منذ سنينٍ وأنا أعدْو
في جزرٍ يرهقه الجزرُ
في مدٍ يتبعهُ المدُّ
وأنا أعدْو
الحُر يلهبه الحَرُّ
والغير يتعبه البردُ
مازال الخوفُ يلاحقني
يستنزفُ طاقةَ آهاتي
يتنفس زفرةَ لوعاتي
وجموعُ جموعيَ في رعشٍ
مابرحوا أن نهضوا رُدوا
مازلت أفكر في عدوٍ
في حذرٍ يوقفه الشدُ
أفكار طموحي وشموخي
أقصرُ من طرف يرتَّدُ
ردَدتُ هتافاً في هلعٍ
العدو لماذا يا هذا؟
في عمقِ فراغٍ يمتدُّ
لا جزرٌ فيه لا مدُّ
لا كد فيه لا مدُّ
لا هزلٌ فيه لا جدُ
لا حدٌ فيه لا بعدُ
لا حدٌ يوقفه الحدُ
بل سدٌ يعقبه سدٌ
وقلوبٌ أتعبها السهدُ
إن جاشت أجهشها الفقدُ
أو أخفت ما كانت تبدي
في حلمٍ مابرحت تغدو
و سرابٌ تركضُ أخيلةٌ
وخيولٌ مرهقة جُردُ
أطيافٌ ما زالت تعدْو
من خلفي تابعني الحشدُ
من خلفي لا حشدٌ يبدو
في أثري شوكٌ وصعابٌ
آهات يخفيها الوجدُ
آلام العمرٍ وأحلامٌ
وطفولةُ قلبٍ يشتدُ
لازلت أرتلُ خاطرتي
و أسطرُ حرفاً يقلقني
في كدٍ يرهقه الكدُ
التعليقات (0)