العواطف أفعال متبادلة
الجميع يبحث عن قلب ليٌفرغ مالديه من عواطف مختزنة بقلبه الصغير , وذلك شيء طبيعي لأن لغة العواطف لغة صادقة طاهرة وقد تتحول تلك اللغة للغة كذب وممر خيانة والسبب الجفاف العاطفي والتصحر الذي يٌصيب بعض القلوب وذلك شيء يناقض الطبيعة البشرية فكل القلوب تٌحب أن تٌشبع عاطفياً وتسعى للاستقرار الروحي المبني على لغة الصدق والتعامل الإنساني , بعض القلوب تحب أن تسمع كلام عاطفي وتحب أن تعيش أجواء الرومانسية لكنها لا تعطي القلب الذي أعطاها ,جفاف وعدم اهتمام وتبرير بالحياء تارة وبالانشغال تارة أخرى وتلك هي الأنانية في أوضح صوره لها !
لو بحثنا عن أسباب الخيانة الزوجية لوجدناها كثيرة , لكن أهم سبب هو الجفاف العاطفي وعدم الاهتمام بالشريك الأخر , وهنا لا أبرر الخيانة فالخيانة الزوجية جريمة بحق الإنسانية وبحق المجتمع لكن لابد من الحديث بصراحة عن السبب الهام وهو غياب العاطفة ولغة الحوار وقلة الاهتمام , فالزوجة قد تبادل زوجها الحب وتحتويه بالحنان والكلام الجميل ومع ذلك يقابل الزوج ذلك الاهتمام ولغة الحب بالجفاء والانشغال وعدم الاهتمام وقد يحدث العكس فالزوج هو من يبادل زوجته الاهتمام ويطوقها بالحنان والكلام الجميل ويخاطبها بلغة العواطف والحب وتقابله هي بالجفاء وعدم الاهتمام وقد تبرر ذلك التصرف بالحياء أو بعدم المعرفة أو بأنها تختزن مشاعرها بقلبها , وذلك تصرف خاطيء له تبعات خطيرة على استقرار الحياة الزوجية .
الجفاف العاطفي له تبعات خطيرة تنذر بهدم البيت وتشتيت الأسرة خاصة في زمننا هذا زمن الانفتاح الإعلامي والتغير الثقافي , فالشجرة إذا أهتم بها المزارع فإنها تنتج الأثمار وتزدهر لكن عندما تم إهمالها فلا يتنظر المزارع أي شيء منها أبدا .
النفوس مخلوقات لديها عواطف وتبحث عن قلوب تحتضنها وتشعرها بالاهتمام ولو بكلمات بسيطة , وأهم شيء في لغة العواطف الصدق لان العواطف ذات لغة صادقة حتى وإن حولها البعض إلى عواطف بلغة كاذبة مثلما يحدث في غرف المومسات من ذوبان للأجساد بمياه العواطف ذات اللغة الكاذبة الممتزجة بنيران الحرام , ومثلما يحدث في الظلام من معاكسات ومواعيد كان غلافها البحث عن عاطفة ولو كاذبة والبحث عن شيء مفقود حتى وإن كان الثمن كبير.
الشيء الذي يحيرني هو كذب بعض القلوب ففي منازلها لا تبادل شريك الحياة عاطفياً وتجدها تبادل الشريك البديل الذي تم اصطياده بالحرام عاطفياً ويضحي بالكثير من أجله وتلك ممارسة معكوسة مقلوبة غاب فيها صوت العقل والضمير الإنساني .
الجفاف العاطفي كارثة وقلة الإهتمام كارثة أيضاً وبالمقابل الاهتمام ولغة العواطف الصادقة تنبت الشيء الكثير , فلنعلم أبنائنا ذلك وليعيد البعض النظر في حياته الأسرية لعله يصلح ما يمكن أصلاحه , ولنعلم الفرق بين بنو البشر وبين الحيوانات الفرق كبير ولعل من أهم الفروق هو لغة العواطف والأحاسيس وهذا ما يميز البشر عن الحيوانات التي لا هم لها سوى المأكل والمشرب فقط ....
التعليقات (0)