مواضيع اليوم

العمل والعمال بنظر الأديان

العمل والعمال بنظر الأديان



تعتبر الأديان السماوية الثلاثة(اليهودية، المسيحية و الاسلام)، العمل من الأمور المقدسة و توليه أهمية خاصة ولاسيما ونحن نعلم بأن الأنبياء جميعا کانوا يمارسون أعمالا مختلفة حيث کان موسى"ع"، راعيا وعيسى"ع"، نجارا ومحمد"ص"تاجرا، وکأن الله سبحانه وتعالى يريد أن يلفت أنظار البشرية إلى الأنبياء قد انطلقوا من بين تلك الشرائح الإجتماعية التي کانت تمارس المهن والأعمال وفي ذلك أکثر من عبرة و معنى.

يقول الله سبحانه وتعالى في محکم کتابه الکريم:"وقل اعملوا فسيرى الله عملکم ورسوله والمٶمنون"، وإن الدعوة للعمل وجعله المنطلق الأساسي وفق منظور الأديان السماوية يبين ماللعمل من قيمة فائقة خصوصا عندما يتم تنبيه الإنسان إلى أن عمله يخضع لمتابعة من الله تعالى والرسول الاکرم"ص" و المٶمنين. 
وقد جاء في الحديث الشريف بأن النبي"ص"، سئل: أي الکسب أطيب؟ قال:( عمل الرجل بيده، وکل بيع مبرور)، کما جاء أيضا في الحديث الشريف:(ماأکل أحد طعاما قط خيرا من أن يأکل من عمل يده).

العمل الذي له دور حيوي وحساس في بناء وتقويم شخصية الإنسان ولاسيما من حيث جعله يعتمد على نفسه ويقوم بإعالة وضمان معيشة عائلته أو من في عهدته، والعمل کما هو معلوم يعطي للإنسان عزة نفس و قناعة وثقة وإعتبار في الوسط الإجتماعي وقد تجسدت هذه الحقيقة فيما ورد عن الرسول الاکرم"ص": "لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله ، أعطاه أو منعه"، وهذا مايوضح و يفسر قول الرسول"ص":(لا يحل لمؤمن أن يذل نفسه)، ومن هنا فإن الإسلام يسعى لإفهام الإنسان بأن عمله يقوم وينمي شخصيته ويمنحها قوة وإعتبارا لايمکن أبدا الحصول عليها من دون العمل.

أهمية العمل وقدسيته لدى الأديان السماوية ، تتجلى وتتوضح أکثر فيما يروى أن الرسول الاکرم"ص"، رأى رجلا اتخذ رکنا من المسجد وواظب فيه على الصلاة والدعاء بصورة مستمرة، ولما سأل عن عمله قالوا إنه منصرف للعبادة وإن زوجته وأطفاله يعتاشون بواسطة أخيه الذي لايذکر بخير، فقال الرسول الاکرم"ص" بأن أخوه أفضل منه عند الله. 

من هنا، فإن للعمل قدسية خاصة لأنه وکما يربي الدين المحتوى والجانب الروحي من الإنسان ويقوم بتهذيبه و تقويمه، فإن للعمل دور في تقويم بنائه وتکوينه الفسلجي من جانب و يمنح قوة وثقة و إعتبارا أکثر للجانب الروحي.

ليس صحيحا و لا من الواقع بشيئ مايراه البعض من أن الأديان لاتهتم بالعمل وتحث عليه وإنها تبعث على الکسل والخمول و إلتزام  الكنائس والمساجد ودور العبادة المختلفة، وإن ماقد أوردناه آنفا يثبت ويٶکد إهتمام الأديان بالعمل وإيلائه أهمية إستثنائية تتناسب ومکانته في حياة الإنسان.


*العلامة السيد محمد علي الحسيني




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات