مواضيع اليوم

العُمد في الأحياء تنابلة السلطان!!

عبدالعزيز الرشيد

2010-07-05 16:25:14

0

 

قدر الله وما شاء فعل أن ذهبت يوماً إلى عمدة الحي الذي تتبع له منطقتنا السكنية، وذلك لتصديق أوراق تحتاج بختم صمم له شخصياً من قبل وزارة الداخلية ليمن به على الناس من سكان الحي التابع له، حتى جاره الملاصق لمنزله إذا ما شاء، لأن عمله ليس هو بالرسمي الذي يحاسب عليه إذا قصر، حيث جاء بعضهم ليصبح عمدة على حي هو لا يعرف به إلا أبناء عمومته إذا وجدوا، وحتى أكون منصفاً فإني أقول بعضهم ينطبق عليه ما قلت سابقاً وليس جميعهم، خصوصاً أن العمد في بعض مناطق المملكة مثل المنطقة الغربية مثلاً يعتبر فيها هذا العمل من أهم وأعرق الوظائف عبر التاريخ، فالعمدة في أحياء مكة أو جدة له هيبته وله دوره الكبير في حل الخلافات وتعريف سكان الحي لدى الجهات الرسمية وغير الرسمية، وهو يعرف سكان الحي كما يعرف أبناءه، ويجلس على "المركاز" يجالس أبناء الحي ويرى الذاهب والقادم ويحظى باحترام الجميع.

أعود إلى قصتي المضحكة المبكية بنفس الوقت، فحين مثلت أمام صاحبنا العمدة وقدمت الأوراق ليصدق عليها، بادرني بالسؤال أين تسكن؟؟ ومن أنت؟ يعني وش أنت من لحية؟؟ فوصفت له المنزل وقدمت له فاتورة الكهرباء والتي كنت أحضرتها احتياطاً، لأني كنت متأكداً أنه لن يعرفني من بين 250ألف على الأقل يسكنون الأحياء التابعة له، وقدمت له أيضاً بطاقتي الشخصية ليطابق بينهما، ولكن ما كان من عمدتنا إلا أن قال: "اسمحي يا الحبيب ما أعرفك..!!!" فقلت له وأنا أيضاً ما أعرفك.. فقال إذا كيف تريدني أن أصدق لواحد لا أعرفه..؟؟ فأصابتني موجه من الضحك لفتت أنظار من كان حولنا.. فقال لي متجهماً: لماذا تضحك؟؟ فقلت أضحك على النظام العجيب الغريب الذي وضعك ووضعني في هذا الموقف المضحك المبكي..!!.

يا أيها المسؤولون عن هذا النظام متى نحاكي التطور الذي تشهده مملكتنا الغالية، فلدينا الآن عناوين لكل الأماكن سكنية كانت وغير السكنية، أليس من الأجدى والأمثل أن يزود كل عمدة من هؤلاء العمد بموظف شاب من هؤلاء الشباب الذين وصل بهم اليأس منتهاه وهم يحملون شهادات حاسب الآلي ودورات متخصصة في نفس المجال، بحيث يقوم البريد السعودي بعمل دورة صغيرة لهذا الشاب على برنامج حاسوبي يصمم خصيصاً للعمد يعتمد على (الرمز البريدي) الخاص بكل منطقة وحي في المدينة، بحيث يطلب من كل شخص يحضر للعمدة طالباً تصديقاً أو نحوه أن يشترك بخدمة واصل، لتسجيل معلوماته تلقائياً في البرنامج المشار إليه ولنسمه (برنامج العمدة) عن طريق الربط الكترونياً مع البريد السعودي، وبذلك يصبح لدى كل عمدة قاعدة بيانات عن كل السكان الذين نطاقه أو على الأقل من هم في حاجة إلى خدماته.

متى نستوعب أن العنوان البريدي يجب أن يكون هوية المواطن، متى تفهم القطاعات الحكومية ذلك، متى يفهم القطاع الخاص أهمية ذلك، لقد تعجب موظفو البنوك في الدول الغربية من بنوكنا التي تقرض أناساً لا تعرف أماكن سكنهم، ناهيك أنها لم تكلف خاطرها قبول العنوان الجديد من عملائها.. هناك طرفة قالها صديق ممن درس في الولايات المتحدة سأختم بها مقالي، وهي أنه أثناء دراسته كان كل ما طلب منه عنوان "السكن" في بلدة السعودية يكتب صندوق بريد والده لدى مكتب البريد أي "صندوق بريد رقم (.....) الرمر البريدي (.....) الرياض" فكان الجميع

يتندر عليه بأن السعوديين يسكنون في صناديق بريد... وعجبي





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات