مواضيع اليوم

العلمانيون الكفار والمسلمون الأخيار

زين الدين الكعبي

2009-05-15 21:15:43

0

اذا فأن عمليات التعذيب اللتي كانت تجري في السجون الأمريكية اذبان فترة حكم بوش الأبن كانت من البشاعة بحيث منعت الرئيس اوباما من نشر نتائج التحقيقات حول اساليبها , متراجعا للمرة الثانية عن وعوده الأنتخابية بكشف الحقائق عن هذا الموضوع بعد ان تراجع قبل ذلك عن وعده بأجراء تحقيقات شاملة وعميقة لكشف المسؤولين عن هذه الأجراءات القمعية وعن تضليل الكونغرس والمواطن الأمريكي بالأكاذيب اللتي استخدمت للحصول على موافقتهم لتمرير قرارات شن الحرب على العراق  . ولقد برر اوباما تراجعه في المرتين بخوف ادارته من ان تؤثر نتائج التحقيقات الى تشويه سمعة الولايات المتحدة بصورة كبيرة وزيادة مشاعر الكراهية نحوها الأمر اللذي سينعكس سلبا على جنودها في ميادين القتال حول العالم .

وهذا ما اكدته بيلوسي زعيمة الأغلبية في الكونغرس حيث صرحت امس بأن ادارة بوش والمخابرات قامت بالكذب عليها اثناء الأستجوابات اللتي قامت بها حول اساليب التحقيق المستخدمة عندما كانت اكبر ممثلة ديمقراطية في لجنة الأستخبارات بمجلس النواب يومها . واذا ما اضفنا الى كل ذلك استخدام الحكومة البريطانية حقها في الفيتو منذ اسابيع لعرقلة نشر محاضر النقاشات اللتي دارت في البرلمان البريطاني قبل الحرب على العراق فسنعرف مدى عمق المأزق الأخلاقي والمبدأي اللذي تميزت فيه سنوات حكم الثنائي بوش – بلير وابتعاد الغرب في هذه الفترة عن كل مبادئه وافكاره العلمانية اللتي طالما تشدق بها لأثبات صحة نظرياته .

لسنا بحاجة الى صور جديدة ولا حتى الى اجراء تحقيقات جديدة لأثبات جرائم بوش وبلير وكبار المسؤولين في ادارتيهما بسماحهم لأستخدام اساليب الغش والتزييف المتعمد للحقائق وبأساليب التعذيب الوحشية اللتي خرج القليل من صورها الى الآن وانا على يقين ان ما خفي كان اعظم , فلقد رأينا بأم اعيننا بربرية جيوش هذه الدول .

ولم يكن ديفلبان وزير الخارجية الفرنسي السابق بحاجة لها عندما فند وكذب كل حجة جاء بها كولن باول الى مجلس الأمن لتمرير قرار ضرب العراق لأن الأوربيين العواجيز الحكماء علموا منذ البداية ان اليمين المتطرف يريد ان يجرهم الى التخلي عن كل مبادئهم وقيمهم  في سبيل تمرير قرار الحرب .

الا اني يجب ان اسجل هنا حقيقة طالما رددتها عن هذا الغرب العلماني الكافر والمتمثلة بقدرته على تصحيح اخطائه ومداواة جروحه بسرعة هائلة عبر المنظومة السياسية والأجتماعية المتطورة اللتي كونتها شعوبه  في دولها واللتي لاتسمح لأحد ان يقودها الى نحورها كالخراف .

فها هي ذا امريكا وبريطانيا تلملم جراحها وتضمدها بالعودة الى الطريق اللذي كانت تسير عليه قبل بوش وبلير وها هي تغلق السجون التعسفية وتتخلى عن اساليب التحقيق الوحشية اللتي فتحها اليمينيون المتطرفون اللذين اثبتوا مرة اخرى ان التطرف دائما ما يجر الشعوب الى الهاوية . كما ويحاولون قدر المستطاع محاكمة المسؤولين عن بعض الجرائم بالرغم من اقرار الأدارة الأمريكية الحالية بصعوبة ذلك في احيان كثير لقصور واضح في الآليات الديمقراطية والأفكار العلمانية اللتي تمنع محاكمة بعض المجرمين بل وتجر معتنقيها لأرتكاب الجرائم في كثير من الأحيان .

بالطبع انا لا ادافع هنا عن العلمانية ولم اغير رأيي فيها ولازلت اعتبرها مفاهيم كافرة وقاصرة عن المفاهيم الأسلامية العظيمة واللتي تحتوي على كل ما هو جيد في العلمانية  وتضيف عليه الاف الأفكار العظيمة الأخرى . كيف لا والأسلام منهج من الله والعلمانية منهج من البشر الجاهل الى الله .

ولكني اردت فقط ان اذكر كل مسلم يدافع عن رئيسه او مليكه او حكومته بسبب وصول هؤلاء الكفرة الى هذا الرقي المادي والسياسي دون الروحي طبعا . وبسبب تخلفنا نحن في كل شيء وحتى في الأمور الروحية اللتي نتشدق بها . هذا السبب اللذي لخصه الشيخ محمد عبده في رواية او الشيخ جمال الدين الأفعاني في رواية اخرى بمقولة قالها احدهم بعد ان رجع من رحلة الى اوربا الا وهي .

             (( لقد وجدت عندهم اسلام بدون مسلمين ووجدت عندنا مسلمين بدون اسلام ))  .

                                                                                    

                                                                                                              رحم الله الشيخين




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات