العٌنف ضد المرأة صورة فقط
لا يقتصر العٌنف الممارس ضد المرأة على العضل أو التمييز على أساس النوع "الجنس" أو الضرب والإيذاء الجسدي واللفظي بل يتعدى ليشمل الحرمان من الحقوق المختلفة , حرمان الأنثى من ميراثها الشرعي وحرمانها من حقها في اختيار الزوج وحرمانها من حقها في التعلم والعمل الخ صور ذات طباع واحدٌ وهو النظر إلى ذلك الكائن بدونية ؟
المجتمعات العربية والإسلامية بلا استثناء نشأت على مجموعة من العادات والتقاليد الجاهلية الهاضمة للحقوق المٌعطلة للقٌدرات , جهلٌ مركب وعدوان صارخ واضطهادٌ واضح وتحايلٌ على الحقوق بدعوى الشرف تارة وعدم الحاجة تارةٌ أخرى , لي لأعناق النصوص الشرعية في محاولة بائسة لإيجاد مٌبررات شرعية تٌشرعن الظلم والعدوان والتمييز والاضطهاد والحرمان , التمييز النوعي " الجنس " والحرمان لذات السبب"التمييز " جريمة قذرة مهما كان مٌبررها , الدفاع عن حقوق المرأة بالعالمين العربي والإسلامي يعني عند الأغبياء والحمقى والمتعصبين تغريب ومؤامرة وفتنة ويعني أيضاً تغيير المجتمعات وتركيبتها الفكرية إلى الأسوأ , منطقٌ مقلوب فالجهل تغلغل بالعقول ولا عزاء للحقيقة عندئذِ , حمل راية الدفاع عن الحقوق والحريات يعني عند تلك المجتمعات عمالة وخيانة وأشياء أخرى أشد مرارة ومع ذلك تبقى الإنسانية والعدالة والحرية مقيدة بمستوى قيام الفرد أو الجماعة بواجبها نحو المستضعفين والمضطهدين وأصحاب الحقوق من الضعفاء والمٌهمشين , منظمات وهيئات وجمعيات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني بمختلف أنواعها وانتماءاتها واختصاصاتها مؤسسات مترهلة مٌصابة بأمراض مٌزمنة جعلت منها أدوات صامتة تارة وغاضبة تارةٌ أخرى , المجتمعات الحية تؤمن بالحقوق والحريات والعدالة والمساواة تٌدافع عن الحقوق والحريات أياً كانت صغيرة أم كبيرة فهل مجتمعاتنا العربية والإسلامية حية قطعاً لا فالجهل مٌركب والعقل مٌعطل والتبريرات جاهزة ومٌعلبة فالمرأة كصورة عورة وككائن لا قيمة له على أرض الواقع ؟
التعليقات (0)