الاجراءات الادارية والفنية التي اشار لها النبي صلوات الله عليه لتفعيل ما وضعه من محور جديد وقطب تتفاعل معه الامة وتدور في فلك اراءه وتوجيهاته الاجراء الاول : اخذ البيعة من كل المسلمين فامر النبي صلوات الله وسلامه عليه باخذ البيعة من كل المسلمين ونصبت خيمة لعلي عليه السلام بجانب خيمة للنبي وبايع المسلمون فردا فردا لعلي عليه السلام وهذه القضية من ابرز المعلومات عند المسلمين . الاجراء الثاني : التهنئة للنبي حيث ورد ان النبي صلوات الله وسلامه عليه قال (هنئوني ) الاجراء الثالث : المناداة بهذا النداء بين المسلمين ليكون شعارا للبيعة الاجراء الرابع : تعليم صيغة البيعة للولي المقصود بهذه الحادثة وهذا معناه ان التوجيه الالهي بضرورة التبليغ بما في الخطبة من معاني وهذا الامر الاخير الذي يكشف لنا عن الابعاد المهمة التي تدخلت فيها الارادة الالهية بضرورة التبليغ بما في الخطبة من مضامين وهنا نتسائل فيما بعد عن الاحتمال التي يمكن ان تنسجم مع هذه التحشيدات السماوية والنبوية ..؟ هذا كله يكشف ان هناك مواضيع مهمة سيطرحها الني ستعتب هي من خواتيم والتبليغات النبوية والتي تمثل القافلة النهائية من قوافل التوجيهات التي يجب ان يوصلها النبي بنفسه الى كل افراد الامة دون ان تكتفي السماء بان يبلغ الرسول القريبين منه ومن ثم تصل الى الاخرين . اذن يوما ومناسبة بهذا الحجم من الاهتمام الالهي الرباني والاهتمام النبوي وبهذه القيمة الحيوية التي مثلتها تلك المثيرات الا تستحق ان يقف عندها المسلم باهتمام ورغبة ومداومة وتفعيل فضلا عن البحث في المضامين الحقيقية التي تنطوي عليها ،لكن قبل ان يدخل الى غمار تلك الموجات من البحث الرافض والمؤيد والنافي والمنافي فعلى كل مسلم ان يعرف ان هذه الحادثة هي اولى من غيرها تستحق ان تكون عيدا من اعياد المسلمين ليس الشيعة فقط فهناك الكثير من المناسبات التي لم تحظ بهذا الاهتمام من قبل النبي ولا تناقلها المسلمون بهذه الشدة والتركيز كحادثة الغدير في حين ان المسلمون يعظمون غيرها ويتفقون عليها خذ مثلا حادثة الهجرة النبوية المشرفة لم تحظ بالاهتمام المتزايد بحيث تكون موضوعاً للنقاش والكتابة وموضع اهتمام القران الكريم وخذ مثلاً حتى الإسراء والمعراج الذي يعظمه كل المسلمين في العالم وهي حادثة تستحق الاهتمام والتركيز لكنها لم تكون بمثل تلك الأهمية المتزايدة التي أولاها النبي وصحابته الاكارم . خلاصة الكلام اولا : الغدير بمعناه الاسلامي الحقيقي لا يعني ان يعزل ويعد من مختصات الشيعة بل هو من مختصات المسلمين حتى وان اختلفوا في التفاصيل والنتائج فعلينا جميعا كمسلمين احياء يوم الغدير كواحد من الوقائع التاريخية والمهمة والفاصلة في حياة الرسالة اذ انها مناسبة مجموعية لا مناسبة افراد ثانيا : ان الغدير واحدة من الوقائع التي تهدف الى وحدة المسلميتن لا الى تفرقتهم مهما كانت المناقشات فيما طرح فيها من اطروحات واحداث . ثالثا : ان عدم الاعتقاد اعتماد على الغير بعدم وجود دلالة على الولاية لعلي بن ابي طالب لا يسوغ له ان يتنكر لهذا الحدث المهم الذي انصبت حوله النصوص وتظافرت حوله الوقائع حتى وصلت الى يومنا هذا فائحات النقاش ومحتدمات الصراع رابعا : هناك مناقشات وتفاصيل مهمة اثرت ان اتركها الى فرصة اخرى قد تسمح بها انات الحياة ولحظات التوفيق اللالهي اسال من الله تعالى ان يمنحني القوة والتوفيق لطرحها ومناقشتها حتى في خصوص هذا الجزء المطروح واشهد الله تعالى ان حروفي هذه ماهي الاخالصة لله تعالى ابتغي من ورائها التعريف بهذه الواقعة تعريفة ينسجم مع الاحداث والوقائع ولا يسمح للمشكك والمبطل الفرصة كي يشق اللحمة ويفت العضد




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !