س1: ما حكم العمل عند غير المسلمين ?? وما حكم معاملتي لهم بالحسنى ?
ج: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه:
السؤال متضمن لمسألتين :المسألة الأولى :حكم العمل مع غير المسلمين؟
فهذا يعتمد على نوع العمل الذي تعمله فإن كان العمل فيه تجسس على المسلمين أو إعانة للكفار على المسلمين فلا يجوز هذا العمل
وكذلك لا يجوز إذا كان يعمل في شيء محرم كبيع الخمور أو المخدرات أو الربا أو البيوع المحرمة بأنواعها .
وكذلك حرم الحنابلة رحمهم الله وغيرهم العمل مع الكافر إذا كان العامل المسلم خادماً لهم لما في ذلك من إذلال المسلم .
اماإذا خلت الإجارة أي خل هذا العمل من هذه المحاذير فيجوز العمل معهم في أي مؤسسة كانت .
جاء في كشاف القناع للإمام البهوتي ما نصه(وتجوز إجارة المسلم ) حرا كان أو عبدا ( للذمي إذا كانت الإجارة ) على عمل معين ( في الذمة ) كخياطة وبناء وطحن ، وحصد وصبغ ، وقصر ( وكذا ) تجوز إجارة المسلم لذمي لعمل غير ( خدمة ) مدة معلومة بأن يستأجر ليستقي ، أو يقصر له أياما معلومة ؛ ؛ لأنه عقد معاوضة لا يتضمن إذلال المسلم ولا استخدامه أشبه مبايعته ، وأما إجارته له للخدمة فلا تجوز ؛ لأنه عقد يتضمن حبس المسلم عند الكافر وإذلاله واستخدامه مدة الإجارة ، أشبه بيع المسلم لكافر .انتهى
المسألة الثانية:كيفية التعامل مع غير المسلمين ممن تعمل معهم ؟
فجواب ذلك أن يكون تعاملك كما أمر الله تعالى وهو أن تكون صادقاً مع الله تعالى وصادق مع الناس في عملك وأن تكون أخلاقك حسنة كما أمرك دين الاسلام قال الله تعالى "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" صدق الله العظيم
فالدين هو المعاملة الحسنة .
وقد خص اللّه جل وعلا نبيه سيدنا محمداً صلى اللّه عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال جل وعلا"وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" [القلم:4].
وأن يكون بالعدل في التعامل حتى مع من تبغضه قال الله تعالى"وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى "[المائدة:8].
الشنآن يعني العداوة أي حتى لو كان هناك عداوة فلا يمنعك ذلك من العدل ولا يدفعك ذلك إلى الظلم والعياذ بالله تعالى.
جعلنا اللّه وإياكم ممن قال فيهم سيدنا الرسول صلى اللّه عليه وسلم: { إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً } [رواه أحمد والترمذي وابن حبان]. وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
كتبه:ماطر عبدالله غنيم.
التعليقات (0)