مواضيع اليوم

العيد وفنجان قهوة

soso-n nafee

2009-04-13 05:02:01

0

العيد وفنجان القهوة !!
لسِت مدمنة على شرب القهوة التركية , ولست من طلاب مدارسها .. !!
ولكني لا ادرى لماذا وفى المناسبات السعيدة ومنها الاعياد تحديدا تتوق شفتي لمعانقة فنجان قهوة والاستمتاع برائحتها الذكية وطعمها الخرافي والمدهش ؟؟
وفى نفس الوقت لا ادرى لم اتكدر واغتم بصحبة هذا الفنجان ؟؟
ولو سألني احدكم من عشاق القهوة : كيف يكون الكدر مع فنجان قهوة !!؟؟
سأرد قائلة : لان احداث العام كلها تصر ان تتراقص فوق وجه الفنجان اليتيم الذى اريد ان استمتع باحتسائه مرة او مرتين فى العام .. ففي اول رشفة آراني وقد تصبحت بوجه بوش وارهابه للعالم والخراب الذى تركه خلفه تركة لاوباما المسكين .. ثم تتحلق جثث القتلي واحداث الانفجارات فى بغداد والجزائر وفلسطين وفى كل مكان فى ثاني رشفة .. ثم يأتيني وجه عباس السمح وحماس والخلافات بينهما و" انا بوليس " وشروطها السوداء فى ثالث رشفة .. ومن ثم تتوالي الاحداث امامي وكأني اجلس امام " قناة الجزيرة او السي ان ان " فتتهادي كل مشاكلنا من فقر وجهل ومرض وجوع وتشرد وبؤس فى رابع رشفة وتصر المساواة والعدل والحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ان يخرجون لي لسانهم متأسفين على ضياعهم فى عالمنا فى خامس رشفة , ويبقي ملف التسابق الى التسلح وامتلاك النووي العالمي وليس الايراني فقط يقشعر بدني خوفا فى سادس رشفة .. ثم الظلم الواقع على الاطفال والمسنين والنساء حصاد حروب الرجال وعنفهم والكوارث الطبيعية تشغل الحيز الكبير من الرشفة السابعة ..
وهكذا تهمي ادمعي حزنا , وتنطوى النفس على همومها الما , وعلى الرغم من الكآبة الواضحة من اولها , الا انني اصر على تكملة مشواري مع فنجان القهوة الذى سمعته يهمس لي : اكمليني سيدتي وامسحي دموعك وستسعدي ..
ليطل فجأة وجهك راقصا ضاحكا مستبشرا فى القطرات الاخيرة بالفنجان فأتشبث به لعلي اعوض بتقاسيمك الهادئة عما يمور فى عالمنا من ثورة ونيران .. .. فأرشف عينيك سكني وانسي وامسي ويومي وليلي واملي .. واتوقف للحظات وانا اقبض على قلبي واحبس انفاسي وانت تتجول بعينيك فى عمق صدرى لتكتشف ضعفي بك , فتمضي هنا وهناك تتحسس كل الاماكن , وتطرب لاحتلالك كلي ..
وفى الرشفة قبل الاخيرة اقسم اني تنسمت أريج عطرك فى الفنجان وكأني قد توضأت توا فى عطر فردوسي مذهل , واندهش المكان كله حولي بنسائم ابتسامتك الحيية وتناثر سحرها عبر المسافة والزمان .. فاهتزت سنابل الضوء بين يدي تضئ عتمة المكان بمحياك البهي ..
وحملتني الرشفة الاخيرة اليك .. لتثبت لي انك متفرد فى احساسك بي , وان قلبك الشفيف فى محبته يعانقني كضحكة رضيع فى عامه الاول .. وانني اعشق ان اكون اسيرة لظلك المسكوب فوق وجه الفنجان , وان ما يحمله قلبي لك من حب يفوق احلام الاستقلال لوطن مذبوح بسكين الاحتلال , وان شوقي لأن اغفو على صدرك ما له حدود , وما زادتني تلك الرشفة الاخيرة الا عطشا لك ليبيت الشوق اكثر اتقادا فيغمرني مذاق نادر للقهوة .. لادرك اخيرا انه العــــــــــيد ومهما توالت الكوارث فأنت هناك دوما تمنحني حق المواطنة فى قلبك وتغرقني بشلال عطفك وحبك وعطرك وسحرك فأهمس لك .. كل عـــــيد وانت معي .. وكل من حولنا يزهو بالخير ..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !