أن علاقة الدين بالدولة والسياسة لم تكن مثارة فى الفكر الإسلامي قبل الإحتكاك بالحضارة الغربية اثناء الغزوة الإستعمارية الحديثة، فالمسلمون - على مر تاريخهم – كانوا محكومين من قبل رجل الدين الذي يمثل هو رأس الهرم في السياسة ومن امثلة ذلك هو الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده الخلفاء من الصحابة وأئمة اهل البيت سلام الله عليهم, لكن بعدما حدث الاحتكاك بالنموذج الحضاري الغربي، وعرفت بلادنا مذاهب الغرب فى علاقة الدين بالدولة والسياسة, ظهرت الكثير من الافكار داخل الاسلام تداعي بفصل الدين عن السياسة والسبب الرئيسي في ذلك هو كثرة المفاسد التي يرتكبها رجال الدين وباسم الدين في العمل السياسي.
فقد اخذ الكثير من رجال الدين يتسترون بالزي الاسلامي وعنوان الدين لكي يصلوا لأهداف ومصالح شخصية وكذلك خدمة لجهات لها تأثير على ذلك الرجل الذي يدعي التدين, فخلط الحابل بالنابل على الناس فتراه رجل دين لا يعمل بمبادئ الدين وقيمه كما كلن يفعل الرسول الكريم واهل بيته الطاهرين, فكل ما يطمح له ذلك " المعمم" هو تحقيق المكاسب الشخصية والمنافع الدنيوية بأي وسيلة كانت, ومن هذه الوسائل هو استغلال عنوان التدين ولبس العمامة لكير يثير بها تعاطف الناس معه, وهذا ما انعكس سلبا على الدين الاسلامي حتى صار منبوذا ومكروها عند الكثيرين وحتى عند المسلمين.
لان هذا رجل الدين المنخرط بالعمل السياسي يسرق ويفسد وينتهك الحرمات ولا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر, بل انه يامر بالمنكر وينهى عن المعروف, ويقف مع الظالم ضد المظلوم, والكثير من القبائح التي يرتكبها باسم الدين وباسم الاسلام وتحت غطاء العمامة التي جعلها وسيلة لتحقيق غايته وهدفه, حتى انهم كرجال دين امضوا قوانين وضعية تتعارض مع قوانين جاء بها الاسلام فالاسلام دستوره القرآن وهم كرجال دين شرعا عليهم الالتزام بهذا الدستور الالهي, لكنهم تركوه وتعاملوا مع الدستور الوضعي الذي يحمل في طياته الكثير الكثير من التعارضات والتناقضات مع الدستور الالهي, والسبب في ذلك هو السعي خلف المال والجاه والمنصب والحكم.
وهذا البرلمان العراقي اليوم من ابسط الامثلة الحية عل ذلك, إذ نجد فيه الكثير من العمائم السنية والشيعية, البيضاء والسوداء, هل امرت تلك العمائم بمعروف او نهت عن منكر؟!! هل قومت اخطاء حصلت ؟ هل حاربت فساد مستشري ؟ هل دعت لخدمة المجتمع ؟ هل طالبت بحق شعب ؟ هل وقفت الى جانب الشعب ضد الطغاة والظالمين؟ بل ان العكس قد حصل ويحصل؟ وهنا نسأل هل العمامة في البرلمان هي التزام ديني ام تستر على الفساد الذي يقوم به من ارتدى العمامة؟؟!!.
يقول السيد الصرخي الحسني في محاضرته الاصولية الثانية عشر ...{... هذه السلطة إذا تمكنت ومجلس النواب اذا تمكن، أيضا ننصحهم، نصيحة لهم نصرة للدين، نصرة للمذهب السني، الشيعي نصرة للأخلاق، صدّروا كما صدّرتم، بيان، قرار، قانون لعدم الاعتداء على المراجع على الرموز، الان صدّروا شيء وانتم تمنعون استغلال الرمزية الدينية الرموز الدينية في الانتخابات وفي الترجيحات وفي المناطحات والمساجلات والصراعات السياسية، فنحن نطلب منهم، ننصح هؤلاء، كل من يصعد الى مجلس النواب يخلع الزي، هو اما رجل دين يمارس العمل الديني هناك واما اتخذه على نحو الزي، انت تهين الدين تهين العمامة، يوجد زي عقال يوجد قلنسوة البس (عرقجينة) البس لك جراوية حط لك غترة على رأسك ما عندنا مشكلة، اما ترتدي الزي وأنت تمارس العمل السياسي تلبس الزي وأنت تجلس في مجلس النواب هذا ليس له علاقة بالحرية, أنت اما رجل دين واما رجل سياسة فاسق سارق مجرم ظالم قاتل مليشياوي تكفيري هذا واقع الحال الذي شاهدناه فلماذا ترتدي العمامة هل تريد ان تخدع الناس ام تريد ان تخدع نفسك؟ فإذا كنت رجلا سياسيا فالبس ما يلبسه اهل السياسة واذا كنت رجل دين فاترك السياسة واذهب الى عملك الديني، على اقل تقدير عندما تمارس العمل السياسي، تقول أريد ان أجلس في البيت، أذهب عصرا أصلي في مسجد المنطقة الخضراء، ارتدِ الزي، في حال كونك تمارس العمل الديني كرجل دين ارتدِ الزي اما خارج هذا العنوان عيب عليك تسرق وانت ترتدي العمامة, ومن تريد أن تخدع؟ هو الشعب الآن زاع العمامة، وهذا دليل الآن ستكشف لكم النتائج ان شاء الله قريبا، لا نعلم قريبا ربما بعد كم عام؟، لكن اذا كشفت ستعرفون كيف الناس نفرت عن الدين وعن التوجيهات الدينية وعن المرجعية وعن فتاوى المرجعية...}.
https://www.youtube.com/watch?v=beTPgMvHnto
الكاتب :: احمد الملا
التعليقات (0)