مواضيع اليوم

العولمة والأمن القومي ..

محمد غنيم

2009-05-23 07:36:01

0

قد يجد الملاحظ والمتتبع للحراك السياسي والعسكري في مناطق الصراع البارزة في العالم عنواناً رئيساً هو "الأمن القومي"، فخطاب الرئيس الأميركي الأخير أوباما ركز على الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ نحو شهر أو أقل برزت قضية الأمن القومي المصري ومسألة حدودها مع بئر السبع وقطاع غزة والفراغ العسكري في صحراء سيناء وتحدث الإعلامي محمد حسنين هيكل عبر برنامجه مع هيكل تجربة حياة الذي يبث على قناة الجزيرة عن مسألة الأمن القومي المصري وعقب على جوانب في مسألة الأمن القومي "الإسرائيلي".

 

ويقوم الجيش الباكستاني بالهجوم على معاقل طالبان لحماية أمنها القومي، فيما تقوم "إسرائيل" بالاستمرار في الحديث عن خطر النووي الإيراني، والتخطيط لحرب في مكان يبعد عنها جغرافياً لحماية أمنها القومي، كذلك يقوم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بتكرار قضية الأمن القومي اللبناني ويدعو كافة الطوائف والكيانات السياسية في لبنان للعمل بجهد في هذا الشأن، وتدعو روسيا الاتحاد الأوروبي بتغيير نمط السياسات الأوروبية المتبعة في بلدان الاتحاد السوفياتي السابق كمسألة تمس الأمن القومي الروسي، وهناك العديد من القضايا التي بدأت ملفاتها تفتح حديثاً وكلها في خضم "الأمن القومي".

 

منذ تأسيس ما سمي بالنظام العالمي الجديد بعيد انهيار الاتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة، بدأ الحديث عن مخاطر الهويات الوطنية في حال انتشار العولمة، وظهرت مؤسسات عبر قارية وتكنولوجيات كونية قد تهدد الأمن القومي للبلدان خاصة النامية، ومن تلك المؤسسات والتكنولوجيات شبكة الإنترنت ومسألة احتكارها.

 

العولمة أظهرت بأن لا بد وأن تتعولم القضايا والثقافات والصناعات، وبعيداً عن سياسة الإدارة الأمريكية السابقة لبوش، كان لا بد من ظهور فلسفة ما تنتمي للجريمة والإرهاب وتهديد القوميات وأمن المجتمعات والدول، فالإمكانيات أصبحت متاحة أكثر من ذي قبل، ووسائل النقل والطيران انتشرت بكشل كبير نتيجة إتاحة الغلاف الجوي للمرور وتطور الصناعات ذات العلاقة بوسائط النقل ووسائلها، وانتشر الإعلام ووسائطه أيضاً، وظهر ما سمي بالقرية الصغيرة.

 

ظهر مصطلح الإرهاب في أحداث الحادي عشر من أيلول عند انهيار مبنى التجارة العالمي، ولغاية الآن لم تتفق الثقافات المتنوعة على تحديد هذا الإرهاب ومعناه وما هو، وظهرت أحداث فاقمت المخاطر مثل الحروب وعمليات الأمم المتحدة وانتشار المجاعات والأمراض الخطرة المؤدية للموت كأنفلونزا الطيور وأخيراً بأنفلونزا الخنازير، وما تزال الدول تشعر بالخوف يحيطها في جوانب عديدة.

 

فعندما ظهرت العولمة وعدت بأن العالم السياسي لن يكون مرهقاً في الحفاظ على أمنه القومي، أما مناهضو العولمة فتحدثوا عن عكس ذلك، وأعلنوا أن العولمة ستفاقم من المخاطر التي ستتعرض لها الدول على أمنها القومي، ومعادلة القرية الصغيرة يبدو أنها لم تتحقق في ظهور هذا الكم الكبير من الحراك على صعيد الأمن القومي، وعادت الدول إلى مساحات حدودها الداخلية للحفاظ على هذا النوع من الأمن، ومن الممكن أن يمتد الأمر ليصل الأفراد حتى يقوموا بما قد تمليه عليهم دولهم من قوانين وأفعال للدفاع والحفاظ على الأمن القومي.

 

وإذا ما وصل الأمر إلى هذا الحد فهذا يعني وبعد قضية الأزمة المالية العالمية إلى سقوط العولمة، وحتى في سقوطها ستبقى قضايا الأمن القومي تشكل خطراً كبيراً على الشعوب والمجتمعات إذا ما لم يتم اللجوء لأمن قومي عالمي موحد تتشارك فيه الثقافات المتنوعة والاتجاهات الجغرافية دون استثناء.

 

وفي هذا سأتحدث قريباً عن مسألة الأمن العالمي الذي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية السيطرة عليه وتملكه لما فيه سيطرة مستقبلية على العالم.

 

mgnaim@yahoo.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات