المخابرات البريطانية تعتبر أنور العولقي العدو الأول للغرب (الجزيرة نت) كتب نائب مدير تحرير صحيفة ديلي تلغراف البريطانية مقالا قارن فيه بين زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والناشط اليمني الأميركي الجنسية أنور العولقي الذي وصفه رئيس جهاز المخابرات البريطاني الداخلي (أم آي 5) جوناثان إيفنس قبل أيام بأنه "عدو الغرب رقم 1". وتحت عنوان "العولقي.. أهو بن لادن الجديد؟" قال فيليب جونستون "ربما لم تسمع به من قبل لكنه يمثل الوجه الجديد للإرهاب الدولي, إنه أنور العولقي, وخلافا لبن لادن الذي لم يظهر للعلن منذ سنين, فإن العولقي صاخب وجلي وخطير للغاية, ولو حصل هجوم في أي وقت قريب في لندن أو أي عاصمة غربية, فإن الاحتمال الأكبر هو أن العولقي هو من يقف وراءه". وهذا ما دفع وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) لإدراجه ضمن قائمة من تستهدفهم بالاغتيال, وتثير علاقة العولقي مع القاعدة قلقا خاصا في الأوساط الغربية نظرا لاتساع دائرة أتباعه في الدول الغربية بما فيها المملكة المتحدة, حسب ما نقله الكاتب عن إيفنس. ويتساءل جونستون "من هو العولقي؟ ولماذا كل هذا القلق بشأنه في أوساط أجهزة الاستخبارات الغربية؟" ثم يرد قائلا إن العولقي هو إلى حد ما نتاج النجاح الغربي في كبح جماح نشاطات القاعدة في أفغانستان ومناطق القبائل في شمال وغرب باكستان. ويرى جونستون أن القاعدة في تلك المناطق تفرقت أيدي سبأ بل ربما هزمت بشكل كامل. وأرجع الكاتب تراجع عمليات القاعدة في تلك المناطق بشكل كبير إلى كون غالبية مقاتليها الأجانب, وخصوصا العرب منهم, انتقلوا إلى الصومال أو اليمن حيث يوجد العولقي. ورغم أن العولقي (39 عاما) -يضيف الكاتب- ليس أمير حرب مدججا بالسلاح كما هي حال بن لادن, فإنه واعظ يبث أفكاره الإسلامية عبر خطب ينشرها على الإنترنت, إذ تخوله الشبكة العنكبوتية من أن يجعل خطابه عالميا. وهنا تكمن خطورته -حسب ما تراه أجهزة الاستخبارات الغربية- وذلك نظرا للصعوبة البالغة في وضعه تحت الرقابة ومتابعته, فبإمكان الأجهزة الغربية -يقول جونستون- أن تتعقب المجموعات التي تخطط للقيام بأعمال إرهابية، لكن ذلك يكون شبه مستحيل إذا تعلق الأمر بأشخاص يتصرفون فرادى بعد أن تأثروا بخطب للعولقي قاموا بتنزيلها من الإنترنت. المصدر: ديلي تلغراف
تعليق:
الإسلام يكره الإرهاب ويجرم الإرهابيين
صار ما يعرف بـ« الإرهاب الإسلامي » ظاهرة تتفاقم كل يوم وتسجل حضورها في مناطق مختلفة من العالم. ولقد سجل الإرهاب العالمي حضوره بكثافة في وعي الرأي العام العالمي كثافة الآلام التي يسببها لأناس أبرياء لا صلة لهم – في الغالب الأعم – بالسياسة والحروب التي يفجرها مصاصو دماء الشعوب من قوى الإستكبار في الأرض... فهل في نصوص القرآن(مصدر سلوك المسلم الحق) ما يبرر مثل تلك الأعمال القتالية خاصة وأن الإرهابيين يزعمون أنهم يخوضون ضد الكفار- بمن فيهم الحكومات العربية و الإسلامية - حربا جهادية ركيزتها آية من آيات القرآن الكريم: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفى إليكم وأنتم لا تظلمون»(سورة الأنفال المدنية الآية 60).؟!
لقد جاء الإسلام رحمة للعالمين.. من عرب وعجم وأهل كتب إلاهية سابقة«وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»(سورة الأنبياء الآية107).. ووعد أتباعه المؤمنين بالقرآن، المتبعين لوحي الله بالعزة والقوة والتمكين لهم في الأرض.. « ولقد كتبنا في ألزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون » (سورة الأنبياء الآية 105). ورسم لهم في كتابه المجيد كل الثوابت والسنن الحضارية الأزلية التي تورثهم الأرض وتجعلهم قادرين على قيادة العالم بالعدل والحق والقسطاس المستقيم والشهادة على الناس... ولقد كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خير قدوة عملية لإنزال آيات القرآن العظيم / الثوابت الإلاهية في الكون والإنسان والحياة للواقع المعيش في دنيا البشر. ولقد انقسمت حياته عليه الصلاة والسلام إلى فترتين هامتين سمي القرآن باسمهما:
1 – الفترة المكيّة – القرآن المكّي: دامت 13 سنة، وقد خلت كل السور المكيّة الموحى بها خلال هذه الفترة (86 سورة)من أي إشارة إلى القتال في سبيل الله كما خلت حياته صلى الله عليه وسلم من أي عنف أو استعمال للقوة في ردّ الإضطهاد والتـّنكيل الذي كان يتعرض له المؤمنون برسالته... وقد أمر الله فيها المؤمنين بتطهير نفوسهم وتزكيتها من الشرك بالله وإفراغها من قيم وتقاليد مجتمعهم الجاهلي، وملئها بقيم الإسلام الحنيف وتوحيد الله وإفراده بالطاعة، والخضوع التام لأوامره ونواهيه.. ولعل أبرز ما نهت عنه الآيات والسور المكية "الفحشاء والمنكر" كالزّنا وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وامتدحت: « الذين لا يدعون مع الله إلاها أخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ».(سورة الفرقان الآيات 68-69).
2 – الفترة المدنيّة- القرآن المدني: وهي الفترة التي تواجد فيها الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة التي هاجر إليها و التي كون فيها الرسول صلى الله عليه وسلم دولته الإسلامية، وقد أذن له وللمؤمنين بالقتال لحماية المؤمنين الذين صاروا يحيون طبقا للشريعة الإسلامية وتنتظم حياتهم بآيات القرآن المدني ..يقول الله عز وجل: « أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله » (سورة الحج المدنية الآيتين 39 و40).
إن استحضار حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في كيفية تطبيق وحي الله عز وجل تكشف لنا بوضوح حقيقة هؤلاء الإرهابيين- المجرمين بمعيار القرآن : والمتمثلة في أنهم لم يستجيبوا لأوامر الله في الانتهاء عن قتل النفس البريئة التي حرم الله قتلها إلا بالقصاص ولم يدر في خلدهم الإستجابة لأوامر الله أو الخضوع لشرعه وإنّما هم يقومون بأعمال إجرامية أملتها عليهم مصالحهم.. و يتبعون أهواءهم بغير علم ولا هدى من الله.:«ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله».
التعليقات (0)