مواضيع اليوم

العنف الجنسي في إسرائيل!! انتشار الظاهرة في المؤسسات الحكومية والعسكرية وفي المدارس وبين المتدينين

روح البدر

2010-01-23 17:56:32

0

العنف الجنسي في إسرائيل!! انتشار الظاهرة في المؤسسات الحكومية والعسكرية وفي المدارس وبين المتدينين


كتب - تيسير أبلا ســــي
لم تخف تعابير وجوه في المحكمة المركزية بتل ابيب الإمتعاض من الجد المتهم الذي حكم عليه قبل دقائق بالسجن الفعلي لمدة 18 سنة، وسنتين مع وقف التنفيذ، ودفع تعويضات بمبلغ 150 الف شيكل لحفياداته الثلاث اللواتي تعرضن لمدة سنتين للتحرش الجنسي والإغتصاب من جانب الجد.

والجد المغتصب كان من المفروض ان يحافظ على حفيداته الثلاث الصغرى بسن ثلاث سنوات والكبرى بسن ثماني سنوات، فالعائلة هاجرت الى إسرائيل قبل فترة قريبة، والوالد والوالدة إنشغلا بأعباء الحياة، وكانا مضطرين للغياب عن المنزل لساعات طويلة بين العمل المضني في مجال النظافة وبين حصص التدريس في المدرسة الليلية (أولبان) لتدريس اللغة الإسرائيلية , وبمرور الوقت بدأ الجد يلاطف الحفيدة الكبرى التي عارضت في البداية، ولكن صراخ جدها بصوته المجلجل وقيامه بصفعها بشدة جعلاها تستسلم بسهولة، وبعد ان اطبقت فمها كان الجد يسحبها بقوة الى مخزن مهجور قريب من البيت ويقوم بإغتصابها، وكان يهددها ويتوعدها ويطالبها بإلتزام الصمت وعدم الحديث عما جرى وخاصة أمام والدها ووالدتها , ولم يتورع الجد عن الإستمرار في أعماله، وقام بإغتصاب الحفيدة الوسطى ثم الصغرى رغم صراخ الحفيدة الكبرى ومحاولتها ثنيه عن تنفيذ ما يجول بخاطره , وهكذا يوم بعد يوم كان الجد ينتقي الحفيدة التي يريدها، وبقي الأمر على ذلك حتى بدات الشكوك تساور الوالدين، وأدت التحقيقات مع الفتيات الصغيرات الى كشف الجرائم البشعة التي كان الجد المغتصب ينفذه في مخزنه المهجور.

دون وازع من ضمير

محامو الجد طلبوا من القضاة الرأفة والرحمة في حكمهم على الجد المغتصب بإدعاء أنه كبير السن، ولن يتمكن من معايشة أوضاع السجن، ثم ان صحته لن تحتمل ظروف السجن، ولكن القضاة ابراهام طال ويهوديت امستردام وروت ليف هار شارون قرروا بالإجماع أن الجد المتهم لم يظهر الندم على ما قام به من أعمال مشينة، وأنكر بشكل تام ضلوعه بالجرائم المذكورة، وأشار القضاة في حكمهم الى أن الجد الذي كان من المفروض أن يدفع الأذي عن حفيداته، إستغل الظروف وقام بأعماله المشينة دون وازع من ضمير، ودون تورع عن القيام بفعلته مرات ومرات، الأمر الذي يؤكد أنه قام بأعماله عن دراية وفهم لما يقوم به، ولذلك لم يكن هنالك مجال من إلتماس الرأفة لمثل هذا الشخص الذي لم يعتد فقط على عفة الفتيات القاصرات، بل شوه نفسية كل منهن، وشوه رؤيتها للحياة، وبدل أن ترى الفتيات فيه صورة الجد الحنون، إنقلبت صورته لتصبح الوحش الكاسر المغتصب .

ولاحقاً قررت المحكمة إستبعاد الفتيات لملجأ خاص للفتيات القاصرات بعيداً عن البيت ليكون بإمكانهن الحصول على العلاجات النفسية الملائمة لمثل هذه الظروف، وفي مثل هذه الحالات العلاجات النفسية قد تتطلب الكثير من الوقت وليس من المؤكد ان تؤدي الى نتائج إيجابية بشكل تام، فرواسب مثل هذه الإعتداءات قد تجعل من المعتدى عليه أو عليها شخصية محطمة هشة، وقد ينتهي الأمر ببعض الفتيات الى التحول لبائعات هوى كما حدث مع فتاة من كيبوتس كفار ناعن حيث شاركت في حفل للشبيبة، وخلال الحفل بدأ بعض الشبان بتناول بألوان قرمزية وخضراء داكنة بعضها يدعى أقراص "حاغيغات" وهي اقراص من المخدرات المخففة، والتي تؤثر على الجسد تدريجياً، وفوقها كانوا يفرغون في حلوقهم الكؤوس تلو الكؤوس من الفودكا الروسية شديدة التركيز، ويشربون المياه المعدنية ليتمكنوا من الرقص اطول فترة ممكنة على إيقاع موسيقى الترانس التي تتطلب جهداً كبيراً، وفي هذه الأثناء كانت حبات الحاغيغات التي إبتلعوها قد بدأت تنشر مفعولها في اجسادهم المشبعة بالكحول، ولم يكن هنالك أي من الشبان قادر على الحديث بشكل عادي بل جميعهم اصبحوا ثقيلي الألسن يترنحون يمنة ويسرة بينما يزداد إيقاع الموسيقى صخابة , وهذه الحفلات أمر عادي في امسيات يوم الجمعة حيث يبحث كل من هؤلاء عن المجموعة التي سوف ينضم إليها لحفل إجتراع الخمور والرقص حتى ساعات الصباح , والجرائد والصحف مليئة بإعلانات عن حفلات منظمة بعضها يجرى في مناطق محددة بعيدة عن اعين الشرطة، وغالباً في الغابات أو على شواطىء البحر، وبعضها في بيوت خاصة حيث تجري ايضاً حفلات تبادل الأزواج "هاحلافات زوجوت"، ويشترط بعض منظمي الحفلات على المشاركين الموافقة على تبادل الصديقات بصديقات الآخرين، وتبادل الأزواج وبعد عدة ساعات من بدأ الحفل يصبح المشاركين غير قادرين على التمييز وتصبح الشابة بين احضان شاب غريب عنها بينما صديقها او خطيبها يعانق شابة أخرى، وقد لا تبقى الأمور على هذا النحو، فمع تقدم الليل وإحتلاك الظلام يختلي البعض ليقوموا بممارسة الجنس مع الآخرين دون وعي، واحياناٌ ممارسة الجنس الجماعي الماجن، واحيانا عندما ترفض إحدى الفتيات قبول عرض إحدهم عندما يتوجه إليها بطلب "تعالي نفعل ذلك " قد لا يتورع عن مهاجمتها وإغتصابها وهذا ما حدث مع فتاة كيبوتس كفار ناعن التي لم تكن على استعداد للموافقة على ممارسة جنس جماعي مع لفيف من الشبان السكارى الذين اظهروا العداء سريعاً لرفضهم قبول رفضها، وطلبهم ان تقوم بالإنصياع لرغائبهم، وكانت النتيجة تمزيق ملابسها وضربها على كافة انحاء جسدها والتتاوب في إغتصابها بشكل بشع بعد ان قام إثنان منهم بجرها الى حديقة خلفية في الكيبوتس .

أعضاء الكيبوتس إعتبروا إدعاءات الفتاة مجرد إتهامات مختلقة لا تمت للحقيقة بصلة، والبعض إدعى أن الكيبوتس رائد المجتمع الإسرائيلي لا يمكن ان تحدث فيه هذه الظواهر، وحاول الكثيرون التاثير على الفتاة لتسحب شكواها من الشرطة، ولا تلطخ اسماء الشبان المتهمين، ثم لا تلطخ بالتالي سمعة الكيبوتس. وكانت الضغوط قوية، ورفض القبول بأن المجتمع الإسرائيلي يمر منذ سنوات بموجة متصاعدة من الإنحلال لم يفلت منها أحد وحتى الكيبوتسات التي تباهت بأنها خرجت افضل محاربي الوحدات الخاصة بالجيش الإسرائيلي وأفضل الطيارين، وكانت النتيجة تساهل المحكمة مع المتهمين، وبالتالي عدم دفعهم ثمن فعلتهم بينما إتهمت الفتاة من جمهور الكيبوتس بأنها منحلة وساقطة .. وتدهورت أحوال الفتاة النفسية والجسدية وتركت الكيبوتس لتعيش في المدينة ولم تتاقلم ووجدت هناك من يستغل ضائقتها، وإنهارت لتجد نفسها بعد فترة وجيزة تعمل في مجال الفتيات الداعرات بمسميات مختلفة ابرزها "فتاة مرافقة" (نعارات ليفويي) ولم تتمكن الفتاة من البقاء كثيراً في هذا المجال فنفسيتها المحطمة دفعتها الى تناول ألوان من الحبوب المهدئة وأصابتها حالة من الشراهة في تناول الطعام، وبالتالي البدانة، وأصبحت محطمة كلياً، بعد ان نبذتها عائلتها، وحاولت مرات ومرات ان تضع حداً لمأساتها بالإنتحار، وفي مقابلة للقناة التلفزيونية الأولى قالت أنها ما زالت تشعر بالرائحة الكريهة لأنفاس الشبان المممزوجة برائحة الخمور وأيديهم القذرة تعبث بجسدها الذي يتلوى من الألم .
وحش منتصف الليل

وقبيل الحكم على الجد المغتصب كانت الشرطة قد القت القبض على أبراهام يعكوف من سكان مستوطنة كفار سابا، وهو في الخامسة والخمسين في عمره، ووجهت إليه تهم الإغتصاب والأعمال المشينة والتحرش الجنسي بنساء كبيرات في السن في مؤسسة خاصة لرعاية كبار السن ذوي الإحتياجات الخاصة, وكان يعكوف يستغل فرصة عمله في المناوبات الليلية بالمؤسسة ويقوم بتحسس إجساد النساء وغالبيتهن أعمارهن فوق السبعين عاماً، ويعتبرن من النساء غير القادرات على الدفاع عن انفسهن لضعفهن الشديد، ولحالتهن الخاصة، وحتى ليس بإمكانهن الإشتكاء حيال أعماله المشينة، وبمرور الوقت دبت الشجاعة في نفسية يعكوف وبدأ يخطط لأكثر من مجرد تحسس الأجساد، وطالما أن المؤسسة في ساعات الليل تخلو من الكثيرين من العاملين، فقد بدأ يغتصب النساء كبيرات السن الواحدة تلو الأخرى وبشكل بشع دون أن يهتم لأوضاعهن الصحيحة والأوضاع التي يتعرضن لها .

وشك المسؤول عن الأمن في المؤسسة بأن هنالك ما يوجب نصب الكاميرات الخاصة في بعض الغرف، وكانت النتيجة مرعبة حيث قال المسؤول في معرض التحقيقات معه ان أعمال يعكوف تثير التقزز والغضب في آن واحد، أما القاضي الذي مثل امامه يعكوف، والذي إضطر لرؤية أفلام الكاميرات بقي لفترة فاغراً فاه غير قادر على التعبير عن مدى الصدمة التي اصابته نتيجة ممارسات يعكوف الذي كان من المفروض ان يحمي نزلاء ونزيلات المؤسسة، وبدل ذلك قام باعمال إغتصاب وحشية كما قال القاضي، ولم يأبه لصراخ النساء العاجزات إحداهن بسن 77 عاماً وتعاني من مرض الباركنسون بينما الأخرى بسن 80 عاماً وتعاني من مرض الزهايمر, وجائت اقوال القاضي بما معناه أن المتهم شرع في التخطيط لأعماله البشعة، وأقحم نفسه في خصوصيات المرضى ضارباًعرض الحائط كل العراف والقيم والقوانين.

بعيداً في مستوطنة شمال الضفة الغربية كانت تحدث مأساة اخرى، فخلال سنتين كان مدير المدرسة بالمستوطنة يتحرش جنسياً بعشرات من طلابه الذين كانوا يتحدثون فيما بينهم حول ما يقوم به المدير من اعمال مشينة، ولاحقاً تسربت المعلومات لبعض الإهالي الذين فضلوا إعلام الشرطة حيث بدأت تحقيقات سرية، وتم القبض على المدير، وهو في أواخر سنوات الأربعين ومتزوج , وبطبيعة الحال إدعى مدير المدرسة أن إدعاءات الطلاب مجرد اكاذيب وإشاعات مغرضة ليس فيها ادنى حد من الحقيقة، ولكن المعلومات التي أوردتها الخبيرة النفسية وأقوال التلاميذ بالمدرسة أكدت أن المعلومات راسخة، وأن المدير كان يقوم باعمال شائنة ويمارس الجنس مع الطلاب رغم كونه ذا خلفية دينية، وكانت مجموعة من الأهالي قد رفضت التعاون مع الشرطة قبل الحصول على موافقة الراب المسؤول، وهو رجل الدين في المستوطنة، حيث انه في مثل هذه الحالات يتوجب على المتدينين أخذ مصادقة الراب قبل تقديم الدعاوى أو تقديم الشهادة , واشارت مصادر الشرطة أن هنالك الكثير من البينات بشأن مدير المدرسة والمعلومات مثبتة بغالبيتها ولكن الأمر سوف يخضع لإختبار المحكمة التي ستستمع لأقوال الأطراف وتحكم .


استسهال القتل والإغتصاب

هذه الحالات التي وردت ما هي سوى لمحة بسيطة عما يحدث من عنف جنسي في المجتمع الإسرائيلي، ووسائل الإعلام الإسرائيلية على مختلف اشكالها وتوجهاتها تشير يومياً الى المزيد من أعمال العنف على أشكالها وما يعتبره السياسيون والباحثون الإجتماعيون كعنف مفرط حيث شاعت الجرائم السوداء على أشكالها، والتي اصبحت مرتبطة ببعضها من قتل وسرقة وإغتصاب وتحرشات جنسية, وتعرض الصحافة الإسرائيلية يومياً نماذج حية للظاهرة التي تتسارع وتيرتها كلما مر المجتمع الإسرائيلي بأزمة ما كالحرب أو التضخم الإقتصادي والبطالة، وتسير وسائل الإعلام الى أن الأمن الذاتي للأفراد أصبح معرضاً للإنتهاك بقسوة وأعداد القلقين وغير المطمئنين على أنفسهم وأجسادهم وممتلكاتهم في تزايد مستمر، كذلك تزايد عدد النساء اللواتي لا يشعرن بالأمن الشخصي، والكثيرون اصبحوا بفعل إستسهال القتل والإغتصاب يفضلون حمل الأسلحة الشخصية سواء المسدسات أو الغازات المسيلة للدموع .

رؤساء الحكومات الإسرائيلية ووزراء الأمن الداخلي والعدل اشاروا في مناسبات مختلفة الى ضرورة العمل على مجابهة التطورات في مجال العنف بشكل عام، والعنف الجنسي بشكل خاص، ولكن التقدم في هذا المجال بطيء جداً، ويبدو ان اقوال بعض الكتاب والصحفيين الإسرائيليين بهذا المجال أصبح امراً إعتيادياً حيث أصبح القانون مهزلة، والشرطة تصل مكان الحادث بعد فترة من حدوث الجريمة، كما كتب الصحفي بنيامين كاسبيت الصحفي بصحيفة معاريف – المسائية الإسرائيلية وحيث لا مجال لملاحقة الجناة بشكل سريع، والأدهى أن المستقبل لا ينبىء بتطورات إيجابية بسبب إزدياد العصابات الإجرامية المنظمة والعشوائية، وإرتفاع عدد المستهترين بحياة وحريات الآخرين، وإنخراط عدد كبير من الشبان العابثين والخارجين عن القانون في دائرة الإجرام يرتكبون أبشع الموبقات بفعل مؤثرات مختلفة، أبرزها إدمان المخدرات وظاهرة استشراء "العنف الإجرامي" الذي يقع بين الإسرائيليين أنفسهم.

ولا مجال لربط مثل هذا العنف بشكل مباشر بالصراع مع الجانب الفلسطيني، حيث أن هذا العنف هو عنف بحت بين الإسرائيليين، ولكن الصراع مع الفلسطينيين يؤثر بشكل غير مباشر، فالكثيرون من الجنود الذين يمارسون انواعاً من العنف ضد الفلسطينيين سواء في القرى الفلسطينية ام على الحواجز أم في السجون يعتادون على العنف كشكل من اشكال الحصول على رغباتهم، وبالتالي يمارسون العنف في الحياة المدنية، ويسارعون الى إستخدام قبضاتهم أو إستخدام انواع من الأسلحة لمجرد حدوث مشادة عادية مع شخص آخر. وتبين أن الكثيرين تعاملوا مع زوجاتهم وصديقاتهم بعنف غير مبرر لمجرد ان الصديقة أو الزوجة ابدت رفضها لأمر ما، وبالتالي ايضاً إزدادت أعداد المتعاطين للمخدرات أو الحبوب المخدرة والمسكرات عند إرتيادهم للنوادي الليلية والمراقص ويلاحظ مؤخراً إرتفاع كبير في حالات الجريمة قرب النوادي الليلية والمراقص. وضمن ذلك حالات الإغتصاب والتحرش الجنسي. ويشار الى أن الشرطة الإسرائيلية تفيد بأن هنالك الكثير من الحالات التي لا تصل للشرطة لمجرد أن الأشخاص غير معنيين بتقديم الشكاوى, كذلك، تتجلى الصلة الوثيقة بين استشراء الفساد بكل أنماطه بين الشرائح المجتمعية الإسرائيلية دون استثناء وبين تفشي العنف الداخلي. يضاف إلى كل ذلك، أن الأبعاد الاستعمارية - الاستيطانية لدولة إسرائيل دفعتها لإستيفاد مجموعات غير قليلة من المهاجرين إليها من العناصر الموسومة بالإجرام في بلادها الأصلية. ويلاحظ إزدياد معدل العنف الداخلي بالتزامن مع تحول إسرائيل إلى ملاذ آمن للعديد المطلوبين للعدالة في بلادهم الأصلية .

والتوجهات العنصرية تشكل جزءاً لا يتجزأ من مناهج المدارس الإسرائيلية، وبينت دراسة ميدانية قام بها البروفسور الإسرائيلي جورج تامارين مدى تأثير تدريس التوراة على نمو اتجاهات التعصب في أذهان اليهود الشباب بحيث شكلت نمطا سلوكيا لدى الكثيرين من الإسرائيلين إذ ضعفت لديهم المشاعر المتعلقة بالغير والإحساس بالألم الذي يلحق بالضحايا, بل إن الإسرائيلي يلقي المسؤولية على عاتق الضحية التي تسبب هو بأن تكون ضحية .

 

واحدة من كل ثلاث

وتذكر الدراسات الإسرائيلية أن واحدة من كل ثلاث نساء تعرضت للإعتداء الجنسي، وتعرضت واحدة من كل ثلاث نساء للإغتصاب، ويتبين ايضاً أن غالبية ضحايا الإعتداءات الجنسية كن ضحايا لأقارب أو معارف، ثم ان أكثر من نصف النساء الإسرائيليات تعرضن لملامسات ذات طابع جنسي وخلافاً لرغائبهن , وكتبت بهذا الصدد الدكتورة أبيجايل مور الباحثة بكلية تل حاي الكاديمية، ان الحالات التي يجري الإبلاغ عنها قليلة جداً بالقياس الى حجم الظاهرة على ارض الواقع .

الجمعيات النسائية الإسرائيلية تشير الى أن التحرشات الجنسية تسبب الكثير من الأضرار للضحايا وللبيئة، وللنساء بشكل عام. فالنتائج النفسية تشير الى إرتفاع نسبة الغضب والخوف والإحباط والتعب والتوتر وهنالك بعض النساء اللواتي تشعرن بفقدان الثقة بالنفس، والإحساس بالإهانة والإرتباك، وأحياناً الإحساس بالذنب على إعتبار بعض النساء أن سلوكهن كان السبب في التحرش الجنسي، وإضافة بعض النساء تشعرن لفترة طويلة بأوجاع الرأس وإنعدام الشهية للطعام وفقدان الوزن، ثم ان التحرش الجنسي يؤدي الى عدم إستقرار حياة الضحية التي تصبح متحفزة لأي حركة، وقد يضر ذلك بعملها وعلاقاتها الإجتماعية. والأسوأ هو حين تكون التحرشات الجنسية في أماكن العمل حيث تكون هنالك مشكلة للضحية في حال أن المعتدي هو الأعلى من حيث التسلسل الوظيفي، والقانون الإسرائيلي واضح بهذا الصدد ويمنع أي شخص مسؤول إستغلال وظيفته لممارسة علاقات مع من هم دونه في التسلسل الوظيفي، وحتى لو كان ذلك برغبة الطرف الآخر. وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية الى الكثير من الحالات التي يقوم بها رب العمل أو المسؤول أو المدير بأعمال مشينة وصلت الى حد الإغتصاب، والحالات بهذا الصدد تشمل كل الشرائح الإجتماعية وصولا الى رئيس الدولة حيث ان محاكمة رئيس دولة إسرائيل سابقاً موشيه كتساف ما زالت في بدايتها، وما زالت هنالك الكثير من النقاط الخفية التي قد تظهر لاحقاً حول ما قام به كاتساف، فالموظفات الضحايا أشارت الى ان التحرشات الجنسية تحولت الى أحاديث إباحية ثم إغتصاب. وأوردت الصحف في حينه قصة عاملة نظافة روسية الأصل في إحدى المؤسسات البلدية إضطرت الى التعايش مع الرغبات الجنسية لمديرها المباشر، وهو يهودي من اصل مغربي، وبعد أن إفتضح أمر القضية تبين انه كان يجبرها على الحضور لمكتبه لبحث شؤون العمل، وكان يداعبها وتمتد يداه ليلمس أعضائها الجنسية، ثم كان يجبرها على معاشرته بعنف، وأنه في حال إفتضاح الأمر فإنه سيعمل على طردها من عملها، وكانت هي بدورها متخوفة من النتائج لعلمها أن إمكانية إيجاد عمل جديد ليست سهلة حتى في مجال النظافة. بينما أوردت الصحافة فضائح أشارت الى ما قام به أحد مدرسي اللغة الإنكليزية الذي كان يدعو طالباته لتلقي الدروس الخاصة دون مقابل في بيته وبعد انتهاء الدرس كان يبدأ بمداعبة الطالبة التي تتخوف من عدم الإنصياع لرغائبه، وإنتشرت الشائعات بين الطالبات، واشارت الى ان النجاح بدرجات عالية لدى المدرس المذكور مرتبط بمدى الإمكانيات الجسدية لدى الطالبة، وبالتالي بعد أن تم القبض عليه كانت إدعاءاته أن ما حدث كان برغبة الطالبات الأمر الذي رفضته المحكمة، وإتهمت المدرس بإستغلال مكانته وإمكانياته ومركزه لإستغلال القاصرات .

 

وتشير الأبحاث إلى أن التحرش الجنسي وبالتالي العنف الجنسي نابع لدى الكثيرين من آراء مسبقة بدونية المرأة، وبأن التحرش الجنسي أمر عادي ومسموح طالما أن الجميع يقومون به، وهذا ما كان معمولاً به في الكثير من المؤسسات الحكومية والمؤسسات العسكرية، وخلال السنوات الماضية كانت هنالك الكثير من الفضائح التي اوردتها الصحف ووسائل الإعلام بشأن التحرشات الجنسية وأعمال الإغتصاب في الجيش، والتي كانت الفكرة بشأنها لدى الكثيرين انها من الأمور العادية، والفكرة أن السابقين قاموا بها وليس من السيء ان يقوم بها اللاحقون، والفضيحة الأكبر بهذا الشأن كانت من نصيب الميجور جنرال إسحق موردخاي الذي تزوج من جندية كانت تحت ضمن طاقم المساعدات له ولاحقاً قام بالتحرش بعدة جنديات، وإحداهن قامت بفضح الأمر، وبالتالي تعرض لمحاكمة فضحت الكثير من المتبع بهذا الشأن في الجيش، وأدت الى الكشف عن المعايير المتبعة بهذا الشأن والتي كانت متبعة منذ قيام الدولة، وبعض المؤرخين يشيرون إلى أن موشيه دايان الذي شغل العديد من المناصب العسكرية كان ضمن القادة العسكريين الذين إستغلوا منصبهم لعلاقات مع مجندات .

 

ويشار الى ان العنف القائم بين الجنود الإسرائيليين في الوحدات العسكرية المختلفة والتي تقوم الصحافة بنشر بعضها بين فترة واخرى تشير الى نوعية التفكير القائم، حيث ان عادات التنكيل بالجنود الجدد من جانب الجنود القدامى، او من جانب الضباط ما زال أمراً متبعاً كنوع من أنواع التسلية والترفيه عن النفس بين الجنود والضباط، رغم ان عدداَ من الجنود الذين تم التنكيل بهم قاموا بالإنتحار أو حاولوا الإنتحار إلا أن التنكيل مستمر والتحرش الجنسي مستمر .

مدارس العنف الجنسي

العنف الجنسي منتشر بشكل كبير في المدارس، وابحاث وزارة التربية والتعليم تشير الى أن الظاهرة في إزدياد مستمر، ووصلت نسبة المتعرضين من الطالبات والطلاب للتحرشات الجنسية الى 29.1 بالمئة من الذين كانوا على إستعداد للتحدث بهذا الشأن بينما هنالك الكثيرين ممن يتعرضون للتحرش ويتخوفون من الإدلاء بأية معلومات , والتحرشات الجنسية ليست حكراً على قطاع معين من المدارس بل ظاهرة تعم الكثير من المدارس العلمانية والدينية، والتحرشات الجنسية التي تحدث بشأنها الطلاب والطالبات شملت محاولات نزع الثياب او تحسس الإعضاء التناسلية والتقبيل عنوة والتلصص على الحمامات والمراحيض، وجزء من التحرشات شمل النكات أو الشتائم الجنسية أو تبادل الصور الخليعة والإباحية وفي بعض الإحيان إرسال الرسائل المليئة بالتعابير الجنسية .

وتؤكد الأبحاث أن المسألة في غاية الجدية لأن بعض الطلاب والطالبات قد ينجرفون في مسارات قد تؤدي الى تحول التحرش الجنسي الى عنف جنسي ملموس، وخاصة في الحفلات التي تجري خارج إطار المدرسة في أواخر الأسبوع، وبالفعل هنالك تقارير حول الكثير من الحالات التي تحول فيها التحرش الجنسي الى أعمال مشينة واغتصاب، ولا توجد اية حلول من جانب الوزارات، المختلفة وخاصة وزارة التربية والتعليم حيث أن المشكلة متشعبة وتستلزم معالجة جسم وزاري يشمل العديد من الوزارات ولكن لا يبدو أن المستقبل القريب يحمل اية تجديدات في هذا المجال، والمتوقع أن تزداد موجات العنف الجسدي في إسرائيل في المدارس وخاصة المدارس الدينية حيث إزدادت الفضائح بهذا القطاع .

وقصة ابراهام موندروفيتش اليهودي المتدين الأمريكي من القصص التي تقشعر لها الأبدان، حيث أنه إدعى انه خبير نفساني، وكان يستدعي الصبية المتدينين لمحادثتهم ويستغل الفرصة لأغتصابهم، والعشرات من الصبية المتدينين تعرضوا للإغتصاب من جانبه وأدى الأمر الى زعزعة الطوائف الدينية التي كانت تنكر وجود مثل هذه الظواهر، ولكن تبين لاحقاً تفشي ظواهر الإغتصاب والتحرشات الجنسية في المدارس الدينية اليهودية، ثم تفشي الحالات التي إستغل خلالها رجال دين - ربانيم يهود مراكزهم لمضاجعة نساء متدينات وإجبارهن على القيام بممارسات جنسية تحت إدعاء معالجة المشكلة اتي تعاني منها المرأة، ولكن القطاع الديني اليهودي يحاول بدوره عدم التطرق الى مثل هذه القضايا أو إنكار وجودها نهائياً، وحتى محاولات الشرطة التحقيق في مثل هذه القضايا تتعرض للكثير من العرقلة وعدم التعاون , وبينما الطوائف الدينية اليهودية تعارض ظاهرة العلاقات الجنسية بين المثليين واحياناً تحاربها بشدة , ترفض فحص ما يحدث داخل الطوائف الدينية .

بائعات الهوى تتعرضن ايضاً للتنكيل من جانب الكثيرين الذين يطلبون خدمات الزانيات مقابل مبلغ مالي معين، والكثيرات من بائعات الهوى سواء اللواتي يعملن في بيوت مغلقة تدعى مراكز للصحة (مخوني بريئوت) او اللواتي يعملن ضمن مكاتب لخدمات المرافقة يتعرضن للتنكيل والعنف على اشكاله وأحياناً الإغتصاب , ومن خلال المقابلات التي تتحدث خلالها بعض هذه الفتيات يتبين أن الكثيرين من الأشخاص الذين يطلبون خدمات بائعات الهوى يعتقدون أن من حقهم التنكيل او التعامل مع جسد الزانية وكأنه ملكية خاصة للشخص وبالتالي هنالك الكثير من الحالات التي لا تصل للشرطة حيث تتعرض بائعة الهوى لألوان من التعذيب والإغتصاب، ومؤخراً هنالك ظاهرة الإنحلال التي تؤدي بالكثيرين من الشبان الى تعاطي المسكرات وممارسة الجنس الجماعي مع بائعات الهوى في البيوت الخاصة لمثل هذه الفتيات اللواتي يعملن بعيداً عن أعين الشرطة , والشبان السكيرون يتعاملون بفظاظة، وخاصة الشبان من اصل إثيوبي وأصل روسي وهؤلاء نسبة البطالة العالية لديهم تدفعهم لقضاء اوقاتهم في أماكن موبؤة , والشبان اليهود من اصل روسي ينضمون لطائفة الشيطان التي اصبحت منتشرة بشكل واسع في العديد من المناطق التي يقطن فيها اليهود من اصل روسي، وضمن الطقوس التي تقوم بها جماعات طائفة الشيطان شرب الدم وممارسة الجنس الجماعي والقتل واحياناً إغتصاب الضحايا وقتلهم , وما زالت قضية التلميذة تائير رادا من مستوطنة في الجولان تناقش في اروقة المحاكم، حيث تم إغتصابها وقتلها في مراحيض المدرسة التي تدرس فيها واحد المسارات التي تم التحقيق فيها هو المسار القائل أن القتل والاغتصاب قام به اشخاص من عبدة الشيطان .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !