شكل تدخل المؤسسة العسكرية التركية في الحياة السياسية نقطة تحول داخل الجمهورية وذلك انطلاقا من انقلاب مصطفي كمال اتاتورك الشهير الي الانقلابات التي جاءت من بعدة والتي عملت علي اغراق تركيا من مسار العلمانية والقومية ومفاهيم الجمهورية وصيرت المؤسسة العسكرية الحامي والوصي علي كل الحكومات التي وصلت الي سدة الحكم عن طريق الانتخابات كما انها عملت مسح تراث وتاريخ الاتراك وتحويل وجهة نظر تركيا بل ودمجها في الغرب والعمل علي سحب تركيا من الفضاء العربي والاسلامي الا ان هذه المحاولات كلها وجهت بعدة مصاعب منها اصرار الناخبين علي التصويت لصالح احزاب تنتهج سياسة العودة المجوعة العربية والاسلامية وكما اضطر الاتراك الي العودة الي للدعم العربي بعد ازمة جزيرة قبرص اذ لم يجد الاتراك بد من الرجوع الي الشرق الاوسط لكونة داعم لاسترجاع الاتراك لقبرص وعلي الرغم من ذلك تدخلت المؤسسة العسكرية اكثر من ثلاث مرات في الحياة السياسية التركية.
تدخل المؤسسة العسكرية التركية واثره على العرب والاتراك :
يعتبر العديد من الباحثين ان المؤسسة العسكرية واحدة من مؤسسات الدولة والتى تشرف على ضمان امن الدولة من الاخطار الخارجية والداخلية وتفترض هذه الرؤية ان القوات المسلحة تتحرك بامر من المؤسسة المدنية ( الحكومة ) ولكن هنالك تجاوزات عديدة فكثير ما يقحم العسكريون انفسهم فى السلطة بدعوى المحافظة على مصالح البلاد العليا من الاخطار والتهديدات الخارجية او العودة الى المبادئ السايسية التى يقوم عليها الدستور فى الدولة ووضح حد لحالتى الفوضى والتدهور التى لم يجد الحكام لها حل وببهذه الدعاوى كانت تتدخل المؤسسة العسكرية التركية ثلاث مرات فى الحياة السياسية بدا من انقلاب مصطفى كمال اتنانتورك وقد تركزت الانقلابات اثارا في السياسة الخارجية التركية خصوصا فقي علاقاتها مع العالم العربي ، وكانت نتيجة تدخل المؤسسة العسكرية التركية هو :ـ
1. الاصرار على انتهاج الخط العلماني للدولة .
2. التقارب مع الغرب بصورة ملاحظة ومحاولات الاندماج كلية معه .
3. ابعاد وضرب التيار الاسلامي في تركيا .
4. التعاون مع دولة الكيان الصهيوني ( اسرائيل )
وحاربت المؤسسة العسكرية التركية كل ما هو اسلامي وامتدت اصلاحات جنرالات الجيش الى تكريس سياسة التتريك سياسة التتريك وتم الغاء الكلمات ذات الاصل العربي وحولت الحروف من نمط الرسم العربي الى حروف لا تينية وشنق الالاف من العلماء بالائمة والطلاب وذلك لتمهيد سيطرة العلمانية على المؤسسية السياسية وكل مناحى الحياة الاجتماعية ( ) . تمت كل هذه التعديلات في عهد مصطفي كمال اتاتورك الذي وضع ستة مبادئ اساسية ظلت المؤسسة العسكرية تتدخل بصورة دائمة بحجة انقاذ المبادئ الكمالية من تحويل ولتبديل وهي ( الحكم الجمهوري والقومية الشعبية ، والعلمانية الدولية والثورية ) كما ان تدخل المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية امر قديم منذ عهد التنظيمات 1839 – 1871 والتى بدات باصلاحات في جيش التركي وذلك في اعقاب انقلاب الانكشارية الشهير على السلطان ( ابا يزيد الثاني ) وولوا السلطان ( سليم الاول ) وايضا تدخل الانكشارية في عهد السلطان سليمان ، وكذلك في عهد السلطان ( عثمان الثاني ) و ( مصطفي الثالث ) حتي في عهد السلطان ( سليم الثالث ) الذى انشا فرقة جديدة تلقت تدريبها على النمط الوربي الحديث ولكن الانكشارية تمردوا عليه واتهموه بانه لم يعد حامني للدين وانه اخضع إلي السيطرة الأروبية( ) وفي ذات الوقت كان هناك النفوذ الواسع لليهود وبالاخص الجمعيات الماسونية مثل ( جمعية الاتحاد والترقي ) و ( تركيا الفتاة ) وقد كانت قيادات جمعية الاتحاد والترقي يعلمون في اوساط الجيش لتغيير الحياة السياسية في تركيا ويدعون الى ( الطورانية ) القومية التركية .
( نيازى باشا ) نجح فى اخضاع السلطان عبدالحميد لاصدار دستور للبلاد بالضغط عليه ولكن الحكومة نياوى لم تستمر طويلا ، وتصدر الحياة السياسية مصطفى كمال اتاتورك كقائد لقوات التحرير الوطنية التى لعمت على انقاذ الدولة مع المطامع الدولية خصوصا المطامع ايونانية والانجليزية وكان اول بيان لمصطفى كمال ان احتلال ازمير ومانيزويا وايدين من قبل الجيوش اليونانية يوضح بشكل قاطع مدي الخط المحدق بالوطن ان الشعب برقيات الاحتجاج الى السلطان والى قوات الاحتلال ( ) وقد اسفرت حركة مصطفي كمال هذه الى اغلاء السلطنة ومن ثم الغاء الخلافة واعلان الجمهورية التركية وسعي الى عقد مؤتمر ( اضروم ) وخرج المؤتمرون بالمقررات التالية :
1. جميع الارضي التركية واحدة واحدة .
2. في حالة تفكك الدولة العثمانية على الامة ان تقف صفقا واحدا ضد اى احتلال اجنبي.
3. اذا اصبحت الحكومة المركزية عاجزة عن حماية البلاد تشكل حكومة انتقالية.
4. الارادة الشعبية هي السلطة العليا .
5. لا يجوز اعطاء الاقليات داخل الدولة العثمانية اى امتيازات تضر بمصالح الاتراك .
6. لا مجال لقبول اى نوع من انواع الوصاية والحماية الاجنبية (3).
وظل مصطفي كمال اتاتورك يتحرك من نصر الى نصر حتي نجح في الغاء السلطة ووعزل السلطان ( وحيد الدين خان ) وفي مؤتمر الصلح في لوزان في 20 يوليو 1923 م وهي اينونو نائب مصطفي كمال على اتفاقية لوزان والتى كان من اهم بنودها :
• اعادة ولاية ادرانة الى الدولة التركية
• جلاء قوات الاحتلال وعودة سيطرة تركيا علي المضائق
• الغاء مشروع الرقابة المالية
• اعادة بعض الجزر التي انتزعت من تركيا في البحر الابيض المتوسط نتيجة لهذه الاتفاقية حصلت تركيا علي كامل استقلالها (4).
بعد وفاة اتاتورك تسلم عصمت ايونيو السلطة واوكلت قيادة الجيش للمارشال(فوزى شاماق ) وهكذا انفصلت المؤسسة العسكرية عن السلطة السياسية واصبح الجيش مؤسسة ذات قيادة مستقبلية تشرف وتراقب اداء الجهاز السياسي . واذا اساء الجهاز السياسي استخدام السلطة فان الجيش يتدخل بقوة لاعادة لامور الى نصابها وضمان استمرار المبادئ الكمالية ديمومة النظام العلمانى فى تركيا مارس الجيش دوره كمراقب وحارس الاتاتوركية دون الانخراط فى الحياة السياسية بطريقة مباشرة وفي العام 1945 م طرح عصمت اينونو فكرة الدولة القائمة على التعددية الحزبية وقد عارض الجنرال لذلك اقرت صيغة ديمقراطية هشة .
التعليقات (0)