مواضيع اليوم

العنجهية الإسرائيلية عندما تبلغ مداها

nasser damaj

2010-03-01 21:22:02

0

العنجهية الإسرائيلية عندما تبلغ مداها 
خليل الفزيع 

اغتيال المبحوح القيادي في حماس على أيدي مجرمي الموساد في دبي أعاد للعالم وخاصة العالم العربي حقائق يجرى تجاهلها منذ اتفاقية كامب ديفيد، وفي مقدمة هذه الحقائق أن إسرائيل تتعامل مع العرب بنفس الروح العدوانية التي بدأتها منذ حرب 1948واعتبار العرب هم الجانب الأضعف في معادلة القوى في المنطقة، هذا الكيان الصهيوني الذي زرعته بريطانيا في قلب المنطقة العربية ورعته أمريكا بعدها.. يأبى إلا أن يثبت استهتاره بكل القيم والمبادئ والاتفاقيات الدولية ويقدم الدليل تلو الدليل على أنه وحده القادر على فرض سيطرته على المنطقة وتقرير مصيرها من خلال التجاوزات السياسية العسكرية والمخابراتية والدينية، حتى بلغت الوقاحة بحكومة إسرائيل لدرجة إعلان قرار ضم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم إلى التراث اليهودي، وما يتعرض له الأقصى ليس سوى حلقة في مسلسل إسرائيلي طويل لمحو هوية كل ما هو عربي ومسلم في الأراضي المحتلة من بشر ومقدسات وآثار وتراث حضاري عريق.
كل ذلك يجري والفلسطينيون يتنازعون ويتقاتلون غير مدركين للمؤامرات التي تحاك ضدهم حتى أمتلأت بهم السجون على أيدي قادة الضفة والقطاع، وهي مهزلة أخرى من المهازل العربية التي يندى لها الجبين، والأسوأ أن بعض الدول الإسلامية تعمق هذا الخلاف بين الشقيقين من خلال مناصرة أحدهما على الآخر، وإمداده بالمال والسلاح ليستمر الصراع وتتسع شقة الخلاف بينهما،، وهي خدمة لا تقدر بثمن لحكومة تل أبيب، ولن تكون حادثة اغتيال المبحوح هي الأخيرة ما دام الفلسطينيون في هذا الصراع، وما دام العرب بهذا الخاذل، وما دام المسلمون مع التناحر المذهبي والطائفي والعرقي.
ومهما قيل عن الموقف الأوربي تجاه مؤامرة اغتيال المبحوح التي اعتبرها أحد نواب اليمين في الكنيست الإسرائيلي واجبا دينيا، ومهما ظهرت من دعوات أوربية تدعو دول أوربا إلى عدم التعامل "بقفازات من حرير" مع الدولة العبرية.. فإن إسرائيل مطمئنة كل الاطمئنان إلى إن هذه العاصفة ستمر كما مرت غيرها من العواصف التي يمكن أن تؤذي إسرائيل لو حظيت بدعم فلسطيني وعربي وإسلامي يرقى إلى مستوى ما تفرضه من وعي ومسئولية، ولسنا بعيدين عن تقرير غولدستون الذي كان قادرا على إصابة إسرائيل في مقتل، لولا التخاذل الذي قوبل به من قبل أصحاب الشأن.
إسرائيل لا تفهم لغة التفاوض، ومع ذلك لا زال الموطن العربي في حيرة من أمره وهو يسمع ما يسمع عن محادثات واتفاقيات السلام مع إسرائيل، وهي دون غيرها من دول العالم أكثر عداءا للسلام وأكثر تجنبا للطرق المؤدية إلى السلام، وإسرائيل وقد بلغت عنجهيتها مداها لن تردعها سوى انتفاضة فلسطينية عارمة، مدعومة بدعم عربي وإسلامي مطلق، تعيد إلى الأذهان الانتفاضة الفلسطينية الأولي عام 1987 التي كان سلاحها الحجارة، والتي قضت عليها اتفاقية أوسلو، وكذلك الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 إثر زيارة شارون للأقصى، والتي قضت عليها أحداث الحادي عشر من سبتمبر حين أطلقت إسرائيل يدها لتعيث فسادا في الأرض تحت ذريعة الحرب على الإرهاب، وجاء تفاقم الصراع بين فتح وحماس ليدفع الفلسطينيين إلى وضع أكثر سوءا وتعقيدا، ولتتفرغ إسرائيل للتوسع والعنجهية، والانتفاضة الشعبية هي وحدها التي تقض مضجع إسرائيل، وتهدم الحلم اليهودي حول أرض الميعاد.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات