الغجرية توقظ الليل
الغجرية الوارفة الظلّ ، توقظ الليل في منتصف الليل .. تنحني .. تقف.. تندلع فيتكوّر النّهد سيفا يشقّ الأفق وينسدل الظلام ، نهارا برّاقا ، يفيض عن الكتفين . الخصر المطوّق بالدجينز يلفّ الموج المتصاعد ويشهق حمما . تستدير الغجرية إلى النّافذة / الضّوء وتطلّ كلوحة سرياليّة . تجلس لتقرأ جيفة بودلير ، وموسيقى تشايكوفسكي نداء يطوّق غرفتها والحوض يلوّح بالرّغبة .
تمسك الغجريّة بالرّيشة الحلم بيد آثمة ، يد كالزّبد السّكران ، والرّيشة في وحم الليل ممسوسة بالغيب تنساب في مهبّ الخلق ، تنزّ دما وألوانا يشعشعها النّور المتدفق من أعلى ينابيع الكون .
الغجريّة سارقة النّور مقبلة ، مدبرة كأفواج خيل مطهّمة ، ما الذي سترسمه وهي توقظ الليل وتجهش بالغيم .؟
سرير كمتحف فوضويّ، سرير مشتّت كالأرخبيل : شراشف ، ملاءات ، أقلام ملوّنة ، أرائك وحقائب ، خزائن مشرعة ، عطور ، سجائر، بقايا حبّ عابر ، أطلال ، قطعان غيم ، ودنان ناشفة .
تنهض الغجريّة من خلقها ، تحنو على مرسمها ، تتأمّل في اللوحة: جسد صدئ وسرير بارد ، دنان مكسورة ، ودنان خاوية في منتصف الليل .
التعليقات (0)