الغاز و الألغاز
حبا الله مصر بكثير من الثروات الطبيعيه .. ومن ضمن ما حباها الله "الغاز الطبيعي" وهو ما تؤكد العديد من الدراسات أنه سيكون سبب ثراء مصر المستقبلي ..
فالمكتشفات والإحتياطي المنظور يقدر بترليونات المترات المكعبه من الغاز مما سيؤدي الي أن تنضم مصر وبقوه الي نادي الدول الكبري المصدره للغاز ..
بل وتشير الكثير من الدراسات الي قرب نضوب البترول ليبقي الغاز هو مصدر الطاقه البديل والنظيف .. وقد فطنت العديد من الدول وفي مقدمتها روسيا لهذا الأمر مبكرا ..
ولذلك تعمل روسيا قدر إستطاعتها لتهيمن علي سوق الغاز العالمي لتصبح بذلك أغني دوله في العالم بما لديها من غاز وما تشتريه وتحتكره من غاز الدول الأخري ..
أما بالنسبه لمصر .. فالغاز بدأ إكتشافه مبكرا في ستينات القرن الماضي وقتها لم يكن للغاز أهميه كبري أو سعر مرتفع ولا يلتفت أحد اليه في تلك الفتره ..
وتوالت الإكتشافات خاصه في البحر المتوسط أمام السواحل المصريه .. وأيضا في الدلتا ومازالت الإكتشافات تتوالي بصفه مستمره وتشير الدراسات الي أن منطقه الدلتا تعوم فوق بحيره من الغاز الطبيعي ..
ولكن اليوم تغيرت الأمور كثيرا .. فالعالم كله تنبه للغاز كمصدر طاقه نظيف وتم تعديل وإنشاء مصانع وسيارات وماكينات وتدفئه المنازل .. الي آخر القائمه التي لا تنتهي لتعمل كلها بالغاز لأنه مصدر بديل ونظيف ورخيص للطاقه .. وتبعا لذلك بدأ الغاز المصري يطفوا علي السطح وتتجه الأنظار اليه ولكن ..
طوال الحقبه الماضيه ظهرت ألغاز الغاز المصري وكثر الحديث عنه والشائعات والروائح الكريهه ليصبح من المواضيع الشائكه التي لا تتطلب سوي الشفافيه والمصارحه لهذا الشعب .. فمن حق كل مواطن أن يعرف ماذا يدور وراء الكواليس .. وما يحدث خلف الأبواب المغلقه درءا للشبهات .. ومنعا للقيل والقال والشائعات عن ثروه مصر ومستقبل أبناءها ..
ولا يطالب الناس الحكومه حكومه الشفافيه والمصارحه "الحكومه الالكترونيه" إلا أن تخرج عن صمتها و توضح للشعب بعض الأمور التي تدور حولها تساؤلات الناس وهي :-
بنود عقود التنقيب و الاستكشاف مع الشركات العامله في مجال البحث عن الغاز مع بيان مُلاك تلك الشركات وبيان حصه مصر من جمله الإنتاج المستخرج سواء عقود قديمه أو جديده ..
بنود عقود بيع الغاز ومدد هذه العقود وسعر بيع الغاز طيله فتره هذه العقود ..
بيان بالشركات الخاصه التي تقوم حاليا بتصدير الغاز المصري "من الباطن" الي الخارج وأصحابها والسعر التي تستلم به الغاز من وزاره البترول و بيان بتعاقداتها مع وزاره البترول ..
بيان بالشركات التي تسوق الغاز الي المنازل وتعاقداتها مع الوزاره وأسعار إستلامها الغاز من الوزاره ..
بيان بمتوسط الفرق بين الاسعار العالميه للغاز وسعر الغاز المصري وبيان كيفيه الاختلاف بينهم اليوم ..
علما بأن الصمت الحكومي وعدم الرد علي تساؤلات الناس .. يزيد من الشائعات وخاصه بعد رفع الأمر الي القضاء الإداري لوقف تصدير الغاز المصري الي إسرائيل وأيضا تواتر الأنباء مؤخرا عن التفكير الحكومي في إستيراد الغاز من الخارج للإستفاده من فارق الأسعار !!!!
الناس تتكلم عن تصدير الغاز المصري بأسعار متدنيه للخارج ولاسرائيل أخيرا بينما الحكومه تتحدث عن إستيراد غاز من الخارج "أرخص" للاستفاده من فرق السعر "حد فاهم حاجه" ؟
الغاز المصري سعره أرخص والا أغلي من الغاز المستورد .. ياريت معالي وزير البترول يتكرم علي الشعب ويشرح هذا المعني ..
لو سلمنا جدلا بالرغم من عدم فهم أي شيئ نود أن نسأل سؤالا واحدا وهو :-
من تحديدا الذي سيقوم بإستيراد الغاز من الخارج ثم يبيعه للدوله والتي بدورها تبيعه للمواطن .. أو إختصارا من الذي سيستفيد من فارق الاسعار؟؟
ثم من هو "الأهبل" الذي يشتري الغاز المصري "الغالي" بينما السوق العالمي به غاز أرخص سوف نستورد نحن المصريين "المفتحين" منه ونستفيد من فارق السعر ؟
وسؤال أخير الغاز المصري فين وهناك أزمه أنابيب طاحنه هذه الأيام ؟؟
والله ما أنا فاهم حاجه ...
مجدي المصري
التعليقات (0)