مواضيع اليوم
العيش بين الفكين!
علي جبار عطية
الأربعاء 25-09-2013
قضيت في الاسبوع الماضي يوماً عصيباً!
وكان السبب سنا اصطناعيا تحرك من مكانه فاضطررت الى مراجعة عيادة طبيب الاسنان لاعادته الى مكانه فأعاده وياليته لم يعده!
لقد أخطأ الطبيب وألصق السن في غير مكانه وبعلو غير نظامي
وتحولت الى كائن نباتي بل كائن مائي لا يتناول غير السوائل وكان الالم في الفكين لا يطاق فحبات الرز صارت في فمي كالحصى وتعذر عليَّ الاستغراق في النوم وانتظرت شروق شمس اليوم التالي على أحر من الجمر وحين حل المساء هرعت الى العيادة وأخذت دوري في الانتظار يوماً شقياً لم أهنأ بطعام ولا شراب ولا نوم ولا يقظة وكنت اردد قوله تعالى (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو).
لماذا؟ قلتُ للطبيب: ليس الخبر كالعيان.
دهش الطبيب لما رآه وقال لي: المفروض أن تأتيني البارحة ثم تناول جمجمة صناعية ذكرتني بمشهد من مشاهد أفلام الرعب وبدت حكايتي مع الأسنان كحكاية وردة الجزائرية مع الزمان ! لكن الطبيب الحاذق قطع تفكيري وشرح ما حل بي قائلاً:
إن كل شخص عنده إطباق معين للفكين فلو فرضنا أن شخصاً اعتاد على إطباق فكيه بطريقة خاطئة وعمل له الطبيب حشوة غيرت اطباقه ولو بملمتر واحد فانه يعيش الشقاء.
وأضاف: إن ميكانيكا الدماغ هي التي تضبط هذه الفعالية وأي تغيير فيها يجعل المرء شقياً!
ثم شرع باصلاح ما ارتكبه من خطأ وهنا واجه صعوبة في قلع السن في اشارة الى قوة البناء الخاطئ ومقاومته!
ولكن لابد من ألم في كل الاحوال وفي اثناء عمله مرت في ذهني صور من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية بل حتى السياسية التي تعاني من مشكلات عدم الاكتمال او كثرة المعوقات والمطبات او النتائج المدمرة حين تصبح المقدمات الخاطئة تقود الى نتائج خاطئة.
ظلت هذه الهواجس تقرع في ذهني بالتزامن مع آلات حادة استعملها الطبيب وحين انتهى من عمله رفض أخذ الاجرة لأنه عد نفسه مسؤولاً عن شقائي!
ولم تذهب هذه الحادثة سدى فيكفي أنها تجعل المرء يتحسس أية نعمة يعيشها وهو يشرب الماء البارد ويأكل رغيف الخبز الحار من دون ألم ! وتذكرت جملة كنت أرددها أيام الشباب تقول: إن اصلاح العالم يبدأ من تقويم سن!!
أضف تعليق
آخر الأخبار من إيلاف
من صوري
فيديوهاتي
التعليقات (0)