الغاز وصل تل أبيب و مياه الشرب لم تصل شرم الشيخ !!

ضحكت كثيرا ـ بمرارة ـ عندما قال لى طبيب الكلى بمستشفى شرم الشيخ الدولى بعد رؤيته للأشعة (( إيه يا إبنى إنت عامل محجر فى بطنك !! )) بعد أن شاهد هذا الكم الهائل من الحصوات فى كليتيا !!

ولذلك يجب أن نشكر هؤلاء الذين تولوا أمورنا بإستفتاءات مفبركة وإنتخابات مزورة وغفلوا عنا وحتما يجب أن نشكر من بعدهم هؤلاء الذين عينوهم فى مناصب ـ صورية ـ لتنفيذ إرادتهم ورؤيتهم الحالية وكذلك المستقبلية .

فعندما نرى المساحة الشاسعة بين ما هو مفروض ـ طوعاً ـ أن تفعله حكوماتنا من أجلنا وبين ماهو مفروض ـ قسراً ـ عليها من الخارج لابد لنا أن نتساءل ، فمثلاً عندما نرى

أن توصيل الغاز المدعم إلى تل أبيب قد تم بسرعة الصاروخ حيث أصدقائهم ـ هم ـ وأعداءنا ـ نحن ـ برغم ما يحتاجه خط الغاز من تكاليف باهظة وتقنيات عالية ثم نرى أن حكوماتنا عاجزة لمدة تقترب من الثلاثة عقود عن إنشاء وتوصيل ماسورة مياه عذبة لمدينة مثل شرم الشيخ حتى يشرب آلالاف من العمال البسطاء والمساكين منها بدلاً من أن يشربوا من مياه محطات التحلية المخلوطة بماء النار والتى تكوى الجلود فما بالكم بما تفعله فى بطون هؤلاء المساكين .

لذلك نقول لمن تولوا أمورنا وغفلوا عنا إنتظروا المأساة الكبرى بعد عدة سنوات سيرجع آلالاف البسطاء من العمال فى مدينة شرم الشيخ بمرض مزمن على الأقل بسبب كارثة عدم وجود مياه صالحة للشرب لأن هؤلاء ليس فى إمكانهم شراء وشرب مياة معدنية بفرض أن الأخيرة مطابقة للمواصفات .

وإلى أرواح جميع شهداءنا الأبطال وأسرهم نقول إحزنوا جميعا ونحن معكم على هؤلاء الذين وهبوا الغاز المصرى بأرخص الأسعار لمن قتلوا أبناءكم ، فدولة لا تحترم دماء شهداءها وهانت وباعت دماءهم بالرخيص بالتأكيد لا يهمها أن تبيع ثروات شعبها بالرخيص لثعالب الخارج والداخل .