مواضيع اليوم

العنف سيد الاخلاق

soso-n nafee

2009-07-03 14:11:45

0

 

العنف سيد الاخلاق
مسيرتى الطويلة فى الحياة اثبتت لى وبشكل قاطع ان " اخينا الانسان عندما فتح الله عليه بااولى ومضات العقل استغلها فى صنع بعض الاسلحة البدائية للدفاع عن نفسه , وبتلك الاسلحة ايضا حاول السيطرة على الطبيعة فاصبح يسلب ثمار عمله بالعنف الذى بدأ يمارسه الاقوى الذى امتلك وسائل دفاعية حيال الاضعف " حلو الكلام " . لذا سنجد انه فقد العلاقة الجدلية بينه وبين الطبيعة واى انسان اخر اضعف منه . واخضع نفسه لضياع حقيقى بعد ان تحولت تلك العلاقة الى وقائع ظالمة تستبد بالانسان اولا والطبيعة ثانيا "
واصبح العنف والاستبداد يرافقا الانسان فى شتى مراحل حياته لتتضخم هذه الظاهرة وتتسع دائرتها فى ظل التشكيلات الاقتصادية التى تتربع فوق قمتها قوى الاستغلال التى تقهر الانسان جسديا و نفسيا حماية لمصالحها واستمراريتها .
ولو امعنا النظر فيما يدور حولنا من عنف وخلافه " معرفش ماذا تعنى خلافه " سنجد ان العنف الاسود الذى يخرج عادة من رحم الاضطهاد الفردى اوالاضطهاد الجماعى " اضطهاد الشعوب " وان القوة المضطهدة التى سأشرحها عشان خاطر عيون القراء تعنى قوى استغلالية محلية وقوى استعمارية خارجية تسود فى كل تشكيل اقتصادى لتصبح اخلاقية الظلم والعنف هى اخلاقية الطبقة المستغلة والتى تنزع الى تدمير الجوانب الانسانية لدى المضطهدين الذى يصبح كل عضو منهم مشلولا داخل مجتمعه .
ويفاجئنا ما يروجه المستغلون من افكار تهدف الى تأكيد ان العنف والظلم احد اقوى اندفاعات الغريزة ورواسب موروثة للجنس البشرى ناسيين المعطيات الايجابية لو كانت هناك عدالة اقتصادية وسياسية .
ان الفكر العلمى التقدمى الذى اباح سياسة العنف الثورى فى مسار الحركات الثورية المقاومة لكل قهر او استغلال وذلك وفق خطة استراتجية نضالية متكاملة لتحطيم بنية المجتمع الاستغلالى وبناء مجتمع جديد تغيب منه صور الاستغلال والقهر والعنف الذى يقهر الانسان اداة الثورة والبناء والتغيير على مر الازمان والاجيال .
ان العنف على تنوعه وتعدد صوره من " حروب , اعتداءات , قتل , قمع بوليسى , مراقبة الحياة الخاصة وبعض من اشكال السيطرة الاقتصادية هى علاقة الانسان الذى ينسى او يتناسى ان من حق اخيه الانسان ان يمارس حياة حرة كريمة يحدد فيها مصيره وحسب وعيه واحتياجاته .
ولان هناك يااخوان علاقة بين العنف والتعسف وبين الاخلاق حيث لا يجب ان نفصل الاخلاق عن المجتمعات وتركيبتها الطبقية والتى غالبا ما تكون نتاج للتشكيل الاقتصادى القائم لذا ونحن فى زمن " خذ وهات والعولمة " .
وقد سألت نفسى مرارا وتكرارا هل اصبح العنف هو الخلق السائد لدى الطبقة الضعيفة السائدة التى تحاول ان تدافع عن نفسها ضد قهر الاقوياء ..
وكما يحدث دائما حيث تتوالى على شخصى المتواضع الفتوحات فى علوم التنظير وجدت ان خطاب السادة الاقوياء الامريكان ملاك الديمقراطية والحرية والمسؤوليين عنها امام العوالم الاخرى وبما يمتلكون من اسلحة وتكنولوجيا يتفوقون بها على بقية شعوب الارض من الاوباش والرعاع والذى يتعالى على شعوب الارض ويضطهدها هو السبب الاول للعنف الذى عم ويعم وسيعم العالم حيث لا عدالة ولا وعى بمتطلبات الشعوب من حرية وديمقراطية وحقها فى حياة كريمة , وهكذا تصبح تلك الشعوب او حتى الافراد وفى خضم البحث عن تلك الحياة الكريمة العادلة تضطهد الاخرين بعنفها ناسية بأن اولئك الاخرون من الممكن ان يصبحوا مابين ليلة وضحاها هم انفسهم اى " نحن هم الاخرون " .
وللاسف نحن الان نحيا فوق قمة العنف غير المبرر الذى يمارس بدون ذرائع والذى يمارس بكل اشكاله فوق رقابنا وابرياء اخرين ليس لهم فى " الثور ولا فى الطحين " على رأى المثل والذى يذكرنى بتلك الحكاية ..
يحكى ان ذئبا التقى بحمل وديع تاه عن قطيعه , احس فجأة بالجوع وتمنى لو افترسه , لحق به وقال له :- انت ايها الحمل لقد شتمتنى العام الماضى شتيمة مقذعة .
تعجب الحمل ورد :- هذا مستحيل سيدى الذئب فاأنا لم اولد الا هذا العام ....
- اذن انت الان ترعى فى عشبى ..
رد الحمل مستهجنا وايضا هذا مستحيل لانى لم اذق طعم العشب حتى الان ..
- اذن شربت من نبعى ..
والله لم ارتوى حتى الان الا من حليب امى ..
قال الذئب متأففا :- على اية حال لا يمكن ان ابقى بدون عشاء وهجم على الحمل وافترسه ...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !