لايوجد انسان فى الكون يستطيع ان يقيم حياة وحده,كل منا يحتاج الى الآخر,ان العمل الجماعى اساس لانجاح الامم ,وهو متعة لا يعلمها الا من جربها.
ان نجاح المجموعة يعد نجاح لكل فرد فيها ,ومتعة النجاح يشعر بها كل فرد فى المجموعة .
للاسف من اسباب فشل العمل الجماعى ان كل انسان يريد الزعامة لنفسه ضاربا بعرض الحائط مخرجات العمل وقدراته وقدرات فريق العمل,فكم نرى من انسان يتزعم جماعة او جمعية يحاول فرض السيطرة ويرفض آراء ومقترحات المجموعة ويكون معه فى المجموعة علماء ومفكرين وذوى خبرات ومهارات اكبر منه ومع ذلك يحاول اقصاء اى انسان ظناً منه انه يهدد زعامته.
انها نفوس مريضة ملات المجتمع ودمرته ومازالت تمارس ذلك ,تمنع الآلاف من اصلاح المجتمع.
وفى النهاية يفشل العمل ويكون الزعيم زعيم على مجموعة فاشلة ويدمر ذاته بهذه الانانية والنرجسية وتنطفئ جذوة العمل والجهد ويندثر عبر الزمان.
ماهو لعمل الجماعى؟؟
هو عمل تقوم به مجموعة من البشر يتوحد فيه الهدف والمشروع وتقسم الادوار كل حسب مواهبة وقدراته ليخرج عمل ناجح ينسب نجاحه الى المجموعة بأكملها.
ونجد مثال بسيط على ذلك المنتخب الكروى فاذا اراد كل واحد النجاح لنفسه فقط فشل الفريق ,اما اذا تقسمت الادوار كل حسب قدراته ومواهبة نجح الفريق ونسب العمل الى الجميع وبالتالى نجح الجميع.
لايوجد انسان فى الدنيا يستطيع وحده القيام بمشروع بشرى ,حتى نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم كون مجموعات عمل ووحد الجهود لنجاح الامه وكان عليه الصلاة والسلام يتعاون مع الصاحبة جميعا كل حسب مواهبه وقدراته,لذلك تكونت اعظم امة على مر التاريخ, ورأينا كيف انه صلى الله عليه وسلم جعل على رأس جيش مثلا اسامة ابن زيد وهو فى السابعة عشر من عمره وكان فى هذا الجيش كبار الصحابة ومنهم ابو بكر الصديق,فلم يكن اختياره صلى الله عليه وسلم للاشخاص تبعا لحبه لهم او سنهم او مكانتهم فى المجتمع,انما اختيار تبعا للمهارات والقدرات والمواهب ,ولم يتذمر الصحابة بل اطاعوا الامر .
اننا عايشنا فى مصر مثال على العمل الجماعى الناجح فى الثورة ولكن للاسف ما ان تحققت بعض مطالب الثورة جزئياً ,هرع الجميع لتفتيت نتائج الثورة نتيجة لانانية المجموعات المشتركة فى الثورة وكانت النتيجة ان عادت قوة امن الدولة وعاد الظلم وكأننا لم نفعل شيئاٍ.
كلنا نعلم قصة الاب الذى جمع ابنائة قبل موته وطلب منهم جمع حزمة من الحطب ومحاولة كل منهم كسرها فلم يستطع احد كسرها الا لما اخذكل منهم عودا عوداً وانفرد به وحده.
ان العمل الجماعى يقوى الجميع ويعود على الجميع بالنجاح ,اما ان يجرى كل فرد من المجموعة فى اتجاه ظناً منه انه يحقق اهداف مشروعة فالواقع انه لن يحقق اى شئ .
اشعر بألم عندما اجد هذه الانانية وهذا الفشل فى ان نتجمع ونبنى بلدنا مع اننا قوة رهيبة لو تجمعنا على هدف واحد.
وهل اسمى من الحق والعدل والتقدم من هدف؟؟
الكل يعلم مايريد فلماذا التناحر؟؟
من اهم اسباب فشلنا فى العمل الجماعى هو وجود آفات بيننا ووجود اشخاص عملاء بيننا , يريدون تدمير المجتمع ,اشخاص غير مخلصين وانما مرضى النفوس والعقول.
ان جارتنا اللدودة اسرائيل لعنها الله تبث سمومها فى كل مكان فى مصر وعلى كل المستويات الفكرية والغذائية والهوائية وحتى الدينية,ونحن مازلنا الى الان لا ندرك برغم انهم اعلنوها صراحة.
ان العمل لجماعى واجب دينى واخلاقى وامرنا الله به ,لانه هو سبب وجودنا على الارض.
قال تعالى :(يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير)
قال صلى الله عليه وسلم:
(يد الله مع الجماعة والشيطان مع من خالف يركض)
الراوي: عرفجة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 5/224
خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات
وقال ايضاً
(يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ إلى النار )
الراوي: - المحدث: الشوكاني - المصدر: نيل الأوطار - الصفحة أو الرقم: 9/231
خلاصة حكم المحدث: ثابت
انه من الافضل ان يكون الانسان فرد ناجح فى مجموعة كبيرة ويؤدى افضل ما لديه, خيرا من ان يكون قائدا فاشلاً ,فهو بذلك يكون قائداً للفشل .
وللعمل الجماعى اخلاقيات حتى ينجح ويؤدى وظيفته فى المجتمع:
اخلاقيات العمل الجماعى:
- الاخلاص والنية:اخلاص النية لله والاستعانة بالله تعالى لانجاح العمل.
- الهدف:توحد الهدف ووضوحه وان يكون هدف اخلاقى.
- الايثار:يجب ان يتمع كل فرد فى الفريق بانكار الذات وايثار الغير وهو على قناعة ان نجاح الزملاء سينعكس على نجاح المجموعة باكملها وبالتالى عليه شخصياً.
- تقديم العون:لايتخاذل عن مساعدة اى فرد فى المجموعة فى انجاح مهمته لان نجاح الجميع سيعود عليه.
- تحمل المسئولية:يتحمل كل فرد مسئوليته الموكل بها ولا يحاول افشال غيره من خلال احداث خلل فى مهمته.
- التلقائية:يجب ان تكون هناك تلقائية فى تقسيم الادوار بحيث يعمل كل فرد فى الفريق ما يستطيع فعله بدون افتعال للادوار.
- تقبل النصح:يجب ان يتقبل الجميع النصح ولا سيما قائد الفريق فان ذلك مهم لتطوير العمل ونجاحة.
- تقسيم الادوار حسب الكفاءات وليس على حسب السن او المكانة الاجتماعية.
- الاستماع: يجب على قائد المجموعة الاستماع الى آراء ومقترحات الجميع واخذها فى الاعتبار والاستفادة منها.
ان الماضى والحاضر ملئ بالامثلة على العمل الجماعى الناجح ,ان اليابان كدولة ناجحة ,من اهم عوامل نجاحها هو العمل الجماعى وانكار الذات وبالتالى اصبح كل مواطن يابانى ناجح ملك متوج على مواطنين العالم ومحترم لانه انكر ذاته من اجل وطنة ,فجنى كل مواطن يابانى ثمار هذا النجاح.
ان كل مخلص عليه ان يساعد على تقدم وطنه ,وان كل انسان لبيب يدرك ان انكار الذات هو سبيل النجاح وسبيل الرقى ,وبالتالى يعم الخير عليه وعلى الجميع.
التعليقات (0)