العلماني أجهل الخلق أجمعين ؟
إن خالق السماوات و الأرض و ما فيهما من كائنات حية و أجرام سماوية و جبال و بحار ... قد حد حدودا معلومة منذ الأزل و ضبط سننا أزلية ثابتة لجميع مخلوقاته ، و قوانين صارمة .. تحيى بمقتضى السير على هداها كل الكائنات و المخلوقات و تضمن بها لنفسها صيرورة سالكة و حياة طبيعية هانئة .. فأوحى الله إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا... و كلي من كل الثمرات ... لإنتاج شراب و عسل مصفى فيه شفاء للناس .. و سخر جميع ما في السماوات و الأرض لخدمة بني آدم و ضبط لها قوانين صارمة لا تستطيع مخالفتها ...؟
إن خروج أين من هذه الكائنات و المخلوقات عن حدود الله و نظامه البديع وسننه الدقيقة في الكون و الحياة الذي أبدعه الله بقدرته الفائقة و حكمته الأزلية .. يعني حتما فقدان هذه الكائنات الضعيفة في أصل خلقتها لتوازنها الحيوي واندثارها أو موتها و هلاكها.. فخروج كوكب الشمس عن مداره الذي خلق له يعني حتمية احتراق الكون برمته .. كاحتراق القطار الذي يحيد عن سكته .. أو تحطم السيارة أو الشاحنة الجانفة – الخارجة - عن الطريق المعبدة لسيرها ..!؟
كذا تضطرب حياة بني آدم و تنتابهم شتى الأمراض والمهالك و العلل إن هم حادوا قليلا أو كثيرا عن ﴿الصراط المستقيم ﴾ المعبد لهم للسير فيه منذ الأزل ، و قد فصلت لهم معالمه تفصيلا بينا في كل الكتب الإلاهية التي لم تطلها يد التحريف أو التأويل أو التشويه.. على غرار القرآن المجيد ، و قد عمل كل الأنبياء عليهم السلام على تذكير أقوامهم بمختلف معالم هذا ﴿الصراط المستقيم﴾ منذ نوح عليه السلام و انتهاء بمحمد صلى الله عليه و سلم.
إن زيغ الإنسان عن قوانين الله الأزلية و سننه الفطرية التي فطر الناس عليها و فصلها في جميع الكتب التي أوحى بها إلى جميع أنبيائه عليهم السلام ليذكروا بها أقوامهم ... : يعني حتمية نيله الإنسان الخزي و الشقاء في الدنيا و خلوده في عذاب جهنم يوم يقوم الناس لرب العالمين.
فالله عز وجل قد أبان للإنسان المنهج الحق والشريعة الحق منذ خلق آدم عليه السلام، لذلك نجده عز وجل يخاطب عبده آدم عليه السلام قائلا: ﴿اهبطوا منها جميعا – الجنة- فمن تبع هداي- قوانين الحياة البشرية الحقة التي سطرها الله منذ الأزل - فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾(سورة البقرة الآيتين 38 و39 ).
و إذا علمنا أن جميع التجارب الإنسانية قد أثبتت أن العلمانية هي في نهاية المطاف " فصل الدين – بما هو شريعة و مبادئ - عن الحياة وليس عن الدولة فقط وهو أصح التعريفات للعلمانية ..." علمنا أن العلماني يسعى في نهاية الأمر إلى استنباط قوانين حياتية تتعارض في قليل أو كثير مع القوانين الفطرية التي فطر الله حياة الإنسان عليها ، و تغيير القوانين الصارمة التي أرادها الله لعباده الصالحين ، مما يهدد حياة الإنسان و حياة الكون بأوخم العواقب . وهو ما نلاحظ نتائجه بارزة للعيان : تلوث بيئي و أخلاقي و أمراض مزمنة و زلازل و فيضانات ... خربت و تخرب حياة الإنسان في كل آن و حين اتساقا مع وعد الله للإنسان : " فإما يأتينكم مني هدى – قوانين الله و شريعته – فمن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى 123 و من أعرض عن ذكري – بالسير طبقا لقوانين علمانية لا تراعي حدود الله و شريعته - فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى 124 سورة طه – نظرا لتعاميه عن القوانين الفطرية التي فطر الله الكون عليها .
لذلك يعتبر العلماني في كل شعب أو حضارة أجهل الخلق أجمعين .. بالقوانين العلمية التي يسير على هديها العالم
و الكون و الحياة ... على عكس ما يدعيه العلماني الذي يدعي "العقلانية و العلمانية" في استنباط القوانين الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية... ؟
إذ أين العقلانية في "زواج المثليين " وهو عمل تربأ الحيوانات عن الإتيان بهكذا عمل .. و أين العقلانية في مساواة الرجل بالمرأة و قد خلقهما الله للتكامل لا للمساواة و التناطح كما تتناطح الكباش ... ؟؟
و أين العقلانية في إباحة الزنا و الخمر ....؟؟ وهي أشياء تحول الإنسان إلى حيوان مفترس بامتياز ..
و أين العقلانية في استنباط النظام "الرأسمالي" و "الشيوعية" و" الوجودية" ...؟؟ التي جلبت كل الحروب و المآسي عبر مختلف حقبات التاريخ البشري .
و أين العقلانية في ترك إنسان يدخن لقتل نفسه و الإضرار بمن حوله بدعوى الحرية الفردية ..؟ و أين .. و أين ...؟
و للحديث بقية ...
التعليقات (0)