العيد ذاكرة ..أنتِ شعلتها والثقاب

الزمن .. ذاك الموغل في غيابة الذاكرة , المتشكل على يد السنين المترادفة , قوافله تكّات ساعة تطوي عقاربها مساراً يمتد بين فجر تضيء على تخوم النهار بسمته وسحر غادرته نجوم تلم في حقائب الأوبة شوارد بريقها ..
هو الزمن .. على خدود الشباب يأتلق وعلى تقوس الانسان يشيخ , خطاه بقياس الظواهر ثابتة وبالأحاسيس المتخلقة في رحم الرؤى والتذكر مختلفة , تتسع على سنا الأفراح خطاه وفي قتامة الحزن يحاصرها الدمع في اهتراءات التخبط
يبقى السؤال ازميلاً يحفر في معرفة الزمن :
أهي الأيام في دوران مغزلها تشكله ؟ ..أم هي اللحظات المتباينة في مساحات الذاكرة عمقاً وامتدادا ؟
الذاكرة خزانة اللحظات ومصدر الاحساس بالزمن .. على أرفف الذاكرة لحظات , مغيبة كـ العش المهجور تلتف حوله أغصان الشجر ..يحركها بريق الأشياء وتدافع الأفكار كـ دوي النحل العائد إلى خلاياه
ليلة العيد ..وعلى مصباح تشع باللحظات ذاكرته , نعيد فتح حقيبة الأيام ونلتمس تذكاراً على جوانبه انتظمت بصمات الأعياد السابقة ...
يأتي العيد .. نظرة من عين الزمان جانبية , تنسل من بين أهداب ليلته في زهو ودلال , تخطر بين الضلوع وتسقي جوانح شفها الحنين وطول الانتظار
ذاك العيد طفولة
عيناها البراءة لم يُصبها رمد الأيام , أنفاسها العطر لم تلوثها عوادم النفوس
ذاك العيد طفولة
أثوابها الطهر بياض لا تطفيء نصاعتها عتمة , خطوها الواثق أمان لا يستدني طمأنينتها وجل
ذاك العيد أنتِ
نغم من أنامل عاشق همى ليوقظ بالدفء غفوة الأجفان , ذاكرة أنتٍ شعلتها والثقاب
ذاك العيد أنتِ
بوح على قوافي الشعر رسم حنانه .. عطر على عقود الزهر ضوع تحاياه.. غمام معانيه المثقلة بالحب والشوق والوفاء
كل عام وأنتِ
نبض الفجر .. دفء النهار .. سراج الليل وشوق الأماسي الحالمة
الحربيـ يوســف