فى شهر يناير 2005 أجريت عملية جراحية .. فماذا حدث فى هذا اليوم العجيب ؟!! لقد كانت العملية بسيطة حيث أجراها قبلى عدد من أصدقائى وأوضحوا لى أننى سآخذ بنج موضعى والصعوبة تكمن فقط فى لحظة ضرب حقنة البنج الموضعى .. ودخلت غرفة العمليات وأنا أضحك لدرجة أن قال لى دكتور التخدير إنت بتضحك إنت رايح فرح !! ... فقلت يا دكتور هى موتة ولا إتنين !! وكان بغرفة العمليات ممرضة وإثنان من الممرضين الذين يحملان المريض على التروللى وكان أحدهما به- حول- فى إحدى عينيه المهم إنتظرت - شكة - حقنة البنج فلم تحدث وأعطانى الدكتور بنج كلى وسألنى الدكتور عن إسمى وعن عملى وبعدها لم أشعر بشىء إلا بعض الكلمات التى قلتها ولا أدرى متى قلتها هل قبل إجراء العملية وأنا فى بداية عملية التخدير أم بعد إجراء العملية فى بداية عملية إفاقتى من البنج ... فماذا قلت ؟!! بدأت أقول خربوا مصر يا أولاد خربوها وذكرت ثلاثة أسماء معروفة وقلت أنا بحب مصر ثلاث مرات !!! وكان كلامى كله بصوت مرتفع وبعدها شعرت أن الدنيا تدور بى ورأيت الممرضان وهم يحملانى على التروللى فنظرت إلى الأحول منهما قائلا بأعلى صوتى سرقونى يا أولاد .. أعور العين سرقنى - والممرضان يضحكان على كلامى ضحك هيستيرى - ورددت أكثر من مرة أعور العين سرقنى ثم قلت (( أنا ح أشكيكم لعادل حمودة يا أولاد ال.... )) حتى هذه اللحظة لم يكن معى قريب أو صديق والممرضان يضحكان على كلامى حتى أخرجونى من الأسانسير وعلى بابه أشقائى وأعمامى وأصدقائى ودخلت غرفتى وما زلت - أخطرف - بالكلام ولا أستطيع أن أمسك نفسي عن الكلام وقلت ( أنا أرسلت للفجر مشاركات كثيرة حلوة وما جابتش حاجة )) وكان هذا حقيقى وقتها وقلت ( الفرق بين شعبان وتعبان نقطة )) وشعبان هذا من أعز أصدقائى وكان معى وكررت هذه الجملة كثيرا حتى أحرجته ولا أدرى حتى الآن لماذا عند إجرائى للعمليات الجراحية أتحدث باللغة العربية الفصحى كثيرا وأنا فى فترة إفاقتى من البنج ... وبعد أن أفقت من البنج تماما جاء الطبيب وهو يضحك ضحك شديد قائلا يا هشام سيبك من الكلام ده اللى بتقوله إنت عايز تودينا فى داهية !! فقلت له ضاحكا أكيد إنتم جرجرتوني فى الكلام فضحك ولم يرد ... وقلت لعمى صلاح - وهذا هو الأهم - فى أثناء خطرفتى (( يا صُلح أنا لو مكان وزارة الداخلية أجيب المتهمين بالإرهاب وأعطيهم بنج وأتركهم يفضفضوا عما بداخلهم وهم مخدرون !! )) ... تذكرت تلك الأحداث بعد أن قرأت أن الدكتور مجدى يعقوب سيقوم بإجراء عملية جراحية لأحد المتهمين فى أحداث الأزهر ... أليست هذه فكرة جميلة حتى يتم إسكات تلك الأصوات - الكاذبة فى أصل وشها - التى تدعى أن وزارة الداخلية تحصل على الإعترافات بالتعذيب لكى نحول هذه المقولة إلى ما هو أهون وهو الحصول على الإعترافات بالتخدير حيث أنه أسهل للإرهابى المزعوم وأيضا لمعذبه المزعوم وهو رجل الشرطة ... فإن كان المريض ليس عليه حرج فوزارة الداخلية ليس عليها حرج الآن فالدستور يعطيها الحق ولذلك فكل شخص يريد ان يقول كلمة يقولها وبسرعة قبل أن يصدر قانون الإرهاب ... وإذا صدر القانون أنا مش مسئول !!
التعليقات (0)