مواضيع اليوم

العنصرية الإسرائيلية والتسامح العربي..

كلكامش العراقي

2010-09-03 20:30:24

0

 عندما يأتي ذكر أسرائيل أمام معظم المواطنين العرب فإن أول ما يتبادر الى أذهانهم العنصرية والقمع والدولة ذات الطابع البوليسي والطريف أن بلداننا العربية (كافة من دون أستثناء) هي من ينطبق عليها تلك الأوصاف أكثر من غيرها.في الحقيقة لا يهمني في هذا الموضوع إلا العنصرية التي توصم بها أسرائيل وتجاهر بها أحيانا بعض أحزابها اليمينية المتطرفة..
صحف اسرائيل العنصرية طالعتنا قبل بضعة أيام بخبر مفاده أن الحكومة الأسرائيلية(والتي يصفها كثير من المراقبين بأنها أحدى أكثر الحكومات الأسرائيلية يمينية) هذه الحكومة قررت أدخال اللغة العربية كمنهج أجباري لكل الطلبة الأسرائيليين عربا كانوا أو يهودا بأعتبار ان أسرائيل بلد له لغتان رسميتان وبالتالي على كافة مواطنيه تعلم هاتين اللغتين حيث أن وزارة التربية والتعليم الأسرائيلية ترى في أعتبار العبرية درسا الزاميا لكل طالب أسرائيلي مقابل أعتبار العربية درسا أختياريا تفرقة غير مقبولة يجب تجاوزها وعلى العبري تعلم العربي بالضبط كما يلزم العربي بتعلم العبرية وفي هذا الشأن قالت مسؤولة في وزارة التعليم الأسرائيلية لصحيفة يديعوت أحرونوت "إن هذا البرنامج سيطبق قريبا من قبل معظم المدارس الإسرائيلية،فالطلاب العرب يتلقون دروسا في اللغة العبرية، فلم لا يحصل العكس".المشروع سينطلق تنفيذه في شمال أسرائيل كمرحلة أولى ليمتد بعد ذلك ليشمل كل أسرائيل(أو الكيان الصهويني العنصري).و ترى فيه الوزارة الأسرائيلية ضرورة لتعزيز أواصر المجتمع الأسرائيلي وتعريف الأسرائيليين اليهود بشركائهم في الوطن العرب.
أسرائيل أيضا تكتب كافة علامات الطرق فيها بكلا اللغتين العربية والعبرية أضافة للأنكليزية ومؤخرا سمعنا تقارير بدأت تتحدث عن المجندين العرب في الجيش الأسرائيلي كما أننا طالعنا منذ فترة ليست بالبعيدة النقاش الذي أثير حول نظام الخدمة المدنية الذي تطوع كثير من العرب فيه.
بالطبع ألمساواة في أسرائيل لم تبلغ بعد درجة المساواة في أوربا الغربية أو الولايات المتحدة لكنها تسير بهذا الأتجاه والدليل ما قرأناه أعلاه،فهو أقرار ضمني بأن أسرائيل قد أهملت حقا مهما من حقوق العرب لكنها تصحح الآن هذا الوضع ومن المؤكد أن المستقبل سيحمل المزيد من التغيرات ومن يدري فقد نسمع يوما بشخصية عربيا تتبوء موقعا حساسا في الحكومة،نعم قد ينتقد الغربيون أسرائيل لكن أن يأتي الأنتقاد من دول أدمنت العنصرية فذلك هو بحق قمة الأزدواجية..
فهل يعقل أن يتهم العرب أحدا بالعنصرية وهم يمارسون التمييز في بلدانهم ضد كل من أختلف عنهم في العرق والدين؟؟
ما هو واقع الأمازيغ في الجزائر؟؟
وما هو واقع سكان الصحراء الغربية في المغرب؟؟
وماذا عن الكرد في سوريا والعراق أيام دولة البعث؟؟
وكيف يعيش الأقباط في مصر؟؟
بل كيف يباد اهل دارفور على يد مليشيا الجنجويد (العربية)؟؟
أيضا علينا أن لاننسى اليهود في اليمن والبدون في الكويت والشيعة في السعودية بل وحتى العرب أنفسهم في غير بلدانهم كما هو حالهم في بلدان الخليج (العربي)..
ومادام الحديث جرنا الى العنصرية فلنتذكر أيضا العنصرية التي يعامل بها الكرد والعرب في تركيا الأردوغانية حاملة راية الخلافة الأسلامية الجديدة وكيف يمنعون حتى من تعلم لغاتهم القومية..
وعلينا أن نتذكر أيضا واقع الأقليات الدينية المسلمة (كالسنة) أو الغير مسلمة (كالبهائية واليهودية والمسيحية وغيرها) في أيران منافس تركيا الأول على الخلافة!!!
هناك تمييز في أسرائيل نعم وكثيرون يقرون به ويسعون لمعالجته فماذا عنا؟؟
نحن أصلا لانقر بوجود تمييز وأن أضطررنا للإقرار به فسترانا نبرره بدلا من أن نعالجه..
إن أقررنا بالتمييز فسنتهم الآخر بأنه تسبب به لنفسه فنصمه بالأنفصالي تارة أو بالمهدد للوحدة الوطنية بل وحتى مهددا للدين ضالا مضلا يجب أن يعامل بتمييز عله يعود الى رشده!!!!
هل نحن مدركون لواقعنا حين ننتقد الآخرين؟؟
أن كنا مدركين فتلك مصيبة لأننا إذن أزدواجيون نرصد عورات الناس وننسى عوراتنا كما أننا نعرف العيب ولانضع له حلا..
وإن كنا غير مدركين فالمصيبة حقا أعظم..فكل تلك المآسي فينا ونحن غير مدركين لها حتى وأدراك المشكلة أساس حلها..
أسرائيل أعطتنا درسا آخرا في الأيام القليلة الماضية فقد أعتقلت حاخاما ألف كتابا يدعو لقتل غير اليهود وهو الحاخام يوسيف إيليتسور الذي أعتقل لأتهامه بالعنصرية والتحرض ضد الآخرين..وما أكثر من الفوا كتبا وأطلقوا خطبا تدعو للمثل عندنا ضد غير المسلمين ونراهم ضيوفا معززين مكرمين في مجالس الساسة والأمراء وشاشات مختلف قنواتنا الفضائية
ترى هل نتعلم من أخطاء الماضي ومما يفعله عدونا الأول (الذي تملأ بعثاته الدبلوماسية عواصم دول المواجهة) علنا نتفوق عليه في شئ؟؟
أو على الأقل هلا كففنا عن رمي الناس بالحجارة وبيوتنا (إن كان لنا بيوت) من زجاج؟؟
أم أننا سنظل دوما نتربص أخطاء الغير ولا نكلف أنفسنا لحظة للوقوف أمام المرآة ورؤية العيب فينا؟؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات