مواضيع اليوم

العلم بين الايمان والالحاد -2-

هاشم هاشم

2009-11-08 06:22:00

0

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 


!التفكير العلمي وطرق الاستنتاج والاستنباط وفرض الفروض والتجريب والمقارنة(القياس) هي من قدم خدمات جليلة للعلم والمعرفة وساهمت في إسعاد البشرية ولعل أهم انجاز تحقق وعلى سبيل المثال ومن خلفية فلسفية بحته من خلالها فتحت أفاق واسعة في علمي والكيمياء الفيزياء وبدون تجارب عملية هو في اكتشاف الجزيئات (الدقائق الأساسية المكونة للمواد والعناصر )فلو أخذنا مثلا قطعة من الخشب وبدءنا بتقطيعها إلى أشلاء متناهية في الصغر فإننا سوف نصل حتما الى أجزاء ودقائق لايمكن تقطيعا أطلق عليها مصطلح الجزيئات وهي المكون الأساسي الذي يكون المواد ويحمل صفاتها الأساسية ومميزتها التي تميزها عن باقي المواد مثل صفات الحديد تختلف عن صفات الفسفور وهكذا. ومن هنا انطلق البحث في خواص المواد والعناصر وصفاتها كلها من مبدءا هو إن المادة لايمكن فنيها أي إبادتها نهائيا وكذلك لا يمكن إعادة تخليقها من العدم وهو ذات وجود أساسي في الطبيعة
هذا كله تم ضمن ما يعرف بالجدل الفلسفي البناء
الفلسفة كما يقال ام العلوم الطبيعية الصرفة والمعارف الإنسانية ثم تطورت الى العلوم التطبيقية منها .ان أولى الفلسفات ظهرت في اليونان والإغريق أهمها فلسفات سقراط وافلاطون وارسطو طاليس وارخميدس واخرين غيرهم انفصلت العلوم تباعا منها اولها الرياضيات والفيزياء والفلك واخرها علم النفس ,والامر لم ياتي بالهين مطلقا فكم من العلماء والفلاسفة احرقوا وهم احياء واتهموا بالزندقة مثل العالم الايطالي غاليلو لانه صمم تلسكوب فضائي واثبت ان الارض كروية وبعد سنوات وجيزة على اعدامه اثبت علماء اخرون صحة كروية الارض واصبحت من البديهات المسلم بها !!وكذلك العالم الاحيائي يوهان غريغوري مندل الذي ضاعت اغلب ابحاثه وفقدت لان احد لم يوافقه عليها في علوم الوراثة والجينات وانتقال الصفات الوراثية من الاباء الى الابناء وايضا بعد أربعين أو خمسين سنه على وفاته اكتشفوا صحة فرضياته وهرعوا الى اثاره وتراثه في الدير الذي كان راهبا فيه ليجدوا ان معظم أبحاثه التجربيبة واستنتاجاته قد فقد اغلبها بعد فوات الأوان
نعود الى عالمنا تشارلس دارون المولود عام في الثاني عشر من نوفمبر 1809 وفرضيته التي وصمت بلالحادية وعدم مطابقتها الى أي من الاديان السمماويه الكبيرة . قبل قرن ونصف القرن من سيطرة هذه الفرضية على التفكير العلمي منذكتابة اول كتاب لدوارون (أصل الأنواع )origin of species وكتاب آخر له لم يلقى نفس الاهتمام وهو انحدار الانسان Descent of Manوالذي صدر في العام 1871والذي يشير فيه الى عالم تحدث فيه صراعات ونزاعات بين الأدنى والأعلى ويمكن ان تتلاشى هذه الصراعات بنمو الفضيلة والإحسان والإيثار في العالم وان العواطف والحب يمكن ان تتغلب على المصالح والإطماع البشرية من هذا نجد الخلفية الأخلاقية والإنسانية لدارون والتي جعلت منه بالإضافة إلى كونه عالم طبيعي كذلك ذو خصال إنسانية وأخلاقية
كذلك اثبتت ابحاث واراء دارون حول البقاء للأصلح النمو التطوري للاجناس والكائنات الحيه وهنا لايفوتني ان اذكر ان محاولات شرح النمو التطوري قديمة وسابقة لعصر داورون بقرون وأيضا الافكار المعارضه والرافضه للمحاولات فهم التطور أيضا قديمة ولاسباب مختلفه واعتبارات شتى ايضا
ان بحث دارون الدؤؤب في فهم التطور للاحياء اعتمد على مبدءين اساسين هما
الكشف عن الحقيقة الجينه الوراثية التي تشكل الكائنات العضوية وكيفية تغير الجينات وطرق تشكيلها لتفسير شكل التطور في الصفات الجديدة لاخلاف كائنات متطورة عن اسلاف والتعديل الذي يطراء على الانحدار وتاريخ الحياة
التعريف بالانتخاب الطبيعي Natural Selection
اللادينيون مثل الشيوعيون والماركسيون اسلموا تسليم مطلق بفرضية دارون لياكدوا مبادئهم في طبيعية الكون ونظامه التلقائي في النمو والتطور ليعززوا فرضيتهم بنظرية علمية شهيرة لم يقتصر الامر على المفكرين اللادينين مثل الشيوعيون وغيرهم في التمسك بفرضية دارون ايضا قلب كتاب اصل الانواع الطاولة على الكثير من الافكار والمفاهيم الاستعمارية واستبعاد الشعوب وتسلط اناس على ناس بحجج شتى مثل فرضيات الجنس الراقي والسوبرمان ووصل الأمر بأحد الزعماء وهو ادولف هتلر الى تصنيف الشعوب الى اجناس راقية متطورة وأخرى اقل رقيا الى سلم تنازلي يتنهي الى مرتبة فوق القردة وما ترتب على تلك الافكار من حروب وصراعات ونهب ثروات شعوب وامم وابادة اجناس بشرية وعرقية وسياسات تعقيم الاجباري وخصي لمجاميع بشرية وصفت بانها ذات خصال ضعيفة وغير جيدة


بل انتقلت حمى البحث عن حقائق علمية لتفسر بعض الظواهر الطبيعية بمنضور ديني وعلى هذا الأساس قام فريق من علماء المسلمين بتأييد هذه الفرضية استنادنا الى الاية الكريمة{وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً }نوح14 {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ }الحجر26 وبذا اتفق المسلمون ولو وقتيا مع ال لادنيون في تاييد هذه النظرية التي اثبت العلم اليوم وخصوصا الاكتشافات الحجرية الجديدة (المستحثات )وغيرها من الدلائل الوارثية ان الانسان ليس اصله قرد بل اثبت البحوث الحديثه ان القرد هو انسان متقهقر وليس العكس في كون الإنسان هو سلالة متطورة عن حلقه اقل تطورا وهي القرود ولو ان في اصل فرضية داروون هناك حلقه مفقودة بين الانسان والقردة وخصوصا فصيلة الشمبانزي الكبيرة الحجم نسبيا .
لا أريد إن أغوص في حيثيات الفرضية وتفصيلاته لكن اريد ان اعرج على صلب الوضوع وهو علاقة الدين بالعلم وكما ذكرت اعلاه ان فريق من علماء الملسمين قد ايد الفرضيه بدلالة ووجود نص الهي يذكر فيه ان الانسان خلق عبر مجموعه من الأطوار المتعاقبة انتهت بهذا الكائن الكبيروالارقى وهو الانسان لكن هل فشل اثبات هذه الفرضيه علميا يعني فشلا دنينا مرادفا له ؟؟؟.ثم ان هناك ايات بينات قد تدعم الفرضيات الحديثة في تفنيد نظرية دارون وتؤكد ان القردة هو انسان مسخ بعقوبة الهية وتقهقر الى هيئته الحالية

{أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً }مريم67
{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ }البقرة
6{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة
60{فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ }الأعراف166


العلماء الاحيائون الحياديون من المسائل الدينية وبعيدا عن قصة خلق آدم ابو البشر(({وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة
30
علماء الاحياء يقولون ان الحياة جاءت من اجرام سماوية اخرى او نشات وتطورت من خلية واحدة نشات اولا في الماء هي تشكل كائنا كاملا ثم تطورت هذه الخلية الى مجموعة خلايا ذات إشكال وانسجه مختلفة وحسب اخر تصنيف حديث للاحياء ابتداء من الفايرودات والفيروسات الى البكتريا والاميبا والبرامسيوم واليوغلينا ثم الى الطحالب والفطريات وعالم النبات ثم ياتي عالم الافقريات من الديدان والحشرات ونجم البحر والرخويات والاسفنجيات صعودا الى الفقريات مثل شعب الزواحف والأسماك والطيور والحبليات العاليا التي يتربع الانسان على قمة الهرم التطوري أما ادم فهو عمره يدل ان هناك انسان اقدم منه بمليون سنة وهو في مكتشفات كهوف المانيا (الانسان الحجري )والمسمى علميا انسان النيانتدرتال أي ان الانسان التطوري هذا وجد قبل سيدنا آدم حسب راي هذا الفريق المحايد (الالحادي ) ولديهم من الادلة والاثباتات العلمية الكثير غيلا ذللك
اثار هذا الموضوع ضجة كبرى في حينه في الاوساط الاسلامية وجاءت متزامنه في نهايات الخمسينيات وبدايات الستينات من القرن العشرين وتحديدا مع انطلاق الانسان الى الفضاء الخارجي بمركبات فضائية اشهرها ابولوا ورحلاتها المكوكيةوسباق مع السوفيت الذين كانوا اول من فجر هذه المفاجاءة الغير مسبوقه في التاريخ ثم دخلت دول عديدة الى نادي الفضاء تباعا ,كان الراي الاسلامي واضح وصريح قبل هذا التاريخ في موقف ثابت من عدم القدرة على بلوغ الفضاء الخارجي الا من خلال سلطان
{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ }الرحمن33
وكان تفسير بعض المفسرين ان هذا السلطان هو الملائكة او قوى روحية معينه وآخرين فسروا الآية على انه تحدي الهي في عدم قدرة البشر مطلقا على الخروج والملاحة في الفضاء الخارجي .وكثرت الأحاديث والقيود في مثل هذا الموضع والموضع السابق ليثار الكثير من الأقاويل والتشكيك في ماذكره المفسرون وذهب البعض من عامة الناس الى رمي بيضة الإسلام نفسه وكثر الكلام وهنا وقف الكثير من رجال الدين موقف المدافع الذي لايحسد على ماهم فيه عقدت مؤتمرات وجلسات علمية ونقاشيه لتدارس الامر وتدارك الموقف قبل ان تحدث ردة وانشقاق في وقت كان نجم الماركسية بازغا وتهوى إليه الكثير من القلوب والأفئدة في لبلاد الله الواسعة وخرجوا بمجموعه من المعطيات لتوحيد التفسير الايات الالهية في اربعة نقاط اساسية هي الميزان الحديث لجميع التفاسير وكلاتي
لايجوز ان يكون تفسير اية معينه يناقض تفسير اية اخرى ذات نفس المعنى والتوجه والمضمون
ان لايناقض التفسير إحكام الشريعة الصريحة والسنة النبوية التي احكماها لايشوبه شك
ان يتفق التفسير مع إحكام اللغة العربية في بيان المعاني النحوية
مثال على ذلك ان معنى حرف الجر ((من )) الوارد في الآية السابقة ((من أقطار)) يختلف عن حرف الجر ((في ))حيث لوا ستخدم ((في أقطار ))لجاء المعنى واضحا ولايحتاج الى عناء فكري لتوضيحة حيث ان في اقطار السموات تعني ان السفر الى الفضاء هو ممكن وهوما يفصح عن مايحدث اليوم من ريادة الفضاء ,ولكن النص جاء بحرف هو((من )) أي ان لغة التحدي واضحة وان اقطار السموات والارض ليست هي الفضاء التي تبحربه سفن الفضاء وهنا يعني ان الاقطار هي ابعد من الفضاء الخارجي وكلمة سلطان اذن ليست هي المركبات الفضائية .
ان ينسجم التفسير مع العلوم الحديثة والاثباتات العلمية الراسخة والمثتبة بشكل قطعي لكي ينقطع دابر الجدل حول كل ظاهرة تحدث لااحقا اوتثار لاظواهر سابقة.
ان أي تفسير لاية كريمة او لحديث شريف ليوضح موقف الاسلام من قضية علمية يجب ان يتفق مع كل هذه المباديء اعلاه حسب الترتيب وبدون أي ترك لاي نقطة اوجزئية مهما تكن صغيرة

 


:(وقد خلقكم أطوارا) في تفسير الجلالين :جمع طور وهو الحال فطورا نطفة وطورا علقة إلى تمام خلق الإنسان والنظر في خلقه يوجب الإيمان بخالقه




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات