القدس المحتلة -كامل إبراهيم - صرحت وزيرة التربية والتعليم الفلسطينية في لقاء خاص ب( الرأي ) أمس ان العلاقات الفلسطينية الأردنية كانت وستبقى متميزة بين الشعبين التوأمين .مشيراً الى مبادرة الملكة رانيا التي تعبر مدى الالتزام والترابط .وقال العلمي ل( الرأي ) نحن نقدر عاليا هذه المبادرة من جلالة الملكة رانيا العبد الله وهي إطلاق مبادرة مدرستي فلسطين ،و اعتقد ان اهمية هذه المبادرة تأتي على اكثر من مستوى ، المستوى الاول هو لفت النظر الى ما يجري في مدينة القدس المحتلة وخاصة انه ياتي من جلالة الملكة .
واضافت هذه الفتة الطيبة على الاوضاع الصعبة التي تمر بها مدينة القدس وورد في كلمة جلالة الملكة ان مسؤولية القدس هي أيضا فلسطينية و مسؤولية عربية وإسلامية ، فهي ايضا تقوم بتوجيه رسالة الى العالم العربي انه يوجد هناك مسؤولية تجاه مدينة القدس .
بالاضافة الى لفت النظر الى القضية السياسية العامة كان هناك تركيز على التعليم في مدينة القدس المحتلة والاوضاع الصعبة فيها وعدم إعطاء الأطفال في مدينة القدس حقهم في التعليم الذي نصت عليه كل المواثيق الدولية المتعلقة في حقوق الانسان .واوضح العلمي ان المبادرة تاتي من الاردن صاحب الصلاحيات الخاصة بالأوقاف الإسلامية والمقدسات في القدس أي انها ضمن صلاحيات البلد الاردن ، لان المبادرة تركز على المدارس التي تتبع وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الاردنية وهي حوالي 38 مدرسة في مدينة القدس .
واشارت الى ان المبادرة تأتي استمراراً للمبادرة الناجحة في الاردن ، فأرادت جلالتها ان تعمم هذه التجربة على المدارس التي تتبع الأوقاف في مدينة القدس .
وفي رد على سؤال حول انعكاسات المبادرة على وضع التعليم في مدينة القدس ؟قالت العلمي :» التعليم في مدينة القدس بالذات يعاني من الكثير من المشاكل ، اولها تعدد الاطارات المسؤولة عن التعليم في المدينة المقدسة ، فهناك 52% من المدارس تحت إدارة بلدية القدس الإسرائيلية ووزارة التربية والتعليم الإسرائيلية ، و هناك المدارس التي تتبع وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية تشكل فقط 17% من المدارس الموجودة ، كما ان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين مسئولة عن 7% من المدارس ولدينا ما يدعى مدارس سخنين هي مدارس عربية ولكن تأخذ ترخيصها من الحكومة الإسرائيلية .
ولفتت الى مدارس القطاع الخاص التي تتبع لطوائف مسيحية مختلفة أو إسلامية ، هذا التعدد في الإشراف على التعليم الفلسطيني في القدس والمدارس يخلق ويشكل سبباً رئيسياً في تشتت التعليم الموجود وضعفه والمشاكل التي تواجه هذا القطاع .
وأوضحت العلمي :» رسميا لا يوجد للسلطة الوطنية الفلسطينية نفوذ رسمي في مدينة القدس المحتلة بناء على اتفاقية اوسلو مدينة القدس المحاطة بجدار الفصل بين القدس وضواحيها حسب التسمية السابقة .
وقال ان هذه المبادرة سوف تساعد ولو فئة قليلة من ضمن ال38 مدرسة التي تتبع وزارة الاوقاف الإسلامية الأردنية في الاهتمام بأضعف 20 مدرسة من ضمن ال38 ، والاهتمام في هذه المبادرة سيكون اهتمام شامل يبدأ في البنية التحتية .
واضافت :» في مدينة القدس نعاني بشكل عام من عدم وجود أبنية مدرسية صممت لهذا الهدف وأكثر المباني التي تستخدمها وزارة الأوقاف هي عبارة عن منازل حولت كي تكون مدرسة فكثير من هذه المدارس لا تصلح ان توفر بيئة تعليمية مناسبة مشيره الى ان اكثر الأبنية قديمة خاصة الموجودة داخل أسوار القدس القديمة ، فهي فعلا تحتاج الى صيانة وترميم وتوسيع لخلق بيئة سليمة لتعليم الأطفال .
ومضت تقول :» كما ان المبادرة تتناول التدريب سواء تدريب الهيئات التدريسية الموجودة او تدريب الإدارات المدرسية ، ومن المشاكل التي نعانيها ايضا عدم وجود الاستقرار في الهيئة التدريسية لان كثير منهم يتسربون الى المدارس التي تشرف عليها بلدية القدس الإسرائيلية لان الراتب يكاد يكون اضعاف الراتب الذي يتقاضونه في المدارس التابعة لوزارة الاوقاف ، والسبب الاخر ان المرافق المطلوبة غير متوفرة .
وشددت العملي على الحاجة الى المزيد من المدارس المناسبة وقالت ان هناك حالة صعبة من الكتظاظ في الصفوف ففي بعض المدارس لا يوجد مكان واسع وكافي لإنشاء مختبر علوم او مختبر حاسوب ، او غرفة متعددة الاغراض ، وفي معظم الاوقات تكون ساحة المدرسة ضيقة جدا او لا يوجد لذا فالتكلفة تكون عالية في المدارس التابعة لوزارة الاوقاف لان نسبة الطلاب للمعلم تكاد تكون نصف النسبة مقارنة باي مدرسة عادية صممت لهذا الغرض .
واشارت الى ان السعة الخاصة بالمدارس التابعة للاوقاف محدودة وقال ان مطمحنا ان نحصل على مباني اكثر لاستيعاب الاطفال المتسربين ، والاهتمام بالتسرب من قبل مدارس الاوقاف اهتمام كبير وهناك متابعة ، ولكن عندما نتكلم عن التسلم يكون الحديث بشكل عام عن الوضع في الضفة الغربية مثلا او قطاع غزة ، لا يوجد طالب خارج اطار المدرسة والمتابعة حثيثة بهذا الشأن ، وفي الاوضاع التي لا يكون فيها مدرسة تستوعب الطلاب نلجأ لفترة ثانية ، ولكن في مدينة القدس تعدد الجهات كما ورد سابقا يجعل متابعة الاطفال المتسربين اقل .
وعن حاجت المدينة من اليوم قالت وزيرة التربية والتعليم الفلسطينية :» نحن نحتاج ما بين 700- 1000 غرفة صفية فوراً دون الاخذ بعين الاعتبار ان الدولة الفلسطينية دولة فتية ونسبة السكان في العمر الذي يجب ان يذهب فيه الفرد الى المدرسة كبيرة جدا فبالإضافة الى الطلاب المتسربين نحن بحاجة الى صفوف اضافية من اجل النمو السكاني الذي يؤخذ بعين الاعتبار وفي العادة نحتسبها على اساس 3 واربعة بالعشرة بالمية من النمو السنوي للاطفال في المدارس .
وقلت انه في ظل هذه المشاكل والاحتياجت تأتي مبادرة الملكة رانيا الكريمة جدا من جلالتها ولكنها تركز على 17% من المدارس الموجودة مؤكده على ضرورة بحث وضع باقي الطلاب المقدسيين المتسربين فلذلك لابد من زيادة عدد المدارس ولابد من دعم لمدينة القدس ، هذه المبادرة بقدر اهميتها ولكنها غير كافية لدعم مدينة القدس ومن هذا المنطلق اثني على توجه جلالة الملكة للعالم العربي باهمية دعم مدينة القدس بشكل عام والتعليم بشكل خاص.
وعن مدى انخراط السلطة في هذه المبادرة ؟و دور الوزارة في التخفيف من اثر هذه الازمة الحالية ؟قال العلمي طبعا الوزارة والسلطة الوطنية تتحملان مسؤولية كبيرة ولكن عبر وزارة الاوقاف الاردنية لانه كما اوردت لا يوجد لنا وجود رسمي فنحن ندعم وزارة الاوقاف في دفع الاجارات لهذه المدارس وهو مبلغ ليس بالقليل فهو حوالي مليون دولار سنوياً كاجور للمباني المدرسية التابعة لوزارة الاوقاف ، كما اننا نتحمل الرواتب والكتب المدرسية والمستلزمات لان وزارة الاوقاف لوحدها لن تستطيع ان تتحمل العبء المالي بالنسبة لهذه المدارس ، حتى انه كان هناك زيادة للمعلمين المتواجدين في وزارة الاوقاف وسميت علاوة القدس وتعادل 500 دولار للمعلم الذي يعمل في مدينة القدس زيادة عن باقي المعلمين الذين يعملون في الضفة الغربية وقطاع غزة .وختمت العلمي بالقول :» المبادرة تعتبر تطور مهم ونقلة نوعية وخطوة ايجابية طيبة تعكس روح الاخوة التي تربط الشعبين الأردني والفلسطيني «.و اعتبر رئيس وحدة القدس في الرئاسة الفلسطينية المحامي احمد الرويضي مبادرة الملكة رانيا العبد الله «مدرستي» خطوه هامه وانها تشكل مساهمة ايجابية لدعم قطاع حيوي في القدس المحتلة التي بحاجه الى الدعم العاجل والفوري.
واكد الرويضي الى ( الرأي ) امس اهمية الدور الاردني في المدينة المقدسة بالمحافظة على المقدسات والعقارات والاثار الاسلامية والمسيحية وطابع المدينة العربي وخاصة قطاعات التعليم، وقال «ان هذهالمبادرة لعلها تكون حافزا يتبعها مبادرات اخرى بتحمل دول عربية وإسلامية لقطاعات حيوية أخرى في القدس كقطاع الشباب والثقافة والإسكان والصحة وترميم العقارات والشؤون الاجتماعية ودعم صمود المواطنين من ضحايا هدم المنازل ودعم الاقتصاد الفلسطيني وخاصة الحركة التجارية في البلدة القديمة».
واكد الرويضي ان قطاع التعليم تعرض خلال الأربعين عاما الماضية لمحاولات إسرائيلية للسيطرة عليه بالكامل، حيث سيطرت إسرائيل على جميع المدارس الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم الأردنية وألحقتها بجهاز المعارف الإسرائيلية وإدارة المعارف بجهاز البلدية وذلك كمحاوله منها لتطبيق المنهاج الإسرائيلية على طلبة القدس الفلسطينيين، لكن رفض المجتمع المقدسي وبخاصة مدراء المدارس في حينه والمعلمين والمكونات الاخرى للمجتمع المقدسي حال دون تحقيق المشروع الاسرائيلي بفرض المنهاج الاسرائيلي.
واشار الرويضي ان المدارس التابعة للقطاع الخاص في القدس تشكل النسبة الأكبرمن حيث عدد المدارس والتي بلغ مجموعها51 مدرسة، وهذه تستقطب مايقارب من ال20 ألف طالب وطالبة، بينماالمدارس الممولة من قبل البلدية بلغت50 مدرسة، تضم أكثرمن37 ألف طالب وطالبة،وهي النسبة الأكبرمن حيث عدد الطلبة، ووفقا لدراسة القطاعات التي تعدها وحدة القدس في الرئاسة بدعم من الاتحاد الأوروبي يبلغ عدد الطلبة المقدسيين72724 طالب وطالبة (34989 ذكورو37735 إناث).
أماعدد المعلمين فيبلغ1792 (427 ذكورو1365 إناث).
واشار الرويضي ان المشكلة الرئيسية تكمن في قلة عدد المدارس
والصفوف مقارنة بعدد الطلاب المتزايد،فهناك نقص هائل في الصفوف قد يصل في العام2010 الى1,883صفاً تعليمياً،نحتاجها لتغطية الاحتياجات الأساسية وهذه المشكلة مازالت قائمةوتتفاقم يوماً بعد يوم.
كما تعاني البنية التحتية للمدارس القائمة من العديد من المشاكل من حيث حاجتها للتأهيل كما تفتقر العديد من المدارس للتجهيزات المختلفة الضرورية لضمان جودة التعليم والتعلم بالإضافة إلى قضايا تأهيل المعلمين وصعوبة الحفاظ على الكادر المتخصص.
وثمن الرويضي الاهتمام الأردني والعربي بدعم التعليم في مدينة القدس، مؤكدا ان ذلك يساهم بالمحافظة على الهوية الوطنية للمدينة وطابعها العربي الذي تحاول إسرائيل يوميا تغيره من خلال اقامة مشاريع استيطانية وسط الاحياء العربية ومدارس تلموديه وجمعيات استيطانيه وخاصة في البلدة القديمة ومحيطها، اضافة الى الكنيس الجديده في محاوله لاعطاء المدينة طابعا يهوديا مصطنع.
مواضيع اليوم
التعليقات (0)