العيون النظرات الحسد
العيون أنواع وأشكال والوان مختلفه متشابهه متباينه .. ولكن للعيون لغات .. وأيضا للعيون نظرات .. فالعيون تتكلم مثل الشفاه واللسان .. ولكن حديثها الصمت. وأهم لغات العيون هي لغة المحبين .. والتي تنطق بمكنون المشاعر وتباريح القلوب دون أن يبوح بها اللسان ..
والعيون هي ما يفضح المحبين دائما عندما ينظر الناس اليهم ويجدوا عيونهم هائمه في بحور الحب ..
ولكن إن قلنا أن للعيون لغات .. فأيضا للعيون نظرات .. وكل نظرة للعيون تحمل معني .. كنظرة الحب .. أو نظرة العتاب .. أو نظرة اللوم .. أو نظرة الغضب .. أو نظرة الإمتنان .. أو نظرة العرفان .. أو نظرة التشاؤم .. الي آخره من النظرات ..
وهذه كلها نظرات معروفه ومتعارفه وتنطق بها قسمات الوجوه .. ولكن بالإضافه الي كل ذلك .. هناك نظرة بلا معني تجدها في العيون الزائغه التي تتحرك في كل إتجاه باحثه عن أي شيئ غير محدد بلا هدف معين سوي النظر بغباء وتخلف ..
وهذه النظرات هي ما إمتزجت بدماء الكثيرين .. وكأنها موروث جيني لديهم .. جعلت عيونهم تبدوا وبصفه دائمه جائعه لشيئ ما .. تنظر في المأكل والمشرب والملبس والمسكن والسياره وقبل كل هذا تنظر في الأجساد ..
تلك النظره الحيوانيه الشهوانيه المشتهيه لكل شيئ .. فالشهوه ليست فقط جنسيه ولكن الشهوه الجنسيه هي فرع ضمن الف فرع من أصل الإشتهاء .. والعيون الشهايه أو المُشتهيه هي أحد أنواع العيون التي لم تتعلم ولم تعتاد علي "غض البصر" .. وكلمه غض البصر هنا عامه أيضا .. وتشمل كل شيئ ملك الغير .. وليس فقط غض البصر عن أجساد النساء كما نُفسرها نحن ..
تلك العيون الشهايه هي عيون جائعه محرومه .. حتي لو إمتلكت كل شيئ لأنها لم تتعلم العفه والكفاف .. ولم تتعرف اليهم علي الإطلاق لذلك تنظر بإشتهاء .. وأحيانا ما يؤدي هذا الإشتهاء الي الحسد ..
والحسد ENVEY هو إشتهاء لما يملكه الغير للنفس .. أو تمني زواله وفقدانه من هذا الغير .. وهو أي الحسد مذكور في كل الكتب المقدسه وتقر به كل الشعوب متقدمه ومتخلفه علي حد سواء ..
والحسد يُفسر علميا بأنه موجات طاقه سالبه تخرج من الحاسد عند تركيز نظره أو فكره في شيئ ما أو شخص ما وتصيب هذه الموجات السالبه المحسود فتؤدي الي أعراض مرضيه أو نفسيه لا حصر لها أو سوء طالع كالحوادث مثلا والتي تُعزي للحسد ..
وقد إكتشف العلم الحديث في الفيزياء الذريه والفيزياء النوويه أن للكون طاقه هائله متصله ببعضها البعض ويؤثر كل جزيئ فيها ويتأثر بالأخر سلبا وإيجابا وأن في حركه "النواه والالكترون" داخل ذرات الخليه يلف الالكترون حول النواه عكس عقارب الساعه بينما الجزيئات الصغيره تتحرك دائريا أو يمينا أو يسارا حسب الفكر والتوقع أي أن الفكر والتوقع يتحكمان في حركه الجزيئات الصغيره في الخليه ..
وبالتالي فإن فكر الانسان الحاسد والذي يحمل طاقه ترتبط بالطاقه الكونيه تخرج منه إشارات طاقه سالبه ..
تخرج تلك الطاقه من ما يطلقوا عليه "العين الثالثه" وهي مركز تجميع وخروج تلك الطاقه وتقع في وسط مقدمه الجبهه .. تجاه الشيئ أو الفرد المحسود لتؤثر سلبا في الطاقه الكونيه المحيطه به أو ما يسمي بالهاله أو الحقل الكهرومغناطيسي وينتج عن ذلك أعراض مرضيه أوعوارض نسميها بالحسد ..
ولكن ليس كل البشر لديهم القدره علي الحسد .. فإن كان كل البشر لديهم الطاقه الكونيه إجمالا .. ولكن ليس لديهم جميعهم القدره أو المعرفه لتوظيفها وإستخدامها بطريقه الإيذاء أو خلافها ..
ولكن لكوننا لسنا من المتخصصين أو الدارسين للعلوم المزكوره أعلاه .. فلنعود أدراجنا الي الحسد أو ما يعرف شعبيا "بالنظره" والتي يزخر بها التراث الديني والشعبي علي السواء .. وهي ما تعارف عليه الناس منذ الأزل .. وأصبح هاجس لديهم دفعهم لإبتكار الأشياء التي تقي من شر الحسد أو تُشفي من إصابات سهامه يؤدوها أو يرتدوها أو يخفوها بين طيات ملابسهم أو يعلقونها علي أبواب منازلهم ومتاجرهم وسياراتهم وكافه ممتلكاتهم ..
وتلك الإبتكارات لها صور متعدده وكثيره جدا يصعب حصرها كلها .. ومنها المرتبط بالدين أي الموروث الديني .. ومنها أيضا الموروث الدنيوي أو الشعبي ..
و سوف نحاول حصر عددا منها قدر الإستطاعه ..
الإعتقاد بحدوه الحصان وهو إعتقاد قديم يعود الي أيام الرومان وتعليقها علي باب المنزل يُبعد الأرواح الشريره والحسد ..
الإعتقاد بتعليق رؤوس الغزلان وجلد الذئاب والثعالب المُحنطه والجماجم علي جدران البيوت تطرد الارواح الشريره وتمنع الحسد ..
الإعتقاد بأنه كلما يُثني شخص أو يمدح أو يُعدد مزايا أو ممتلكات ستصاب بالحسد وبالتالي يجب إمساك الخشب فورا لإبطال الحسد ..
الإعتقاد بأن تعليق تمائم علي شكل عيون زرقاء وحمراء وما شابه تقي من الحسد ..
الإعتقاد في السبح وخاصه المصنوعه من الأحجار الكريمه .. حيث تُغسل السبح بماء ويُشرب هذا الماء علي أنه دواء وعلاج للحسد .. بل ذهب البعض الي أنها تشفي الكثير من الأمراض .. فمثلا سبحة العقيق تمنع النزيف بالنسبة للمرأة وتزيل الدم الموجود في العين كذلك الأحجار الخضراء اللون لها تأثير بمنع الأمراض والحمراء لتخفيف النزيف والإلتهاب .. وحجر العقيق للقبول والاقتناع وجلب الحظ والجمشت لمنع تراكم الشحوم .. والملكيت للتخدير وللحماية ضد السحر .. وحجر الياقوت الأزرق كرمز للعفة ..
وحجر الفيروز للنصر وتبيان الحالة النفسية للإنسان إذا تغير لونه عندما يوضع علي الجسد .. والكهرمان صالح لإمتصاص الأمراض من جسم الإنسان .. ولطرد الأرواح الشريرة .. كذلك إستخدم الفيروز الأزرق والزجاج الأزرق على شكل الكف أو المرسوم عليه عين للوقايه من الحسد ..
الإعتقاد بأن وضع الحذاء مقلوباً في مدخل المنزل يبعد العين والحسد ..
الإعتقاد بأنه حال التأكد من الشخص الحاسد يجب صلاه الميت عليه وهو نائم حتي يتوقف حسده ..
كذلك الإعتقاد بلبس الخواتم المُحلاة بالخرز الأزرق تقي من العين والحسد ..
كذلك الإعتقاد بأن تبخير البيوت بالأعشاب المختلفه تطرد الجن والشياطين وتمنع العين والحسد .. كالفاسوخه والبخور وعين الحسود والشبه وغيرها ..
كذلك الإعتقاد بأن حرق إسم الحاسد المكتوب علي ورق بمداد الزعفران بنية الشفاء من حسده يشفيه ..
كذلك الإعتقاد بأن الذبح عند البيت الجديد أو السيارة وتلطيخ الجدران بدماء على شكل كف تمنع عنها الحسد ..
كذلك الإعتقاد بأن الوشم هو درع واقي ضد الأمراض وطارد للشياطين التى تدخل جسم الإنسان وتسبب له الألم والحسد لهذا فالوشم هو القوة المضادة لذلك ..
الإعتقاد بأن بخور عاشوراء رقيه ودفعا للحسد والسحر ..
الإعتقاد بأن بخور الكنائس يبعد الشياطين والحسد ..
الإعتقاد بأن البصق علي الأشياء التي يُعتقد بأنها تعرضت للحسد يبعده عنها ..
الإعتقاد بأنه إذا نظر حاسد الي طعام تأكله يجب أن تُلقي منه علي الفور قطعه علي الأرض حتي تستطيع هضمه ..
الإعتقاد بأن تسميه الأبناء بأسماء قبيحه أو غريبه تقيهم شر الحسد وأيضا عدم العنايه بنظافتهم وكذلك إلباس الأولاد ملابس البنات يقيهم من شر الحسد ..
الإعتقاد بأن كسر البيض الطازج علي السياره يقيها من الحسد والنظره ..
الإعتقاد بأن تسخين الرصاص حتي الإنصهار ثم سكبه في الماء فوق الرؤوس "طق الرصاص" يطرد الشياطين ويشفي من الحسد ..
الإعتقاد بأن تعليق فرده حذاء قديم في البيت أو الحقل تقي من العين والحسد ..
الإعتقاد بتمائم معينة تحتوي على الحبوب والملح والنقود والشبه والشعير والفسوخه تعلق في شعر أو ملابس المولود تحفظه من العين والحسد ..
الإعتقاد بوضع آيات قرآنية معينة كآية الكرسي على صدور الأطفال مصنوعه من الذهب أوالفضة للحفظ والوقايه من العين والحسد ..
هكذا بل وأكثر بكثير إعتقده الإنسان وتوارثه جيل بعد جيل في كل دول وممالك العالم المتحضر والمتخلف علي حد سواء للوقايه من الحسد ..
ليظل الحسد فزاعه للإنسان الي الأبد .. وهو مجرد نظره ولكن نظره مختلفه ...
مجدي المصري
التعليقات (0)